مركز نوعي لتنمية الطفولة المبكرة في دمشق

25 تشرين الأول 2010

إنجاز كبير لسورية على المستوى الإقليمي

زار «اكتشف سورية» المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة بدمشق، في إطار جولة تم تنظيمها خصيصاً لمجموعة من الإعلاميين السوريين، وأطلعنا من خلالها على سير العمل في هذا الصرح الحضاري، وعلى أقسامه وأهدافه، وذلك عشية افتتاحه الرسمي المرتقب.

جاء إنشاء هذا المركز النوعي انطلاقاً من الاهتمام الكبير الذي توليه سورية بمرحلة الطفولة المبكرة، هذه المرحلة الحساسة من عمر الإنسان، ودعماً للخطط والاستراتيجيات التي وضعتها وزارة التربية في هذا المجال بدءً من العام 2004، وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، وبرنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند».

في مستهل الجولة التقينا بـالسيدة «كفاح حداد» مديرة المركز، واطلعنا منها على أهم أهداف المركز وأقسامه، وما تم إنجازه في العام الدراسي 2009 - 2010، وما يجري تنفيذه خلال العام الحالي، وحول أهداف الـمركز قالت السيدة «حداد»:

«نسعى في المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة إلى رصد الاحتياجات التدريبية لمربيات رياض الأطفال في القطر، وعلى المستوى الإقليمي، وتدريب كل الأطر الإدارية المعنية بالطفولة المبكرة في البلاد، فمن الأهداف الكبيرة التي نعمل على تحقيقها تحسين جودة منهج رياض الأطفال في سورية، ونشر الوعي بهذه المرحلة الحساسة من عمر الإنسان في المجتمع المحلي، وهذا المركز سيكون في النهاية عبارة عن تربة خصبة لكل المهتمين والمعنيين بشؤون الطفل من منظمات وهيئات محلية، وإقليمية، وعالمية، وصولاً إلى مركز تشبيكي لكل من له علاقة بالطفولة المبكرة، ليكون هدفنا الأسمى هو الاستثمار في الطفولة».


ويتم تحقيق أهداف المركز بحسب السيدة «حداد» من خلال: «فريق مركزي من المدربين تم تأهيله بالتعاون مع (اليونسكو)، وكلية التربية بدمشق، هذا الفريق أشرف على تدريب الفريق الفرعي للعمل في المحافظات يتولى الإشراف على تطبيق خطط المركز واستراتيجياته، وأبحاثه في مجال تنمية الطفولة المبكرة في سورية، بالإضافة إلى قيامه بمهام التدريب في المركز على مدار العام».


وحول التعاون بين «اليونسكو» و الـمركز قالت السيدة «حداد»: «تم توقيع مذكرة تفاهم مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة حول هذا المركز في العام 2008، تلاها عقد اتفاقية مع المنظمة في شهر نيسان 2010، تم من خلالها إضفاء صفة مركز إقليمي من الفئة الثانية على (مركز تنمية الطفولة المبكرة بدمشق)، وهذا يعني أن المركز يأتي في المرتبة الثانية من الأهمية بعد المنظمات بالنسبة للـ(يونسكو)، وهذا إنجاز مهم لسورية على المستوى الإقليمي، إذ لم يحظ المركز المصري بهذه الصفة رغم أنه تم إنشاؤه في العام 2003، وبناءً على هذا الاتفاق، تم تأمين بعض التجهيزات للمركز، بالإضافة إلى التعاون في مجال إعداد فريق المدربين، عبر إيفادهم لمجموعة من الدورات في لبنان، مصر، واستقدام مجموعة من الخبراء الدوليين لتدربيهم في سورية، بتمويلٍ كبير من برنامج الخليج العربي للتنمية».

وعن الرؤية المستقبلية للمركز ختمت السيدة «كفاح حداد» مديرة المركز بالقول:«نسعى إلى بناء شبكة تعاون مع المراكز الإقليمية والدولية المماثلة، لتحقيق أهدافنا في تنمية الطفولة المبكرة في البلاد، وخدمة استراتيجيات وزارة التربية وسورية في هذا المجال».



وفي جولتنا على أقسام المركز زرنا الأقسام التالية:

1- دائرة التدريب: مؤلفة من فريق مركزي من المدربين، يشرف على فريق فرعي في المحافظات من خلال منسق عام، ومن الأهداف الرئيسية لهذه الدائرة متابعة وتقييم عمل المتدربين في رياض الأطفال على مستوى سورية، أما الفئات المستهدفة في التدريب فتشمل: «كل معلمات رياض الأطفال، فكل مربية أطفال تكون على رأس عملها ستخضع لمنهج تدريبي متكامل في هذا المجال، بالإضافة إلى إقامة ورش عمل متخصصة ذات أهداف توعـَوِيّـة لكل من له علاقة بمرحلة الطفولة المبكرة من فئات المجتمع المحلي (الأب، الأم، أفراد الأسرة)، بالإضافة إلى خريجي كليات رياض الأطفال، وطلاب الدراسات المتخصصة في هذه المرحلة».

2- دائرة البحوث والدراسات: وتعمل بفريق متكامل مع دائرة التدريب، لوضع الأبحاث، والدراسات والأدلة التي يتم من خلالها عرض ووضع خطط التأهيل في المركز.

3- روضة أطفال نموذجية: مخصصة للشرائح العمرية من 3- 5 سنوات، وتعتبر نافذة المركز على المجتمع المحلي، تتضمن الروضة ثلاث قاعات كل قاعة مخصصة لشريحة عمرية معنية، بواقع (20 -25) طفل في القاعة الواحدة، ويتم من خلالها حالياً: «التجريب الصفري على المنهج الجديد الذي أعدته وزارة التربية لرياض الأطفال في سورية، ويعتمد أسلوب التعلم النشط المعمول به عالمياً».


4- المكتبة: يثري عمل المركز مكتبة مقسمة إلى قسمين؛ قسم مخصص للباحثين في الطفولة (وتتضمن حالياً حوالي الــ 1000 عنوان)، وأخر يستقبل الأطفال حتى عمر الثمان سنوات (حوالي الــ 500 عنوان من قصص الأطفال)، وتقوم المكتبة:«بمجموعة من الأنشطة التي تهدف لتشجيع الأطفال على القراءة، بالإضافة إلى مجموعة غنية من الوسائط التعليمية، وجهاز مخصص لعرض الأفلام الوثائقية (الخاصة بالأطفال)، وأجهزة حاسوب لتدريب الأطفال على استخدام (الكمبيوتر) و(الإنترنت) لأغراض تعليمية».

5- مشغل لتصنيع الوسائل التعليمية: «يقيم ورش على مدار العام لتدريب معلمات رياض الأطفال على تصنيع الوسائل التعليمية، ابتداءً من مواد أولية بسيطة، أو إعادة تدوير مواد مستخدمة».

بالإضافة إلى مجموعة من القاعات التدريبية التي تتسع لـ (25) متدرب كحدٍ أقصى، بما فيها مشغل تصنيع الوسائل التعليمية.


وفي ختام جولتنا على المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة أطلعنا على الأرقام التالية: خلال العام الدراسي 2010/2009 تم تأهيل 139 مدرب من عشر محافظات على مستوى القطر، لتطبيق خطط وزارة التربية في مجال رياض الأطفال، وتنمية الطفولة المبكرة، كما يتم خلال العام الدراسي الحالي تدريب 100 معلمة رياض أطفال من محافظات دمشق، ريف دمشق، والقنيطرة، لتعزيز مهاراتهم في أسلوب التعامل مع الطفل، وأسلوب التعلم النشط، وتعزيز حس المسؤولية والثقة بالنفس عند الطفل.

ويجري حالياً في المركز ثلاث ورشات: ورشة لتصنيع الوسائل التعليمية، ورشة لمعلمي رياض الأطفال حول المشكلات السلوكية وبدائل العقاب، وورشة للمجتمع المحلي (الآباء، والأقارب) حول الكشف المبكر عن الإعاقة، والتقاط المؤشرات التي يمكن أن تلاحظها الأسرة عند بوادر اكتشاف حالات من ذوي الاحتياجات الخاصة عند الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، كما تم إعداد خطة متكاملة لعمل المركز خلال العام 2011 على المستوى المحلي والإقليمي

محمد الأزن - دمشق
تصوير عبد الله رضا

اكتشف سورية

لقاء مع الإعلاميين في المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة في دمشق	جانب من اللقاء مع الإعلاميين في المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة في دمشق	المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة في دمشق

بقية الصور..