ورشة عمل إشكالية اللغة العربية في المواقع الالكترونية تواصل جلساتها

07 كانون الأول 2010

تتواصل فعاليات ورشة عمل «إشكالية اللغة العربية في المواقع الالكترونية»، التي تقيمها وزارة الإعلام معهد الإعداد الإعلامي بالتعاون مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب في جامعة الدول العربية في مكتبة الأسد بدمشق، حيث أقيم جلستي عمل صباحية ومسائية، أمس الاثنين 6 كانون الأول 2010، ركزتا على آفاق اللغة العربية في المواقع الالكترونية والتقانات اللغوية الخاصة بالمواقع الالكترونية.

وتحدث سهيل الملاذي حول إشكالية استعمال اللغة العربية في المواقع الالكترونية، وامتلاكها القدرة على التطور واستيعاب العلوم والفنون والآداب، والاستجابة لمعطيات الحضارة الإنسانية بما تتميز به من مرونة وما تملكه من إمكانات تتمثل في التوليد والاشتقاق والترجمة والتعريب، حيث استطاعت أن تتفاعل مع اللغات والثقافات الأخرى وشكلت أهمية كبرى في نقل الحضارة. وأشار الملاذي إلى ضآلة ما ينشر باللغة العربية على الانترنت، ما يجعل المحتوى الرقمي العربي يعاني من نقص شديد، إضافةً إلى عدم اعتماد مواصفات محارف اللغة العربية، ما يسبب الكثير من الإشكالات للمستخدم العربي إلى جانب غياب السياسات والخطط العربية لدعم إمكانية إنشاء وكتابة عناوين المواقع بالحروف العربية.

ولفت الملاذي إلى الخطوات الايجابية ممّا تمّ انجازه على المستوى العربي مثل رقمنة الكتب في مكتبة الأسد والإسكندرية، وما قامت به الإمارات العربية من توثيق نحو 5 ملايين بيت شعر، وما تقوم به الهيئة العامة السورية للكتاب من نشر كتاب الكتروني كلّ يوم، فضلاً عن مشاريع أخرى تدعو إلى التفاؤل بتعزيز حضور اللغة العربية وقدرتها على استيعاب تطورات العصر.

ضرورة كسر حاجز الخوف عند الناس من استخدام الفصحى على الانترنت

بدوره قدم الدكتور أحمد نتوف جملة من الحلول والمقترحات لإنعاش اللغة العربية على شبكة الانترنت؛ مشيراً إلى مسؤولية الحكومات والمؤسسات والأفراد بوضع سياسة للتحكم والسيطرة على المواقع الالكترونية ليس للمنع والرقابة وإنما لتمكين حماية اللغة العربية ودفعها خطوات إلى الأمام. وأشار إلى ضرورة قيام المؤسسات القائمة على تمكين اللغة العربية بتبسيط اللغة المعيارية، وكسر حاجز الخوف عند الناس من استخدام اللغة العربية الفصحى والتوأمة بين اللغة المعيارية ومفردات العصر الحالي والمدنية الحديثة، بأن تكون لغة سهلة ومعبرة ومفهومة من قبل الجميع، والاستفادة من الدعم الإعلامي في كسر هذا الحاجز الوهمي والمصطنع، إضافةً إلى إنشاء مراكز بحث من أجل رصد الموجود على الشبكة وتقييمه وتفحصه بوضع الدراسات والاستراتيجيات المناسبة وتكثيف النشر الالكتروني.

من جانبه ميّز الدكتور أحمد حاجي سفر بين الكتاب الالكتروني والكتاب الورقي؛ مشيراً إلى 7 أسباب لاستخدام الكتاب الرقمي، ومنها: حركة الحفاظ على البيئة، والحد من قطع الأشجار لصناعة الورق، والتكلفة المادية في طباعة الكتاب الورقي، وانتشار الحاسب وظهور شبكة الانترنت، والحاجة في الوصول إلى المعلومات بسرعة، وضيق المكان في المكتبات. وقد لفت إلى أبرز عيوب الكتاب الرقمي بكونه لا يحترم الحقوق الفكرية للمؤلف، وإمكانية تعرضه للتلف والاختراق، والحاجة إلى طاقة كهربائية لاستخدامه، والتطور السريع للصيغ الرقمية.

الصحافة الالكترونية تميزت بالتفاعلية العالية والفورية للمواد المنشورة

من جهتها قدمت أروى الشمالي -مديرة موقع التشاركية بين الإعلام والاتصالات- مداخلة بينت من خلالها أنّ الفكرة الأساسية من وجود الشبكة هو المعلومة، وهي تلتقي مع الإعلام الذي يمثل الشكل الجماهيري في الاتصال واسترجاع وتحليل المعلومات. واستعرضت الشمالي البدايات الأولى للمواقع الالكترونية العربية والصحافة الالكترونية وعلاقتها مع النسخ الورقية؛ لافتةً إلى أنّ الصحافة ذات الهوية الالكترونية تميزت بالتفاعلية العالية والفورية للمواد المنشورة، وشخصنة المواقع والروابط والأصالة الداخلية والخارجية. وأوضحت الشمالي أساسيات تقديم المادة الإعلامية على الشبكة، عارضةً قوالب تحريرية قديمة وحديثة وأساليب مبتكرة في تقديم المادة الإعلامية. وتطرقت إلى الكتابة بالفصحى في المواقع الإعلامية وأثر العوامل اللغوية على شبكة الانترنت.

معظم مستخدمي الإنترنت أصبحوا مضطرين لاستخدام لغة غير لغتهم الأصلية

كما وقدم الدكتور إباء عويشق -رئيس الفريق العربي لأسماء النطاقات وشؤون الإنترنت- مداخلة بعنوان: «استخدام اللغة العربية في كتابة أسماء النطاقات»، تحدث فيها عن طبيعة أسماء النطاقات في العالم؛ مبيناً أنّ معظم مستخدمي الإنترنت أصبحوا مضطرين لاستخدام لغة غير لغتهم الأصلية في التعامل مع الإنترنت فيما يخص المحتوى؛ مشيراً إلى أنّ هذه المشكلة في طريقها إلى الحل. وأورد عويشق مجموعة من الحلول الفنية لهذه المشكلة، تتمثل باعتماد مجموعة المعايير الدولية مبنية على مبدأ بسيط هو المحافظة على منظومة أسماء النطاقات بالحروف اللاتينية، مع إضافة طبقة لتحويل الأسماء من اللغات الأخرى إلى الحروف اللاتينية. وتطرق عويشق إلى العمل العربي في مجال أسماء النطاقات العربية؛ مبيناً أنّه ينطوي على جهود عديدة مبعثرة ومبنية على حلول غير معيارية حتّى عام 2003، وأنّ العمل بدأ رسمياً في إطار الفريق العربي لأسماء النطاقات التابع لمجلس وزراء الاتصالات العرب ضمن الجامعة العربية فكان الاجتماع الأول في بداية عام 2005 في سورية وترافق مع التحضير لقمة مجتمع المعلومات.

الترجمة الآلية أبعد ما تكون عن الوفاء بالحق التعبيري البشري

المهندسة وفاء محمد قدمت مداخلة بعنوان: «الترجمة الآلية إلى اللغة العربية» لفتت من خلالها إلى أنّ تفجر المعلومات في عصرنا الحالي أدى إلى ضرورة اللجوء إلى وسائل التقنية الحديثة في سبيل الإسراع بعملية نقلها وتناقلها بين الشعوب المختلفة واستخدام الحاسوب في عملية الترجمة بصور شتى. وأشارت إلى أنّ الظاهرة الترجمية جاءت كوليد شرعي للظاهرة اللغوية لدى البشر لتحقق بين الناطقين بلغات مختلفة ما تحققه اللغة الواحدة بين الناطقين بها من وظائف توصيل الأفكار والمشاعر والرغبات ولتحقق التفاهم الذي هو الوظيفة العليا للغة. وقد عرّفت الترجمة الآلية بأنّها ترجمة من لغة طبيعية إلى لغة طبيعية أخرى، يقوم بها آليا الحاسوب الالكتروني بعد تغذيته بالقواميس والبرامج التي تضم قواعد تحلل النص الأصلي في اللغة المصدر صرفياً ونحوياً ودلالياً، وتضم قواعد أخرى تعيد تركيبه نصاً جديداً في اللغة الهدف.

ورأت أنّ الترجمة الآلية أبعد ما تكون عن الوفاء بالحق التعبيري البشري، لأنّها عادة تكون مبرمجة على الترجمة الحرفية دون غيرها، أي تقريب المعنى إلى المتلقي دون الوفاء إلى القدرات التعبيرية والبلاغية للنص الأصلي. وعرضت الباحثة مشكلات الترجمة الآلية التي تتمثل بأنّها قد تبتعد عن المعنى المقصود وخروجها عن نظام الجملة العربية والأخطاء النحوية أو ما يسمى بمشكلة المقابلات النحوية، إضافةً إلى أنّها تعالج التعابير البسيطة بدرجة معقولة، ولكن حينما نأتي إلى التعرف على وسائل ربط النصوص خارج الجملة أو بين الجمل كالضمائر العائدة على اسم في جملة سابقة أو لاحقة مثلاً فسنجد أنّها تمثل مشكلة كبيرة جداً للحاسوب، لأنّه من الصعب جداً أن تبرمج هذه الأمور وتخزن في ذاكرته، إضافةً إلى الأخطاء الأسلوبية التي لا تراعي القاعدة البلاغية المعروفة «لكل مقام مقال»، إضافةً إلى افتقار النص المترجم إلى الإيحاءات اللغوية وأخطاء ترجمة الصياغات المجازية. ورأت أنّ معظم مشكلات الترجمة المؤتمتة مرتبطة بالنظريات الحديثة وبعملية مراقبة اللغة والوحدات اللغوية، والمشكلات تصبح أكثر عندما تكون الترجمة من لغة إلى لغة أخرى بعيدة عنها في هيكليتها أو من عائدات لغوية مختلفة.

وقد قدم الباحث يوسف ملحة مداخلة بعنوان «التقانات اللغوية الخاصة بالمواقع الالكترونية» عرضاً عن الأدوات المتاحة لبرمجة مواقع الانترنت والتي تشمل لغات البرمجة ونظم إدارة المحتوى من مدونات ومنتديات ومجلات.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق