تكريم أبطال حلب في الأولمبياد الإقليمي

28 تشرين الأول 2010

25 طفلا وطفلة من حلب في تكريم لإنجازاتهم

«التكريم واجب على كل من قدم أو قام بأمر رفع رأس الوطن من الأصحاء، فما بالنا بتكريم أناس رفعوا رأس الوطن وهم من ذوي الاحتياجات الخاصة؟!»، ربما كانت الكلمات التي قالها محافظ حلب المهندس علي أحمد منصورة أبلغ تعبير عن أهمية النشاط والمناسبة التي أقيمت مساء يوم الثلاثاء وجرى فيها تكريم 25 طفلاً وطفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة من سكان مدينة حلب، من الذين حازوا على المراكز الأولى في الأولمبياد الإقليمي الخاص الذي أقيم مؤخراً في دمشق. قام بتنظيم هذا التكريم كل من منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في حلب إضافة إلى إدارة فندق ديديمان.

كان بإمكاننا مشاهدة دموع الفرحة في عيون الأهالي والفخر في عيون الأطفال الذين أدركوا ما حققوه للوطن، وكانت المبادرة والعمل من كلا الجهتين اللتين قدمتا أمسية تكريمية مميزة لهؤلاء الأطفال جرى فيها عرض الإنجازات والمراتب التي نالوها من جهة، ومن جهة أخرى جرى توزيع الهدايا عليهم بحضور رسمي وشعبي مميزين.

هذه الخطوة ليست بالجديدة على منظمة الهلال الأحمر كما يقول الدكتور وليد سنكري رئيس مجلس إدارة فرع حلب للمنظمة والذي يتابع بالقول: «حالما قدمت الفكرة من قبل لجنة الشباب، وافقنا عليها بلا أدنى تردد. إن هذه المبادرة ليست مبادرة عابرة، بل تمثل اهتمام فرع حلب بمجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة سواء عن طريق النشاطات التي تقوم بها لجنة الشباب كمثل هذا النشاط، أو ضمن مركز الأذيات الدماغية الموجود في حي الصاخور والذي تشرف عليها لجنة السيدات المؤلفة من سيدات متطوعات يتبعن الفرع».

الدكتور أحمد الشيخ رئيس لحنة المتطوعين الشباب في الهلال الأحمر يقول بأن الهلال الأحمر له باع طويل في الجانب الاجتماعي، ومنه الاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع كونها تمثل جزءاً لا يتجزأ منه، ويضيف بأن عمل الهلال الأحمر يهدف إلى إشراك هذه الفئة في تنمية المجتمع حيث يقول: «إن تكريم اللجنة والمنظمة لهؤلاء الأطفال يعمل بشكل موازٍ للاهتمام الكبير الذي تبذله قيادة البلاد تجاه هذه الفئة، وسوف يؤدي مع مرور الزمن إلى تغير نظرة المجتمع تجاه الأطفال المعاقين».

أما مدير فندق ديدمان حلب السيد أوريل أولجان فيقول بأن الفندق عمل على رعاية هذه الفعالية إيماناً منه بأهمية دعم هذه الفئات في المجتمع، حيث تعمل إدارة الفندق بشكل دوري على القيام بنشاطات متنوعة لصالح الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة مختتماً قوله بأن ما قدمه الأطفال كان نشاطاً مميزاً يشكرون عليه.


السيد محافظ حلب ومدير فرع الهلال الأحمر
السوري في حلب ومدير فندق الديديمان في حلب
يكرمون أبطال حلب في الأولمبياد الإقليمي

رياضيون وفرسان:
الشاب مهند منافيخي أحد المكرمين من منتخب كرة السلة الذي فاز بالذهبية في الأولمبياد يقول بأن المنافسة كانت صعبة في الأولمبياد، خصوصاً في المباراة النهائية التي تفوقوا فيها على منتخب الكويت، مضيفاً بأن شعوره بالتكريم اليوم هو شعور لا يوصف. هذا الأمر يوافقه عليه زميله في المنتخب محمد بن صالح الذي يقول بأنه يشكر جمعية «يداً بيد» والتي شجعته على ممارسة اللعبة وساعدته على التدريب للمشاركة في البطولة.

«فرسان» مدينة حلب كانوا متألقين وحصلوا على العديد من الميداليات في مسابقات الفروسية المختلفة حيث تقول المدربة نادين هنيدي التي أشرفت على مشاركة فرسان مدينة حلب في الأولمبياد: «شارك من مدينة حلب ضمن المنتخب الوطني للفروسية فارسان حصلا على عدد من الميداليات: حصلت الطفلة الفارسة روان أبو شريفة على ميداليتين ذهبيتين وواحدة فضية في حين حصل الفارس عمار حافظ على ميداليتين فضيتين وواحدة برونزية. كما شارك في المنتخب كاحتياطية الطفلة بدور التاجر والتي شاركت باستعراض فقط كون إعاقتها شديدة». وتضيف السيدة هنيدي بأن المسابقات التي شهدها الأولمبياد في مجال الفروسية كانت منوعة منها «المشي مع مرافق» والتي يمشي فيها الطفل على الحصان مع وجود مرافق يساعده، و«مشي بدون مرافق»؛ كما أن هناك مسابقات «المشي» و«الخبب» بالحصان حيث «الخبب» ـ كما تقول ـ هو مشي الحصان الاستعراضي الأقرب إلى الركض الخفيف، كما أن هناك مسابقة الركض بالحصان.

وتضيف بأن المسابقة تتضمن بعض الصعوبات منها مشي الفرسان على الحصان ضمن ممر والتقاطهم دمية من مكان محدد ووضعها في مكان آخر حيث يلعب كل من الزمن وأداء الفارس دوراً في النتيجة: «بالنسبة لفترة التدريب مع هذه الفئة من الأطفال فإنها تكون طويلة نوعاً ما، كما يجب أن تكون مستمرة كون أي انقطاع سيجعلنا بحاجة إلى إعادة التدريب من جديد. بالنسبة لي، فقد كانت بداية عملي معهم بالمصادفة حيث كنت مدربة الفرسان المبتدئين في النادي، وعندما تم افتتاح هذا القسم، وجدت نفسي مقبولة من قبل هؤلاء الأطفال وهو الأمر الأساسي لأي مدرب يريد تدريبهم وبالتالي تابعت التدريب معهم ورأيت تجاوباً أدى إلى تحقيق هذه النتائج».

بدورها قالت المدربة ود عبود لمنتخب كرة السلة بأن علاقة المدرب مع هؤلاء الأطفال يجب أن تكون أكبر من العلاقة التقليدية حيث يجب على المدربة مثلاً «أن تكون أماً ومدربة في نفس الوقت» مضيفة بأن التدريب يتجاوز الإطار التقليدي إلى اطلاع المدرب التام على وضع الفريق وأمزجة أفراده وأوضاعهم والتواصل معهم وتضيف: «ساعدتهم الرياضة على الاندماج بالمجتمع، كما زادت من تقبل المجتمع لهم، وازدياد ثقتهم بنفسهم».

من حفل تكريم أبطال حلب في الأولمبياد الإقليمي

البوتشي!
ماريتا كانت واحدة من الأطفال المكرمين بعد نيلها الميدالية البرونزية في السباحة حيث تقول بأنها سعيدة جداً لمشاركتها في الأولمبياد وستعمل جاهدة على نيل الميدالية الذهبية مستقبلاً. أما والدتها فتقول بأنها عملت على تقديم الدعم الكبير لها ولم تكن تتوقع وصولها إلى هذه النتيجة بالرغم من إعاقتها الشديدة حيث تضيف: «في الماضي كانت ابنتي تتكلم اللغة الأرمنية فقط، أما الآن فهي تتعلم العربية وتتكلمها. كانت دموعي في الماضي دموع الحزن واليأس، أما الآن فهي دموع الفرح والفخر. وأشكر السيدة أسماء الأسد على كل جهودها لدعم التطوع وتشجيع هذه الفئة من المجتمع».

أما الطفلة ماري فقد شاركت في لعبة البوتشي حيث نالت الميدالية الذهبية لمشاركتها، مضيفة بأنها وجهت نصيحتها لصديقاتها في المركز بالعمل أكثر لنيل الميدالية الذهبية في هذه اللعبة مستقبلاً.

بدورها قالت الآنسة مارال المشرفة في مركز أريفيك بأن المركز شارك بعدد من الأطفال ضمن الأولمبياد حيث يحوي ضمن صفوفه لاعبين في كل من السباحة، والدراجات، والفروسية، ولعبة البوتشي. ويتدرب الأطفال مع باقي الجمعيات ليتم اختيار المشاركين بالأولمبياد.

ولعبة البوتشي هي لعبة إيطالية شبيهة بلعبة البولينغ، وتمارس اللعبة في سورية منذ سبع سنوات. اللعبة مخصصة للأعمار الكبيرة والإعاقات الشديدة مثل الشلل، كما أنها لعبة تركيز وثقة وتأتي كلعبة لعبة فردية أو زوجية. يتكون الفريق من أربعة أشخاص حيث تعتمد على التصويب والدقة، وتتألف من ثمانية طابات مختلفة الألوان وطابة البوليين الصغيرة، ويجب على الطفل أن يرسل كرة ملونة وزنها أربعة كيلو غرام، إلى منتصف الملعب وأن تصل إلى طابة البوليين، وتتناوب الفرق في اللعب، ومن تصل كرته إلى كرة البوليين هو الرابح.

والجدير بالذكر بأن سورية استضافت خلال الفترة التي امتدت من أواخر شهر أيلول حتى أوائل شهر تشرين الأول الماضي فعاليات الدورة السابعة من الأولمبياد الإقليمي الخاص حيث تنافس أطفال سورية مع أكثر من 2500 طفل من 23 دولة في أكثر من رياضة حققوا فيها نتائج مميزة للغاية. وتبرز أهمية هذا الأولمبياد في كونه سلط الضوء على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل كبير، ولفت النظر إلى دورهم المنتج في المجتمع وقدرتهم على تحقيق الإنجازات المميزة رغم الإعاقات التي يعانون منها.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من حفل تكريم أبطال حلب في الأولمبياد الإقليمي الذي جرى في دمشق

من حفل تكريم أبطال حلب في الأولمبياد الإقليمي الذي جرى في دمشق

من حفل تكريم أبطال حلب في الأولمبياد الإقليمي الذي جرى في دمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق