فنانون من سويسرا يرفعون القبعة لبغداد في دار الأسد

27 آذار 2011

في إطار أيام الفرنكوفنية التي تنظمها سفارات الدول الفرنكوفونية قدمت دار الأسد للثقافة والفنون بالتعاون مع السفارة السويسرية في سورية حفلة موسيقية شعرية تحت عنوان «ليالي بغداد» أحياها رباعي بول كلي للموسيقى والفنان جان لوك بيدو أداء النصوص من السويسرا وأخرجت العرض وكتبت نصوصه مارسيللا ساليفاروفا بيدو، وذلك يوم الخميس 24 آذار 2011 على مسرح الدراما.

بدأ الحفل بقراءة نص مستوحاة من قصص ألف ليلة وليلة نقتطف منها: «وجعلته يشم رائحة المعجنات الناعمة المعطرة بالمسك في أسواق دمشق وصنعاء ومسقط وبغداد، ويبحر من جزيرة إلى أخرى على سفينة سندباد البحري الذائع الصيت، ويحلم بالعري العنبري واللؤلوي للجواري الممشوقات القدود ذوات العيون البراقة، ويدخل كهف علي بابا، وينام فوق الحصيرة الناصعة البياض لبدوي من بدو تدمر، ويشارك إخوته الخبز والملح في بهاء الصحراء مع ابن رشيد العظيم، وعندما انبلج الصباح سكتت شهرزاد عن كلام المباح، بارك الله فيك ياشهرزاد والمجد لمن أغدق عليك كل هذه المواهب، وعطر فمك وأفصح لسانك وجعل الذكاء تحت جبينك، لقد كنت سبباً لتوبة السلطان شهريار، تكلمي دائماً، تكلمي ياشهرزاد النقية والذكية، استحضري لنا مواكب الأسلاف البهية في شرق الأحلام هذا، كانت رنة كلماتك علامات للمزامير والنايات، فهلّلت روحك وسكرت...».


الفنان السويسري جان لوك بيدو في دار الأسد

بهذا الروح المشرقي تابع لوك بيدو قراءاته من مؤلفات ساليفاروفا بيدو بين قطعة موسيقية وأخرى، حيث كانت الموسيقى التي عزفها رباعي بول كلي والمؤلف من دينيتسا كازاكوفا «كمان»، فابيو كاسولا«كلارينيت»، ماتياس شرانتس«تشيللو»، إيفا آروتونيان«بيانو»، شرقية الروح أيضاً فعزف في البداية وبعد مقطع من النص العمل الموسيقي الشهير شهرزاد لريمسكي كروساكوف وهو بالأصل مكتوب للأوركسترا ولكن أعده أعضاء الرباعي لآلاتهم الأربعة، وسيمفونية شهرزاد التي نحن بصددها فقد أبدعها كورساكوف خلال صيف عام 1888 وتمثل تجسيداً لبعض المشاهد من قصص ألف ليلة وليلة، ووصف النقاد الموسيقيون عمل ريمسكي كورساكوف هذا بأنه ذروة الفن السيمفوني الروسي، حيث استطاع فيها الجمع بين تقاليد الموسيقى الروسية الأصيلة من جهة وروح الحكايات الشرقية من جهة أخرى، ويسود في القصيدة السيمفونية موضوعان: أولهما موضوع شهريار الرهيب وثانيهما موضوع شهرزاد الحسناء الناعمة،ترك كورساكوف إرثاً عظيماً للساحة الموسيقية العالمية من السيمفونيات والأوبرا والأغاني الرومانسية.

كما عزف الرباعي في هذه الحفلة عمل أسمه «رباعي لنهاية الأزمنة» للمؤلف الموسيقي اولفيه ميسياين. ومن النص الذي قدم في الحفل نقتطف أيضاً: «..بلغني أيها الملك السعيد..هاهي حكاية بين ألف حكاية عن أسلافنا الوثنيين في أزمان البطولة تلك:يحكى أن الشاعر فند وهو زعيم بني زمان، وهي فخذ من قبيلة بكر، كانت له صبيتان: الكبرى غفيرة الشموس، والصغرى هزيلة الأقمار، ونشبت حرب بين بني بكر وبني ثعلبة، وهم كثر وأشداء ومع فند كان طاعناً في السن، أرسله أصحابه لأنه كان فارس قبيلته المغوار، على رأس سبعين فارساً، بينهم بنتاه الصبيتان، وعندما اجتمعت جحافل بكر، اشتعلت الحرب كالإعصار، ودارت معركة رسخت في الذاكرة وسميت يوم الذؤابة المجزرة...».


من حفلة رباعي بول كلي في دار الأسد

هكذا مضت الحفلة بنص سردي جميل يلقى باللغة الانكليزية ويترجم مباشرة على شاشة وضعت خلف العازفين، وتتناوب الموسيقى مع القص لتكون سهرة سجلت في الذاكرة.
تقول الفنانة السويسرية مارسيلا ساليفاروفا بيدو عن هذه الحفلة: «ضمن إطار غطار الاحتفالات بالفرانكوفونية، يجرؤ فنانون قادمون من سويسرا أن يقدموا لكم ليال عربية».

وتتابع حديثها قائلة: «إن الليالي العربية التي نقدمها لكم هي شرود خيال لموسيقيين وكتّاب، يحملون إلى المقاهي الشعبية العربية، هي نزهة في بغداد ألف ليلة وليلة وبغداد اليوم».

وتابعت: «ليالي حلم، مبتسمة وممتلئة ببراءة شهرزاد المسلمة، ليالي حب، ليالي قتال، ليال سفر، ليالي شرسة وفوضوية في بغداد المغتصبة والمنهوبة في القرن الحادي والعشرين، لكن في قلب العنف اليومي، هناك لحظات قصيرة من الشعر والسعادة تنفجر هنا وهناك مثل شظايا قنبلة، تلك التي تعطي اسمها "shrapnels" لكتاب إليزابيت هوريم، نص يثبت لنا مرة أخرى أن الإنسان قادر على مقاومة الوحشية من خلال قوة الفن».

وتنهي حديثها قائلة: «الفن قوة للصمود في وجه المصائب، هذا ما نريد أن نثبته لكم هذه الليلة من كل قلوبنا».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من حفلة رباعي بول كلي في دار الأسد

من حفلة رباعي بول كلي في دار الأسد

من حفلة رباعي بول كلي في دار الأسد

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق