الروسي مارات جوبيد ولين في دار الأسد للثقافة والفنون

18 تشرين الأول 2011

حفلة بيانو منفرد بتقنية عالية

لا يمكن إلا أن نبوح بالتقنيات العالية التي يمتلكها عازف البيانو الروسي مارات جوبيد ولين حيث أدهش الحضور من خلال أمسيته التي أقامها مساء أمس الاثنين على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون.

واحتفالاً بمرور ميئتي عام على ميلاد المؤلف الموسيقي العالمي فرانس ليست خصص مارات برنامجه في هذا الحفل بعدد من أعمال ليست، فبدأ بمقطوعة «وادي أوبرمان» من سنوات الحج- سويسرا، وهو عمل مقتبس من رواية شعرية للكاتب سينانكيور تحت اسم «أوبرمان» استخدم الكاتب فيها أسلوب الرسائل، وتعرّف رواية الرسائل بأنها رواية تكتب على شكل سلسلة من الوثائق، أي الشكل المعروف للرسائل، جذبت الشخصية الرئيسية لهذه الرواية فرانس ليست فكتب مقطوعة درامية خاصة بالبيانو، وتتحدث الرواية عن اعترافات الروح لحالم وحيد محبط نفسياً و اجتماعياً، ويعتبر مقطعين من الرواية والشعر من«حج لطفل هاورد» نقشاً مثيراً للجدل يتناول العالم الداخلي لشاب القرن التاسع عشر من حيث معالجة شكّه الداخلي وتردده وانفجاراته العاطفية.
أما القطعة الثانية في البرنامج كانت «سوناتا- فانتازيا» بعد قراءة دانتي، استمد ليست إبداعه في هذه القطعة من رائعة دانتي «الكوميديا الإلهية» ومحورها قصة حزينة لشخصية اسمها فرانشيكادا ريميني الي ذهبت للموت في الجحيم مع حبيبها، وهذه المقطوعة الموسيقية أكثر مقطوعات صعوبة في المخزون الفني القياسي، ووضع ليست في بداية هذه السوناتا نقشاً من قصيدة دانتي «دع كل آمالك ومن أحببت وراء تلك البوابات الجهنم».

أما القطعة التي تلتها كانت بعنوان «المفكر» وبطلب من العازف ليكون هذه المقطوعة والتي يليها بدون مقاطعة مؤكداً على صلتهما مع البعض، معبراً عنها ضمن تناغمات بين المفهوم الفلسفي والمضمون الخيالي، ويشار ن هذه المقطوعة قد كتبت على منحوتة لمايكل آنجلو التي وضعت على قبر أمير إيطاليا «لورينزو ميديتشي».
أما القطعة الأخيرة «سوناتا سي مينور» على مقام سي مينور كانت أكثر صعوبة وتعقيداً وطموحاً، وعلى الرغم من إنها لا تحوي على برنامج المؤلف الأدبي إلا إنها من الإنصاف تسميتها «فاوستية» وهي تجسد قسوة النفس والإنسانية الساعية إلى أن تتصرف بحب وإيمان ودعم، اعتماداً على المفهوم الفلسفي، وتمثل هذه السوناتا مثال ليست نفسه، وهي حتماً سيرة ذاتية خطّها المؤلف بنفسه.

ويذكر أن الموسيقي الروسي مارات جوبيدولين قد بدأ حفلاته الموسيقية مع أبويه حين كان عمره 13 عاماً، مرافقاً لوالدته مغنية الأوبرا الشهيرة «غالينا خالديفا»، حيث كان معلمه الأول والده «روستام جوبيدولين»، خريج كونسيرفتوار «تشايكوفسكي». (1996- 1999) درس مارات في كلية «أوفا للفنون»، ليلتحق عام 1999 في أكاديمية «أوفا للموسيقى».عام 2000 حصل على الجائزة الثانية في فئة العزف المنفرد، والجائزة الثالثة في فئة المجموعة في المسابقة الدولية في «إيطاليا»، إضافة إلى مشاركته في جميع مسابقات البيانو للطلاب في «روسيا»، ألّف مارات سبع مقطوعات سيمفونية، وعشرات الأغاني، وكونشيرتو، وسوناتا، وخماسية للبيانو وميتزو سوبرانو بعنوان «النهاية» التي حاز بموجبها على الجائزة الثالثة في المسابقة الدولية للملحنين «أ. كارامانوف» في موسكو عام 2006. وهو يعمل مدرساً منذ عام 2010 في المعهد العالي للموسيقى بدمشق.


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق