أميمة الخليل في دار الأسد للثقافة والفنون

19 أيلول 2010

الوجه الآخر لصوت عرفناه منذ سنوات

قدمت دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق مساء الخميس 16 أيلول 2010 على مسرح الأوبرا ولأول مرة في سورية المغنية اللبنانية الملتزمة أميمة الخليل كمغنية منفردة بدون فرقة الميادين ومارسيل خليفة كما اعتدنا، حيث ظهر في هذا الحفل الوجه الآخر لصوت الفنانة أميمة من حيث الإمكانيات التقنية والقوة والقدرة على أداء أجمل الألحان وأصعبها من التراث العربي بدون كلل أو ملل وبدون تعب طيلة ساعتين هما مدة الحفل، فشكلت مع زوجها ثنائياً جميلاً غائباً عن الجمهور السوري، حيث أدرك زوجها الفنان هاني سبليني تماماً الإمكانيات التي تملكها المبدعة أميمة الخليل.

تضمن البرنامج عدة أغانٍ تراثية من التراث العربي وهي: «رجعت ليالي زمان»، «ليالي الشمال» للأخوين رحباني، «بين الرضا» من كلمات سعيد الهندي وألحان إدوارد البندلي، «بعد اللي بحبه» من التراث المصري، «ليت للبراق» لمحمد القصبجي، «قل للمليحة» من التراث العراقي، «ليه يا بنفسج» لرياض السنباطي، بالإضافة إلى مجموعة من أغانيها التي يعرفها الجميع والتي أدتها مع فرقة الميادين وهي: «أحبك أكثر» من كلمات محمود درويش، «خليني غنيلك» من كلمات نقولا دانيال، «نامي يا زغيرة» و«قمر المراية» من كلمات بطرس روحانا وتلحين مارسيل خليفة، «عصفور» من كلمات نبيل هادي وألحان مارسيل خليفة، كما قدمت أغنيتين من ألحان زوجها هاني سبليني وهما «قلبي العطشان» من كلمات نزار الهندي، «الطبقة الوسطى» من كلمات عبيدو باشا.

بهذا تكون الفنانة أميمة الخليل قدمت أمسية منوعة من كل أشكال الغناء العربي بجديده وقديمه، مما استثار تصفيق الحضور الكبير الذي امتلأت به الصالة الكبيرة في دار الأوبرا، فقد كانت بحق أمسية ممتعة.


الفنانة أميمة الخليل

في نهاية الحفل كان لـ «اكتشف سورية» هذه الوقفة مع الفنانة الكبيرة أميمة الخليل حيث بدأت حديثها عن مشاريعها الخاصة قائلة: «هناك أعمال خاصة بي يتم تحضيرها في هذه الفترة، وإذا لم أقدمها في دار الأوبرا سأقدمها حتماً في أماكن أخرى في سورية، ومارسيل خليفة كان رأيه أن أغنيها في هذه الحفلة ولكن رأيت بأن هذه الأعمال ما زالت بحاجة لقليل من العمل بعد».

وعن عملها «في ذاكرتي» قالت: «عرضته في بيروت ووجدت فيه متعة لي وللمتلقي، وبالتالي من حقي أن أعيد غناءه مرة ومرتين، هنا في دمشق وفي الأردن وفي باقي الدول العربية، لأنه يحتوي أغانٍ من كل هذه البلاد».

وعن وجودها في دمشق لأول مرة بدون فرقة الميادين ومارسيل خليفة، وفيما إذا كان ذلك مغامرة أم لا؟ قالت: «لا، ليست مغامرة، اعتبروني أنا الميادين، وفي كل الأحوال مارسيل معي إن كان موجوداً أو غير موجود، عندي طريقتي لأن يكون معي».

وتابعت حديثها قائلة: «واليوم عندما أغني مع هاني سبليني وأشكل ثنائياً معه فإنني لا أكرر تجربتي مع مارسيل، لأن هاني له طريقة أخرى في الموسيقى، حتى استعماله للآلات الموسيقية مختلف، والخلفية اللحنية عنده متأثرة بموسيقى الجاز والروك، بمعنى الموسيقى الغربية واللاتينية، هو موسيقي جاد وأنا أحب ما يكتبه من القطع الموسيقية، وبمجرد وجودي معه تحت سقف واحد كان لابد أن نجرب معاً ونعمل معاً، وما نعطيه لا أقيمه أنا، بل المتلقي هو من يقيّم ما نطرحه، أنا عليّ أن أختار النصوص والقصائد وأعمل مع موسيقي يشبهني وتتقاطع أفكاره مع أفكاري في الحياة، ويعمل على هذه الأفكار بشكل مرتب ومن ثم أقدمه للناس، لا أفكر بأي خلفية أخرى، ومجرد أني اخترت أن أعمل مع موسيقي آخر يستدعي أن أكون جاهزة وأن أعطي ما لديّ بكل جرأة وأقدم هذا العمل بهويته وشخصيته الموسيقية وأنفذه بكل حذافيره».

وأضافت: «لم يكن عملي مع هاني سهلاً، ولم تصلني نبض موسيقاه بسهولة، لي خمسة وعشرون عاماً أغني معه وأعرف أسلوبه تماماً، كما يعرفني هو ويعرف صوتي».

وعن أزمة الأغنية العربية قالت الفنانة أميمة الخليل : «أرى بأن الأزمة تكمن في الإنتاج، التجارب الكبيرة في تاريخ موسيقانا وجدت حضناً يُؤويها، بالإضافة إلى الإرادة، فحتى نقوم بتجارب مثل الرحابنة وفيروز مثلاً يجب أن يكون هناك جهات داعمة، سواء كانت خاصة أو مؤسسات الدولة، لدينا إمكانيات وأشخاص درسوا الموسيقى أكاديمياً، ولكن ما ينقص الساحة العربية الفنية هو الدعم المادي».

وأكملت تشرح: «لدي من الأغاني ما يكفي ألبومين أو أكثر ولكني لم أجد دعماً مادياً لأنتج هذه الأعمال وأسوقها، وبالتالي فإن الغياب الطويل بين ألبوم وآخر يؤثر على حضوري وانتشاري وكذلك الأمر عند غيري من الفنانين».

وتابعت حديثها بالقول: «المطلوب اليوم أن يكون هناك إنتاج جديد راقٍ وجدي بكل أنواعه (طرب، وطني..الخ). المهم أن يكون محترماً وأن يكون هناك محطة تلفزيونية تعرض موسيقى متجانسة تشبه بعضها بعضاً، لكي لا يعرض - وعلى سبيل المثال - كليب جاد بين كليبين هابطين ويمر بدون معنى».

وعن إثبات وجودها كمغنية ملتزمة قالت: «وجودي ثبتته فرقة الميادين ومارسيل خليفة، لأن مارسيل صنع حالة فنية كبيرة في الوطن العربي باجتهاده، وقد عمل الكثيرون على هذه الموجة ولكنهم لم يستمروا لأنه لم يكن لديهم اجتهاد مثله، ووجودي في فرقة الميادين حفر لي مكاناً في وجدان الناس وقلوبهم».

وأنهى حديثها بالقول: «أعتبر نفسي محظوظة لأن صوتي تم اكتشافه في سن مبكر، وهذا وضعني اليوم أمام مهام أخرى، بحيث أترك البحث عن نفسي جانباً، وأبحث عن موسيقى جيدة وقصائد جميلة لأدائها وإغناء المكتبة الموسيقية العربية بها».

ومن ثم شكرت الفنانة أميمة الخليل مديرة دار الأوبرا السورية الدكتورة حنان قصاب حسن وكل العاملين في الدار، لإتاحتهم لها هذه الفرصة واللقاء بالجمهور السوري الحبيب إلى قلبها.


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

الفنانة أميمة الخليل في دار الأسد للثقافة والفنون

الفنانة أميمة الخليل في دار الأسد للثقافة والفنون

الفنانة أميمة الخليل في دار الأسد للثقافة والفنون

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق