أكثم عبد الحميد في حوار مع اكتشف سورية

24 تموز 2010

بمناسبة ملتقى النحت الدولي الواقعي في قلعة دمشق

انطلقت صباح يوم الاثنين 19 تموز 2010 الساعة العاشرة في باحة قلعة دمشق فعاليات ملتقى النحت الدولي الواقعي على الرخام، ومع بدايات انطلاق الغبار الأول الذي أخذ ينشق عن تلك الكائنات النحتية الغافية في الكتل الرخامية، كانت عدسة «اكتشف سورية» حاضرة تتابع وقائع الملتقى، ولنكن أكثر قرباً من مفهوم ورؤية الفنانين المشاركين في هذا الملتقى، نحاور بداية الفنان أكثم عبد الحميد كنحات مشارك ومنظم لهذا الحدث وهو ما سنفعله على التوالي مع كل المشاركين.

أكثم عبد الحميد هل نتحدث عن شرارة النحت الأولى ومن أين بدأت؟
أنا ابن طبيعة يمتزج فيها الجبل بالسهل ثم تغفوا على حافة البحر، هذا التنوع الكبير في محيطي البيئي، شكل الصلة الأولى بالنسبة لي مع الجمال، وفي هذا الجمال ثمة الكثير من التشكيلات الصخرية الغريبة، التي طالما لفتت نظري، ومن هنا بداية الشرارة، ثم كان أن درست في كلية الفنون الجميلة، لأعيد النظر من جديد في تلك الطبيعة وصولاً إلى إنسانها، وما تركه على هذه الأرض، لذا كان من الهام أن أتعرف عن كثب على النحت السوري القديم، وما أنا متأكد منه أن هذا النحت كان ينتمي إلى هذه البيئة السورية والفكر السوري، ومن هنا خلصت إلى أن النحت يجب أن يكون ابن بيئته، وهذا ما حاولنا التأكيد عليه، مظهر البرشين ومحمد بعجانو وأنا، فقد حاولنا أن نؤسس لتيار نحتي يحاول إيجاد صلة بين النحت السوري القديم والنحت اليوم بلغة بصرية تختزن الجوهر وتتفق مع المعاصرة، وتؤكد على تميز الهوية.

هلا تعرفنا على أهم ما يميز عملك النحتي؟
أحاول على الدوام أن أؤكد على وجوه النساء في منحوتاتي، تلك النسوة اللائي ينتمين إلى الريف الساحلي السوري، بقسمات وجوهن الصارمة واللطيفة التعبير، أهم ما يميز أعمالي أنها منحازة كلياً للمرأة السورية، وأكثر ما يشدني إليها هو جمال جسدها بخطوطه المنحنية والتي تجاري الانحناءات الموجود في الطبيعة وجذوع الأشجار، أنا أحاول المزج بين الطبيعة والمرأة، لأعكس كل التأثيرات النفسية والفنية والفكرية من خلال هذا المزج، فمقولتي تتلخص بالتركيز على البنى والمضامين الجمالية التي تتمتع بها سورية كإنسان ومكان وعمق في التاريخ وتأثير في الحضارة، وهذا يبرز أكثر مع جسد المرأة الدينامي، بكل ما يضاف إليه من هالات تزيينية وإشارات ورموز تأخذ إلى البحر والطبيعة والجمال والتاريخ، أحاول على الدوام أن أقيم هذا التوازن بين الأرض والمعرفة والإنسان من خلال تكامل دورة الحياة في بعد ملحمي تكون بطلته المرأة.

برأيك ما هي أهم مقومات العمل النحتي الجيد؟
أهم مقومات العمل النحتي الجيد برأيي هو أن يكون قادراً على تحريك الإحساس بالجمال، وهذا الجمال هو من يأخذه إلى الكثير من المعاني، الأهم برأيي أن تكون الرؤية من نافذة الجميل.


النحات أكثم عبد الحميد

كيف تنظر إلى المدارس النحتية الأوربية، والتي يجسدها الكثير من النحاتين الأوروبيين الذين يشاركون في الكثير من الملتقيات هنا؟
النحت ولد قبل المدارس النحتية بزمن طويل، ويمكن القول أن النحت هو الذي أنشأ المدارس الفنية، وهو الذي يعكس قيم الجمال وفلسفة الفكر، إذ أن المدارس الفنية نابعة من ثقافة تخص الإنسان الأوروبي، وليس الإنسان السوري، ولا يمكن تقييم النحت السوري من منظور المدارس الفنية الأوروبية، فكل فن يجب قراءته وفق مرجعيته الثقافية.

ما ضرورة وجود الفنان الأوروبي الذي يشارك في ملتقيات في سورية إلى جانب الفنان السوري؟
الفنان الأوربي يقدم منتجاً إبداعياً مغايراً لثقافتنا وهذا التنوع يعطينا فكرة عن أشكال الإبداع وتنوعها في العالم، وبالمقابل يوضح خصوصيتنا وتميزنا، ويبرز هذا من خلال المشاركة والتفاعل ما بين الفنان السوري والأوروبي في هذه الملتقيات، وهذا يفضي إلى أن فن النحت السوري يأخذ مكانه الطبيعي والهام بين التوجهات الأوربية بكل خصوصيته، وهذا مهم للثقافة السورية وللنحت السوري أيضاً، هذا التمازج والحوار بين هذه الثقافات يفيد جميع الأطراف.

لقد أقمت حتى اليوم الكثير من الملتقيات، ماذا تقدم هذه الملتقيات؟
حتى اليوم، نظمت وشاركت في 19 ملتقى داخل وخارج سورية، وما تقدمه الملتقيات يأخذ أكثر من بعد، أكان بشكل مباشر أو غير مباشر، فالثقافة فعل تراكمي ولا تظهر آثارها فوراً، أما على الصعيد المباشر فهذه الملتقيات ثقافة منتشرة في العالم، ونحاول من خلال هذه الملتقيات أن نؤكد على موقع سورية فنياً وثقافياً، بين الدول التي تنشر هذه الثقافة، من الهام أن يتعرف العالم إلى سورية كمكان حاضن لهذه الملتقيات، كاستمرار لدورها ومكانتها في هذا المجال عبر التاريخ، إضافة إلى أن التعايش بين الفنانين المشاركين يؤدي إلى أن تتوضح الصورة الحقيقية لسورية والشعب السوري وحضارة سورية، لا سيما عند تعرف هولاء الفنانين إلى الآثار السورية من خلال الزيارات وكذلك من خلال الاحتكاك المباشر مع الشعب السوري في مختلف الأماكن، الأمر الذي يعكس أصالة هذا الشعب، ويسهم في تصحيح الصورة وتعزيزها في نظر الفنان الغربي المشارك.

يتميز هذا الملتقى عن غيره بأنه مكرس للنحت الواقعي، ما الغاية من وراء ذلك؟
لمست من خلال الملتقيات التي أقمتها، أن الجمهور السوري يميل إلى الأعمال النحتية الواقعية، لذا فمن المهم أن نشهد في سورية هذا الملتقى ليعيد إلى الأذهان أن النحت الواقعي لا يزال موجوداً بقوة في العالم, وهكذا بقية أنواع الفنون، حتى أننا نشهد عودة الفن الواقعي بقوة أكبر مؤخراً، وهؤلاء الفنانون المشاركون في هذا الملتقى مثال حي على ذلك، فهم متخصصون في النحت الواقعي، ويمثلون حضوراً هاماً على مستوى العالم، ووجودهم هنا لمدة 22 يوماً هو بمثابة ثروة بصرية وفنية للمهتمين والفنانين السوريين لما يمتلكونه من تقنيات متطورة وأساليب جديدة في النحت الواقعي على الرخام.

عمار حسن - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أجواء ملتقى النحت الدولي الواقعي في قلعة دمشق

من أجواء ملتقى النحت الدولي الواقعي في قلعة دمشق

الفنان أكثم عبد الحميد في ملتقى النحت الدولي الواقعي في قلعة دمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق