موسيقيون أتراك في ضيافة المعاهد الموسيقية

09 آذار 2011

بدعوة من إدارة المعاهد الموسيقية التابعة لوزارة الثقافة قام وفد من خيرة الموسيقيين الأتراك بزيارة معهد صباح فخري للموسيقى بحلب ومعهد صلحي الوادي للموسيقى بدمشق وأقام الوفد مجموعة من النشاطات التي تراوحت بين ورشات عمل للطلبة والأساتذة ودراسة معمقة للمناهج الدراسية وإمكانية تطويرها وذلك بإضافة مقترحاتهم والوصول إلى قواسم مشتركة مع أساتذة المعهد، ويتكون الوفد من عازفة الفلوت الموسيقية آلا أونودرا - معاون مدير لكلية الفنون الجميلة في جامعة ميمار سنان-، المغنية الأوبرالية تونار يوردرم - مدرسة قسم الغناء في الكلية ذاتها-، عازفة البيانو ايريس شان توركر وهي زميلة لهم أيضاً في الطاقم التدريسي.

حضر «اكتشف سورية» بعض انطلاقة هذا المشروع في معهد صلحي الوادي وتحدث مع الضيوف عن حياتهم الفنية والغاية من هذه الزيارة، وفي البداية تحدثت
الموسيقية آيلا أونودرا قائلةً: «أنا رئيسة قسم الآلات النفخية في كلية الفنون الجميلة، وبنفس الوقت أشغل معاونة للمدير، وأنا بالأصل عازفة الفلوت، ولي حفلات كثيرة داخل وخارج تركيا، وفي شهر شباط الماضي قدمنا حفلة بحلب بالمرافقة مع البيانو، وفي شهر نيسان القادم سنحيي ثلاث حفلات بدمشق متنوعة مع مجموعة من الآلات وربما مغنية أيضاً». وتابعت: «وجودنا في معهد صلحي الوادي للموسيقى هذا المكان الذي استقبلنا أحسن استقبال وإدارته مشجعة للتعاون مع موسيقى العالم وخاصة التركية منها، كنا هنا في العام الماضي ضمن اجتماع المدارس الموسيقية لحوض المتوسط وتعرفنا إلى الموسيقى السورية وطرق تدريسها، ووجدنا بأنه هناك جسر بين أوربا ومنطقة الشرق الأوسط فيما يخص الموسيقى وقمنا ببناء علاقة مع هذا المعهد وذلك اللقاء ساهم في دعوتنا مجدداً».

وأضافت: «قمنا في هذه الزيارة بإقامة ورشة عمل لمدة خمسة أيام في معهد صباح فخري بحلب ونتابع الآن في دمشق ونظراً للتطور الملحوظ بالعلاقة بين بلدينا سورية وتركيا التي أنعكست على كل الميادين وجدنا اهتمام كبير وحسن استقبال رائع لنا في هذا البلد، والمعلومات التي نقدمها للطلاب الموسيقى في سورية يتم تلقيها بروح من التفاهم العالي، ويتم تدوينها من قبلهم».

وأردفت قائلة: «هناك فارق بين طريقتنا في التدريس والمنهاج والطريقة المتبعة هنا، نستطيع أن نقول نحن نمتلك حرفية في موضوع المنهاج وفي تدريس الموسيقى، هنا في سورية يختلف الأمر قليلاً ولذلك أنا سعيدة بهذا التدوين الدقيق لملاحظاتنا واقتراحاتنا».
وعن مستوى الطلبة السوريين قالت أونودرا: «الطلاب هنا يمتلكون قدرات عالية، ويتمتعون بالقدرة على الاستيعاب الكبير للموسيقى، وأبدينا لهم بسرورنا واستعدادنا بشكل دائم أن نعطيهم كل ما يلزمهم من المعلومات وكل ما يلزمهم لتطوير معارفهم الموسيقية وان نزورهم عند كل حاجة».

أما بدورها قالت الموسيقية تونار يوردرم: «أنا ضمن الهيئة التدريسية في المعهد الوطني التابع لجامعة ميمار سنان، واكملت دراستي في ألمانية».

وعن زيارتها لسورية قالت: «تعرفت على الأنسة عبير الجابي - مسؤولة نشاطات في معهد صلحي- من خلال اجتماعات الأكيوم في اوربا، طلبت مني وقتها أن أزور سورية وإقامة ورشة عمل للطلاب هنا، وخلال وجودي في هذا المعهد لمست بشكل محسوس ووثيق بأن هذه العلاقة التي تربط البلدين على المستوى الرسمي قد انعكست على المستوى الشعبي، خلال ما رأيته على وجوه الطلاب».

وأنهت حديثها: «ورشات العمل التي أجريتها هنا مع الطلاب كانت بحضور الطلاب والمدرسين ورأيت ذلك الانفتاح على الكثير من موسيقات الشعوب عند الأساتذة في قسم الغناء هنا، وكل النصائح التي قدمتها لهم قد قبلوها بشكل لطيف، وأنا أعتقد بأننا نستطيع أن نبني علاقة فيما بيننا، وبخصوص المنهاج نستطيع أن ننجز قواسم مشتركة».

أما الموسيقية ايريس شان توركر قالت لـ«اكتشف سورية»: «أنا عازفة بيانو وأدرّس في نفس المعهد مع زملائي، وهذه الجامعة الوحيدة التي تمتلك معهد موسيقي خاص بها، وكلية الفنون الجميلة في جامعة ميمار سينان تضم كل الفنون».

وعن الزيارة قالت: «وفي العام الماضي أتيت إلى سورية من خلال لقاء مدارس الموسيقا في البحر الأبيض المتوسط "إيكيوم"، وتعرفت على القائمين في هذا المعهد وأحسست بأن هناك شيء يصلنا ببعضنا، وقمت حينها بتنظيم ورشات عمل لآلة البيانو هنا».

وأضافت: «طلاب هذه الآلة هنا أكفاء جداً، وهناك استجابة سريعة لما يقدم لهم من المعلومة، هناك مستوى موسيقي جيد في سورية، لكن نحن الآن هنا من أجل إضافة تقنيات جديدة ومناهج تدريسية تفيد هذا المعهد».

وأنهت بالقول: «أريد أن أشير إلى الفارق بين مناهجنا والمناهج هنا، ففي تركيا يدرس الطالب الموسيقى والمواد الدراسية الأخرى في نفس المعهد بالإضافة إلى وجود الصيغة الموجودة في سورية بمعنى يذهب الطالب إلى مدرسته ومن ثم يأتي في أوقات تسمح له بمتابعة دراسته الموسيقية في معهد آخر وهذين النظامين متوازيين في تركيا، نحن هنا بهدف إيجاد قواسم مشتركة بيننا وبين الطاقم التدريسي في هذا المعهد من أجل التوصل إلى مستويات أكثر تميزاً».

و التقى «اكتشف سورية» الموسيقي السوري جوان قرجولي مدير المعاهد الموسيقية ليتحدث لنا عن هذا النشاط من وجهة نظر الإدارة في المعاهد فبدأ بحديثه قائلاً: «يأتي هذا التعاون ضمن خطة لرفع مستوى مدرسينا بمعهد صباح فخري للموسيقى في حلب حيث أن المعهد كان متروكاً دون اهتمام فني لمدة تزيد عن عشر سنوات متتالية، وقد بدأنا هذا المشروع مع تكليف إدارة جديدة للمعهد ورؤساء أقسام جدد دعماً للعمل المؤسساتي ورفد المعهد بأساتذة مختصين موسيقيين سوريين وأساتذة زائرين أجانب».

وقال أيضاً: «كما أن هذا النشاط التعاوني مع أساتذة من الدول الصديقة يمتد إلى معهد صلحي الوادي للموسيقا بدمشق وذلك تنفيذاً لتوجيهات الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة الذي يوجهنا بضرورة رفع مستوى المدرسين في معاهدنا، اخترنا مجموعة من أساتذة أتراك مميزين وهذه شهادة من كل من تعامل معهم سواء في معهد حلب أو معهد دمشق».

وأنهى حديثه قائلاً: «انقسمت ورشة العمل إلى عدة أقسام منها مع طلبة الصفين الأول والثاني مع كل اختصاص وذلك لضمان رفع مستوى طلبة مراحل التأسيس وهي أهم مرحلة تدريسية، وانتهت هذه الورشة بلقاء موسع مع الأساتذة قام من خلالها الضيوف بشرح نقاط القوة والضعف لدى مدرسينا، كما تم تقييم شامل لطرق التدريس لدينا وتقديم مقترحاتهم لنسمو نحو الأفضل».

وفي نهاية الحوار شكر الجميع السفارة التركية بدمشق على ما أعطته من تسهيلات لنجاح هذه الزيارة.


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من الوفد التركي الضيف

من الوفد التركي الضيف

من الوفد التركي الضيف

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق