المشاركون في احتفالية طاغور: أدبه وفنه تمثيل لقيم المحبة والسلام والجمال
10 أيار 2011
تضمنت الجلسة الثانية من احتفالية الشاعر الهندي الشهير طاغور التي عقدت أمس في مكتبة الأسد بدمشق بمناسبة مرور 150 عاماً على ميلاده جوانب رئيسة من إبداعاته تتعلق بالشعر والموسيقا ودراسة صفة الكونية التي تميزه كمبدع عالمي وصل إلى ملايين القراء وذلك من وجهة نظر ثلاثة محاضرين هم علي القيم وإبراهيم الجرادي ونزار بني المرجة.
وفي مداخلته بعنوان طاغور منارة الهند تحدث علي القيم عن إسهامات طاغور في مجال الموسيقا مشيراً إلى أنه كان يعتبرها من أنقى أشكال الفن وأرقى شكل للتعبير عن الجمال لافتا إلى أن شعر طاغور امتلأ بالموسيقا اللفظية وكان يرى الأغنية المثالية زواجا بين الكلمات والألحان.
ولفت إلى أن طاغور تأثر بالموسيقا الكلاسيكية الهندية وبعض الموسيقا الغربية كديبوسي كما أنه زار القاهرة وبغداد والتقى أحمد شوقي وصدقي الزهراوي واطلع على المقام العراقي فأبدى إعجابه بالموسيقا العربية التي لمس فيها روح الشرق كما أنه اعتبر التأليف الموسيقي نتاج فكر ورؤى وتسامح ومحبة وجمال وكان يتعاون مع أخيه الأكبر الذي يعزف على البيانو لتلحين الأغنيات التي وصلت ل 3000 أغنية.
بدوره تحدث إبراهيم الجرادي في مداخلة بعنوان طاغور شاعرا كونيا عن هذه الصفة الكونية التي ميزت طاغور وتجلياتها في كل إبداعاته المتنوعة لافتاً إلى أن هذه الكونية والاستثنائية تتأتى من ثلاث نقاط أساسية هي نظرته وأفكاره عن المرأة والله والأرض وأن الجهود الكبيرة التي بذلها خلال حياته تفرض مقياس وجوده الإنساني واهتمامه بقضايا الإنسان الكبرى وتضم اسمه لكبار المبدعين من الأدباء والشعراء والفلاسفة والفنانين.
كما أوضح أن ما يلفت لدى طاغور ليس نوع الأشياء التي يكتب عنها بل كيف يكتب عنها مشيراً إلى أن الألم يفسر جزءا كبيرا من إبداع طاغور عندما تتسع جغرافيا الألم ليصبح ظاهرة إنسانية تنطلق من بقعة هي الهند لتتحول إلى ظاهرة كونية مؤكداً أن طاغور كان شاعر معنى وأن المرأة احتلت لديه مكانة خاصة لكونه كان يعتبر أن الجمال ينظف الحياة والوجود من الشوائب.
واختتم نزار بني المرجة الجلسة بمداخلة حملت عنوان طاغور والمسرح أشار فيها إلى أن المسرح اتسم ببساطته في زمن طاغور الذي كان يشارك به مؤلفاً أحيانا ومنشداً أحيانا أخرى وأن شخصيات مسرحياته كانت تمثل دائما قيم المحبة والسلام والجمال كما شكلت بيئته الأثر الأكبر في محبته للمسرح إضافة لدراسته اللغة الإنكليزية والسنسكريتية.
وقدم المحاضر تحليلا نقديا لإحدى مسرحيات طاغور كما أشار إلى بعض صفات مسرحه كالنهايات السعيدة في أغلب أعماله وطغيان الوصف واعتماده الحس الفكاهي والكوميدي لافتاً إلى أن طاغور أنجز حوالي 11 مسرحية شعرية وثلاث مسرحيات راقصة وغيرها كما أنه كان يركز على الشعر والموسيقا في أعماله وينتقد المسرح الغربي بسبب ولعه بالسينوغرافيا.
الوكالة السورية للأنباء - سانا