اليونسكو: السلطات الأثرية السورية حافظت على مقتنيات المتاحف بنقلها إلى أماكن آمنة

17 شباط 2014

.

قدّم السيد فرانشيسكو باندارين المدير العام المساعد المكلف بقطاع الثقافة في منظمة اليونسكو يوم الأربعاء 4/2/2014م في مقر الأمم المتحدة بنيويورك لمحة عامة عن وضع الآثار في سورية وجهود المنظمة لحماية التراث الثقافي فيها وفي بلدان أخرى ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وفي المؤتمر الصحفي «شاهد الفيديو» الذي شارك فيه صحفيون دوليون، قال السيد باندارين أن الحفاظ على الممتلكات الثقافية في المتاحف الوطنية السورية هو «الجزء الوحيد الذي يندرج ضمن الأخبار الجيدة» في مجال حماية تراث سورية، موضحاً أن المديرية العامة للآثار والمتاحف في وزارة الثقافة اتخذت إجراءً وقائياً مهماً حين نقلت الغالبية العظمى من القطع الأثرية في 34 متحفاً سورياً إلى ملاذات آمنة. وأضاف السيد باندارين: «إن الأضرار التي لحقت بالمتاحف هي أقل أهمية مما كان يمكن أن يكون لولا هذا الإجراء الوقائي، الذي نحمده بالطبع ونعتبره مهماً جداً»، وبيّن أن بعض المتاحف الثانوية ومتاحف المواقع تعرضت للضرر لكن ليس المتاحف الرئيسية.


وفي سؤال عن كيفية تحقق اليونسكو من المعلومات التي تلقتها من المديرية العامة للآثار والمتاحف عن حفظ مقتنيات المتاحف السورية في أماكن آمنة، أجاب باندارين: «لم نذهب إلى هناك أو نرسل أحداً للتحقق، لكن اليونسكو نظّمت اجتماعاً الصيف الماضي في باريس حضره الممثل الخاص للأمم المتحدة في سورية الأخضر الإبراهيمي؛ وقد دُعي إليه الدكتور عبد الكريم المدير العام للآثار والمتاحف وهو أكاديمي وأستاذ في جامعة دمشق ورجل تقني كُلّف بهذا "العمل المستحيل" لمحاولة حماية تراث سورية، وقد أجرينا نقاشات طويلة، وأعتقد أن العرض الذي قدّمه كان مقنعاً بما فيه الكفاية للقول أنه اتخذ هذا الإجراء لحماية المتاحف».


وتحدّث السيد باندارين عن بعض المواقع التي تضررت، ومن بينها مواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو مثل مدينة حلب القديمة وقلعة الحصن ومدينة تدمر الأثرية، وحذّر أن الأزمة خلال ثلاث سنوات وجّهت ضربة كبرى للتراث الثقافي الواسع والمتنوع في البلاد ما أضرّ به بمستوى غير مسبوق، خاصة في المناطق التي لا تتواجد فيها المؤسسات الحكومية، وقال: «إن عواقب عدم الاستقرار تتمثل في تنامي ظاهرة نرى أنها خطيرة بشدة بالنسبة للتراث الثقافي، وأود أن أقول إنها قاتلة له»، في إشارة إلى عمليات التنقيب غير المشروعة التي تجري في المواقع الأثرية المهمة في أنحاء متفرقة من سورية والتي تسببت بتدمير ونهب بعض المواقع الأثرية بالكامل.

وذكر السيد باندارين أن التنقيب عن الآثار يطال مدينة ماري السومرية القديمة ومدن إيبلا وتدمر وأفاميا، قائلاً «إن هذا الأمر يحدث في جميع هذه المدن، وبعضها (نُقّب فيه) إلى حد لا يمكن تصوره مثل أفاميا التي دمرت تماماً بسبب الآلاف من الحفريات غير القانونية».


حذر باندارين أيضاً أن هناك اتجاهاً في سورية وخارجها بين المتطرفين لتدمير الأضرحة لأنها تخالف إيديلوجيتهم مما يدفع مجموعات إلى تدمير عناصر مهمة جداً للمجتمع المحلي وهي بالتأكيد جزء من التراث الثقافي العالمي الذي تجب حمايته.

وحول الاتجار غير المشروع بالتراث الثقافي السوري وجهود استعادة القطع الأثرية قال باندارين: «يجري الاتجار بالقطع الأثرية عبر قنوات غير شرعية في البلدان والأسواق الأخرى» وأضاف: «تمت استعادة بعض التحف والآثار بالفعل في بيروت من ضمنها بعض التماثيل التي تم التنقيب عنها بشكل غير قانوني في مدينة تدمر، لكن استرداد قطع أخرى مثل القطع النقدية والقطع المعدنية أكثر صعوبة»، وبيّن أن ما تم اعتراضه هو أعداد صغيرة من القطع الأثرية التي تم نهبها من سورية.

وفي معرض رده على سؤال حول وضع المتحف الوطني في دمشق، أكد أنه لم يتعرض للضرر ولم يكن هدفاً لأي هجوم، وأشار إلى أن للمدير العام للآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم نشاط فعال ليس في مجال حماية ونقل القطع الأثرية من المتاحف فقط بل في مجال استعادة قطع أثرية تم نهبها، من فسيفساء وغيرها، وهي أعمال وإن كانت محدودة إلا أنها مهمة، كما تطرّق إلى أن المديرية العامة للآثار والمتاحف لا زالت تعمل في المناطق الساخنة.


وكشف باندارين أن اليونسكو بدأت الشهر الماضي بتدريب موظفي الجمارك والشرطة في الدول المجاورة (لبنان وتركيا والأردن) لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية السورية، وأعلن أن المنظمة تلقت 2.5 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي لبرنامج تحسين المعلومات ورصد وتوثيق حالة التراث الثقافي في سورية، وتعزيز محاربة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، ورفع الوعي بشأن نهب الآثار محلياً ودولياً، عبر تأسيس مكتب في بيروت لإطلاق هذا البرنامج.


اكتشف سورية

المديرية العامة للآثار والمتحف

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

المؤتمر الصحفي لفرانشيسكو باندارين عن الآثار السورية

لقطات من عرض مسرحية هستيريا من اخراج الفنان جهاد سعد

المؤتمر الصحفي لفرانشيسكو باندارين عن الآثار السورية

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق