حفلة غنائية بمناسبة مرور عام على إطلاق مشروع مغنّي الأوبرا السوريين
04 تموز 2010
خطوة إيجابية أخرى لدار الأسد للثقافة والفنون
بدأت دار الأسد للثقافة والفنون (دار الأوبرا السورية) القيام بمشاريع لها أهداف قيمة من الناحية الثقافية، إذ لا تقتصر هذه المشاريع على إنتاج وتقديم أعمال وعروض أوبرالية وموسيقية وحفلات الباليه فحسب، بل شرعت منذ نحو عام في خطوة ستسجل لها أنها أسست من خلالها مشروع مغنّي الأوبرا السوريين. وتدير هذا المشروع أهم مغنية أوبرا في سورية وهي المغنية السورية العالمية آراكس شيكيجيان، وهي حاصلة على ماجستير في الغناء الأوبرالي وفي تدريس الغناء الكلاسيكي من كونسرفاتوار كوميداس من أرمينيا وحائزة على الميدالية الذهبية في مسابقة ربيع نيسان بكوريا.
ومما لا شك فيه أن مغني الأوبرا يحتاج لتدريب مستمر ومتابعة على مستوى إخراج الصوت وعلى مستوى الأداء والحضور الدائم على الخشبة، و تنظيم هكذا مشروع من قبل مؤسسة حكومية وبإدارة ذات خبرة عالمية هي فرصة في المتابعة والتدريب المستمر بعد التخرج لخريجي قسم الغناء في المعهد العالي للموسيقى ممن يرغبون في احتراف الغناء الأوبرالي والوصول إلى المستوى العالمي، يندرج هذا المشروع ضمن توجه الدار لدعم الموسيقيين الشباب وترويج أعمالهم وتحقيق التدريب المستمر لبناء الكفاءات وتطوير القدرات الذي بدأت الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون بالاهتمام بها بغية تطويرها، سواء للعاملين في الدار، أو للفنانين الشباب.
أصوات سورية تصدح في دار الأسد للثقافة والفنون:
بعد عام من بدء هذا المشروع نتج عنه حفلة رائعة قدمت في مسرح الأوبرا مساء الخميس 1 تموز 2010 أحياه ثلاثة من المغنين السوريين وهم: لينا شاماميان، وهي تحمل دبلوماً في الغناء الكلاسيكي من المعهد العالي للموسيقى بدمشق وتتابع الآن دراستها الكلاسيكية بإشراف المغنية آراكس شيكيجيان، وقامت بالعديد من ورشات عمل مع العديد من المغنيات العالميات، كما أن في رصيدها العديد من الجوائز.
المغني الثاني كان شادي علي، وهو أيضاً من خريجي المعهد العالي للموسيقى قسم الغناء الأوبرالي ويتابع دراسته الكلاسيكية مع الأستاذة شيكيجيان، وله مشاركات عديدة في الحفلات خارج وداخل سورية، كما أن له مشاركات في التمثيل بالإضافة إلى غناء شارات العديد من مسلسلات الأطفال.
المغنية الثالثة في هذه الحفلة كانت لونا محمد، وتحمل لونا محمد دبلوماً في الغناء الكلاسيكي من المعهد العالي للموسيقى بدمشق وهي من المغنيات الأساسيات في كورال الحجرة التابع للمعهد المذكور، ولها العديد من المشاركات مع فرق مختلفة داخل وخارج سورية، كما أن لها أيضاً مشاركات في مسرح الطفل وتتابع دراستها في الغناء الكلاسيكي مع الخبيرة شيكيجيان.
وقد تألق المغنون الثلاث في أدائهم لغناء من التراث العالمي، وخاصة أن الجمهور السوري يلتقي مع هؤلاء المغنين مباشرة لأول مرة كمغني أوبرا، فشاماميان معروف عنها أداؤها للغناء العربي بمستوى رفيع، أما شادي علي فيؤدي عادة مع فرق الجاز بالإضافة إلى بعض القطع الغنائية السريعة، أما لونا فنراها دائماً مع كورال الحجرة ومع بعض الفرق الشرقية وتؤدي أحياناً قطع صولو، ولكنهم تألقوا في هذه الحفلة كما في حفلاتهم الشرقية حيث غنوا لموتزارت وروسيني ورخمانينوف وديفورجاك وديكرانيان، وهذا دليل آخر على نجاح هذا المشروع حيث يعود به كل من درس الغناء الكلاسيكي إلى النمط الذي درسه، وجاء هذا الحفل بمثابة عرض نتائج عمل سنة واحدة فقط من برنامج يفترض أن يمتد على مدى خمس سنوات، وأعتقد بأن هناك خطة لتوسيعه ليشمل الغناء الشرقي.
وقد رافق الغناء بعزفه على البيانو العازف السوري فادي جبيلي وهو من خريجي المعهد العالي للموسيقى بدمشق بعد أن درس في حلب في بداياته الموسيقية، ودرّس البيانو في كل من معهد صلحي الوادي للموسيقى والمعهد العالي للموسيقى بدمشق وكلية الموسيقى بحمص وله حفلات عديدة داخل وخارج الوطن.
في نهاية التقى «اكتشف سورية» بالمغني شادي علي حيث قال لنا عن هذا المشروع: «الفكرة عملياً هي للأستاذة آراكس شيكيجيان التي تعمل خبيرة غناء في دار الأسد للثقافة والفنون، وهذا المشروع يعطي للمغني الأوبرالي ما يدفعه بأن يتابع أدائه لهذا النمط من الغناء، ويفتح أمامه فرصاً لذلك، وبالإضافة إلى هذا فهو فرصة عمل للمغنين وخاصة في مجال الغناء الأوبرالي الذي ما زال عندنا ضيقاً نوعاً ما».
وعن اختيار القطع التي تم غناؤها في الحفل قال: «جاءت الاختيارات متبادلة، ولكن ما اخترناه نحن تم النقاش بخصوصه مع الأستاذة شيكيجيان، وما اختارته هي أيضاً أخذناه بعين الاعتبار». وأضاف: «كانت هذه الحفلة بمثابة أول امتحان لي فكنت خائفاً وكأني أغني لأول مرة».
وأنهى حديثه بالقول: «الحضور كان منوعاً فمنه من جاء ليسمع ويستمتع بهذا الشكل من الغناء، ومنهم موسيقيون جاءوا ليعرفوا المستوى الذي أنتجه هذا المشروع، وباعتقادي أن الحفلة قد نجحت بامتياز، هذا ما قاله الحضور من خلال التصفيق المستمر».
كما التقى «اكتشف سورية» بالأستاذة آراكس شيكيجيان التي قالت بدورها: «الحفلة كانت ناجحة جداً، وخاصة مع وجود حضور متميز من المهتمين، وهذا المشروع هو الأول من نوعه في سورية ومن الجميل أن تخطو دار الأوبرا هذه الخطوة».
وتابعت: «هذه الحفلة هي نتيجة عام كامل من العمل مع هؤلاء المغنين، وهذا المشروع ضروري لاستمرار خريجي المعهد في قسم الأوبرا ولكي ينجحوا في حياتهم العملية داخل الوطن وخارجه».
وأنهت حديثها بالقول: «الغناء الأوبرالي صعب جداً عكس الأصناف الأخرى من الغناء، ولذلك فإنه يتطلب التمرين المستمر والدراسة المستمرة ولذلك نرنو إلى تطوير واستمرار هذا المشروع».
إدريس مراد - دمشق
اكتشف سورية
المغنية الأوبرالية السورية لونا محمد في حفل مغني الأوبرا السوريين بمرافقة عازف البيانو فادي جبيلي |
المغنية الأوبرالية السورية لونا محمد في حفل مغني الأوبرا السوريين بمرافقة عازف البيانو فادي جبيلي |
المغنية الأوبرالية السورية لينا شماميان في حفل مغني الأوبرا السوريين بمرافقة عازف البيانو فادي جبيلي |