معركة ميسلون يعيد قراءتها نصر الدين البحرة

27 07

العظمة: هل يأذن لي الملك بأن أموت!

ضمن احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية، قدم الأستاذ نصر الدين البحرة في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد مراجعة تاريخية لمرحلة ما قبل «معركة ميسلون»، التي قرر خوضها المناضل يوسف العظمة وكان وزير الدفاع حينها، وهو عالمٌ بأنه قاضٍ نحبه لا محالة، والتي أشار إليها البحرة بأنها تأكدت في أكثر من وثيقةٍ وحديث، ويعلم علم اليقين بأن القوى غير متكافئةٍ خاصة بعد أن حل الجيش بناء على طلب «غورو»، أما العتاد وحسب المعلومات المشكك بنواياها، والتي أعطيت ليوسف العظمة فكانت قد أكدت له بأنها لن تكفي إلا لخمس دقائق من المعركة. كل ذلك لم يثن يوسف العظمة عن قراره بمواجهة الفرنسيين الذين كانوا قد دخلوا حلب ويريدون الآن دخول دمشق، توازياً مع غليان الشارع الذي لم يكن يتخيل أن تدخل فرنسا إلى أرضه دون مقاومة، واستذكر الأستاذ البحرة كلمةً قالها يوسف العظمة من مذكرات أحمد قدري الذي كان مرافقا للملك فيصل وطبيبه الخاص والذي شهد نهاية مناقشة طلب فيها يوسف العظمة خوض المعركة: «هل يأذن لي جلالة الملك بأن أموت»؟!
و بناءً على حيثيات معركة ميسلون التي قدم لها الأستاذ البحرة، فيقول: «سنمر على معاهداتٍ واتفاقيات سبقتها منذ الـ 1919 عندما دخل الملك فيصل بن الحسين شريكاً في مناقشاتها وحواراتها، كانت مثيرة للشكوك والتساؤلات حول نواياه ومواقفه واتجاهاته السياسية حسب رأي البحرة، إبان الحرب العالمية الأولى وبعدها حتى يوم ميسلون عام 1920».
ويضيف البحرة «يلفت النظر هنا اتصالاته ببعض زعماء الحركة الصهيونية وعلاقاته سواءً الظاهر منها أو الخفي بالحكومتين البريطانية والفرنسية وممثليهما في تلك الفترة. وأسئلة كثيرة حول انتماء فيصل السياسي ومعرفته بنوايا الحلفاء، وصولاً إلى يوم ميسلون التي قدّر لها الملك أن تستمر خمس دقائق استمرت لثلاث ساعات من المقاومة بأسلحةٍ بدائية، صمدت في وجه واحد من أعظم الجيوش الأوروبية ليختتم بقول يوسف العظمة يخاطب العرب: "إن فيكم قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ"».
وهذه النتيجة المشرفة لرجلٍ كيوسف العظمة هي انتصارٌ على واقعٍ ملأته الخيانات والمؤامرات التي كانت كلها تهدف إلى إضعاف البلاد العربية واتفاقيات كانت تحاول دائماً النيل من استقلالية المنطقة كاتفاقات «سايكس بيكو»، و«سان ريمو»، ولجنة «كينغ كراين»، و«مؤتمر الصلح»، وصولاً إلى مقررات المؤتمر السوري في 7 حزيران عام 1919، وهو الذي طالب بالاستقلال التام للبلاد السورية دون حماية أو وصاية.


الوطن

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق