يوم للفرح في صالة الفيحاء الرياضيّة بدمشق

29 06

في ظلِّ الغياب القسري عن وطن تأكله الحرب منذ 5 سنوات

بمناسبة يومي اللاجئ والطفل العالميين، في 20 و25 حزيران، وضمن برنامجٍ مشترك مع منظمة «يونسيف» التابعة للأمم المتحدة لدعم أطفال المهجرين العراقيين، قامت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، بإحياء يومٍ ترفيهي خاصٍ بالأطفال، في الصالة المغلقة لمدينة الفيحاء الرياضية بـدمشق يوم 28 حزيران 2008.
هذا اليوم الذي امتدت فعاليّته على مدى ثلاث ساعاتٍ تقريباً، دُعي إليه حوالي 600 طفل، معظمهم من المهجرين العراقيين في سوريّة، وتنوعت نشاطاته بين الرسم، والأشغال اليدوية، والرقص، والتعلم باللعب، والرياضة. في هذا اليوم نجح ستون متطوعاً من الهلال الأحمر السوري بزرع البسمة على شفاه الأطفال وعيونهم، لينسوا ولو لساعاتٍ قليلة ظروف حياتهم القاسية، في ظلِّ الغياب القسري عن وطن تأكله الحرب منذ 5 سنوات والذي هو عُمر الاحتلال الأميركي للعراق.
متطوعي الهلال الاحمر في يوم ترفيهي بمناسبة يومي اللاجيء والطفال العالميينخلال هذه الساعات الثلاثة، لم يكن لدى الأطفال أي وقتٍ سوى للاستمتاع بكل ما يمكن أن يسعد قلوبهم، أو يساعدهم في التعبير عن أنفسهم، فهناك من كتب رسائل أودعها في صندوق الأمنيات، وآخرون شاركوا في رسم لوحةٍ كبيرة تُجسد أحلامهم، وتطلعاتهم، وحنينهم لوطنهم. ومن الأطفال من استمتع بالرسم على وجهه أو مارس هواية ما، والكل دون استثناء رقصوا وغنّوا مع سندريلا، وسوبرمان، والمهرج رودي، وحبسوا أنفاسهم واستدارت عيونهم دهشة لأعاجيب الساحر لوري. أما متطوعو الهلال الأحمر فقد كانوا الأقرب إلى قلوب الأطفال والأكثر حركةً ومرحاً، ليقدموا أروع مثلٍ عن الشباب السوري الذي يحمل في قلبه الحب، والإخلاص، والخير للإنسانيّة جمعاء، ويضع وقته وإمكاناته في خدمة قضاياها.
تحدّث إلينا السيد إبراهيم ملا -المسؤول الإعلامي عن برنامج دعم أطفال المهجرين العراقيين في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري-،  يوم ترفيهي بمناسبة يومي اللاجيء والطفال العالميين في صالة الفيحاء الرياضية بدمشقتحدّث لنا عن هذا اليوم والتحضيرات له فقال: «ما شاهدتموه في هذا الاحتفال هو خلاصة أربعة أيامٍ من جهد المتطوعين المتواصل، والذي بلغ ذروته اليوم عندما تواجدوا في الصالة منذ الساعة الخامسة صباحاً ليكون كل شيء بشكله الأمثل. نحن نقوم بمثل هذه الأنشطة عادة في كل يوم سبت، في المراكز صديقة الطفولة التابعة لمنظمة "يونسيف"، والمنتشرة في ريف دمشق، إلا أننا قررنا أن نقيم هذا النشاط الضخم والشامل لمناسبتي يومي اللاجئ والطفل العالميين، ليكون فرصةً للتلاقي بين هذا العدد الكبير من الأطفال و للترفيه عنهم. تركيزنا الأساسي ينصبُّ على محو الآثار السيئة التي يخلفها اللجوء في نفسية الطفل، وكل ذلك مبني على أسسٍ علميّة وفقاً لدورات اتبعها المتطوعون في الهلال الأحمر على أيدي مدربين من "يونسيف". إن ما نفعله أسبوعياً يلقى صدى طيباً لدى الأهالي الذين يشكروننا دائماً على ما نقدّمه، ونرجو اليوم أن نكون نجحنا في إسعاد هذا العدد الكبير من الأطفال، ونشكر الإعلاميين على مواكبتهم لهذا الحدث، ونتمنى دعهم الدائم لأنشطتنا كما اليوم».
يوم ترفيهي بمناسبة يومي اللاجيء والطفال العالميين في صالة الفيحاء الرياضيّة بدمشقوالجدير بالذكر إن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري ومنظمة «يونسيف» التابعة للأمم المتحدة، يعملان على برنامج لدعم أطفال المهجرين العراقيين في سوريّة، الذي يهدف البرنامج بشكلٍ أساسي إلى مَحو الآثار السلبية التي يخلفها اللجوء على نفسية الأطفال، والحرص على إدماجهم في محيطهم الجديد، والعمل على إعادة تأهيلهم نفسياً وتربوياً من خلال مشروع المراكز والمدارس الصديقة للطفولة، التي بدأت تنتشر بشكلٍ متزايد في ريف دمشق منذ العام 2004 حيث مناطق الوجود الأكبر للاجئين العراقيين، وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية السوريّة.
الشكر للمتطوعين في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري ولـ«يونسيف»، والتمنيات بالسعادة والسلام لكل أطفال العالم.


محمد الأزن

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق