هل تحمي اليونيسكو التراث العالمي من الحروب

14 تموز 2013

.

ارتفع منسوب الاختراقات التي تطال اليونيسكو على صعيد تقصيرها في حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي من الحروب والكوارث الطبيعية منذ مطلع الألفية الثانية وذلك بدءاً من تدمير تماثيل بوذا في باميان، ثمَّ الغزو الأطلسي العسكري لأفغانستان قبل ثلاثة عشر عاماً من الآن وما تلاه من احتلال القوات الانغلوأميركية للعراق وما رافقه من نهب لمقتنيات متاحف بغداد والبصرة وبابل لآلاف القطع الأثرية النادرة على مرأى القوات الأمريكية ليتم بيعها في المزادات العلنية والخاصة، بالاضافة إلى تخريب وهدم الأضرحة المقدسة كما حدث في مالي في أبرز حواضرها التاريخية تومبكتو مع اجتياح القوات الفرنسية لها.‏

اليونيسكو التي رأت النور قبل 66 عاماً بعد انبثاقها عن الأمم المتحدة كانت قد أضافت على مهامها منذ أربعة عقود قائمة الحفاظ على التراث الإنساني العالمي من مخاطر الاندثار وقد وقع على تلك القائمة 188 دولة حتى اليوم يمثلها عدد من المسؤولين عن تلك الشؤون من وزراء ثقافة وجهات أخرى معنية وتتألف لجانها التنفيذية من 21 عضواً يتم انتخابهم لمدة أقصاها ست سنوات وقد تم إدراج 911 موقعاً في تلك القائمة من بينها 704 مواقع ثقافية و180 معلما طبيعيا و27 مختلطا ويتسابق سنوياً للفوز بهذا الشرف 45 معلما جديدا على ألا تتجاوز حصة كل دولة لموقعين أثريين تختارهما الجهات المعنية فيها وكانت اليونيسكو قد استقبلت عام 2010 عدة مواقع طبيعية تم ترشيحها لدخول سباق قائمتها على غرار منتزه بيرين الوطني في بلغاريا وجزيرة لاريونيون وحلباتها الجليدية وهي احدى المستعمرات الفرنسية وراء البحار ثم هضبة بوتورانا الروسية والمنتزه الوطني في جبل بامير في طاجكستان وكانت كل من ايران وألمانيا بطلب لادراج بازار تبريز التاريخي و مدينة غوسلار الأثرية في القائمة.‏

والجدير ذكره أن وكالات السياحة والسفر في عشرات الدول مثل الصين واليابان تقترح على سياحها أن تقتصر رحلاتها على المدن والمواقع الأثرية المدرجة عناوينها في قائمة اليونيسكو للمحافظة على التراث العالمي من هنا تأتي أهمية تلك القائمة والاقبال المتزايد على نجوم هذه المواثع والمعالم التاريخية ذات الشهرة الواسعة.‏

وكانت اليونيسكو قد هددت الحكومة الهندية بسحب مرشحها تاج محل من قائمتها بعد أن شرعت تلك الأخيرة في تشييد جسر قرب هذا المكان على نهر يامونا غير ان الجانب الهندي استجاب للأمر وبدا في تغيير في مكان هذا الجسر كذلك الأمر بالنسبة للمركز التجاري الايراني الضخم جيهان ناما الذي تحجب طوابقه العليا ساحة ميدان امام» حيث تتوزع أبرز معالم مدينة أصفهان التاريخية لذلك امتنعت طهران عن بناء الطوابق العليا في هذا المركز ومن هذا القبيل جاء طرد سهول ايلب من قائمة اليونيسكو عام 2009 نتيجة بناء جسر له أربعة اتجاهات في هذا الموقع المتاخم لمدينة دريسدن وهي العاصمة القديمة لاقليم الساكس الواقعة على نهر ايلب الذي يعبر تشيكوسلوفاكيا (سابقا) وألمانيا منطلقا من بوهيميا ليصب في بحر الشمال عند هامبورغ أبرز المرافئ الألمانية.‏

ومن أولى المعالم الأثرية الطبيعية التي كانت رائدة في تمهيد الطريق أمام مواقع تاريخية ذات شأن تحتل جزر غالاباغوس رأس تلك القائمة التي أدرجتها اليونيسكو عام 1978 وأعلنتها جزرا مهددة بخطر الزوال مابين عامي 2007 و 2009 خاصة اثر اندثار عشرات الأصناف البحرية وأبرزها الايغوانة (أعشاب استوائية ضخمة)‏

فيها ما دفع اليونيسكو للاستنفار من أجل انقاذ تلك الجزر البركانية النائية التابعة للاكوادور في الوقت الذي تتجاهل فيه كنوز بلاد الرافدين المنهوبة ومايجري حتى اليوم في العراق وفي أفغانستان حيث للتاريخ ذكريات واعترافات لا تنقطع.‏

كذلك الأمر بالنسبة للمناجم الشمالية في كاليدونيا الجديدة والأرخبيل المدعو بولينيزيا ويقع شرق استراليا أيضا تتنافس للاستئثار بشرف تمثيلهما كل من باريس صاحبة بولينيزيا وجاراتها جزر الساموا ونيوزيلاندا وهاواي الأمريكية وجزر فيكس البريطانية المتاخمة للأرخبيل‏


صحيفة الثورة السورية عن اللوموند

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق