النحات الإيطالي فرانكو داجا في حوار مع اكتشف سورية

07/31/2010

على هامش ملتقى النحت الدولي الواقعي المقام في قلعة دمشق

اكتشف سورية حاور النحات الإيطالي العالمي فرانكو داجا الذي يجوب العالم باحثاً عبر النحت عن إجابات لأسئلته الفنية والفكرية، والتي استطلع «اكتشف سورية» بعضاً منها في الحوار التالي:

كيف تصف لنا موقعك بين الفنانين في إيطاليا؟
لا أحد يعرفني في إيطاليا، لكن في بقية بلدان العالم من سورية إلى روسيا إلى أمريكا فانا معروف بنسبة أكبر من إيطاليا، فالفن في إيطاليا مُسيس ومسيطر عليه من قبل السياسي وأنا أعتبر أن الثقافة في إيطاليا تعاني من أزمة حقيقة، ولذا أنا خارج هذه الدائرة ومن الطبيعي أن لا أكون معروفاً.

بين أستراليا بلدك الأم وإيطاليا بلدك الثاني، إلى من تشعر أنك تنتمي أكثر؟
أفضل أن أنتمي لسورية، فهنا تاريخ عريق وقديم جداً من الحضارة والنحت، في أستراليا الثقافة مختلفة لكنها بلد جميل، لكنها ليست بلداً يتمتع بالعراقة، وهذا يعني أني أفضل إيطاليا بالمعنى الفني.

أنت تنتهج الخط الواقعي في النحت فهل كنت كذلك سابقاً؟
أنا أنحت بشكل واقعي منذ بداياتي الأولى، وهذه هي الطريقة لأكون مختلفاً عن الآخرين، وصعباً في الوقت نفسه على التقليد، فالفن الحديث أصبح من البساطة إلى حدود السذاجة بحيث أصبح متشابهاً، في النحت الواقعي أنت أمام تحدٍ كبير وامتحان صعب.

ألا تعتقد أن النحت الواقعي أو المحاكاة الواقعية لا تتيح مساحة أكبر للحلم؟
لا، أنت تستطيع من خلال النحت الواقعي أو التشخيص أن تضيف الكثير من الحلم والخيال إلى العمل الفني، لأنك تضيف إليه من روحك وخصوصيتك.

البعض يقول أن التصوير الواقعي أصبح من مخلفات الماضي فما رأيك؟
برأيي أن الفن فن، وكل أسلوب أو اتجاه مستقل عن الآخر، الفن هو وعيك وشخصيتك، وكل المدارس ستبقى موجودة، لكن مشاعر الفنان وأسلوبه في التعبير عن هذه المشاعر هي ما تجعله مميزاً، حتى النحت القديم الذي سبق كل المدارس، يمكن النظر إليه اليوم على أنه فن معاصر.
الفن يتطور وحركة تطوره ينظر إليها من عدة زوايا، يعتقدون أن التجريد ذروة الفن، هل ثمة شيء بعد هذه الذروة، حركة الفن هي حركة دائرية تشبه حركة الدولاب، كل المدارس موجودة عليه، لكن أحياناً تظهر مدرسة على السطح دون مدرسة أخرى، وهذا لا ينفي احتمال إيجاد مدارس جديدة في المستقبل، الفن الحقيقي يولد الفن الجديد.

ألديك تصور عن ماهية هذا الفن الجديد؟
أعتقد أن الفن الآن يجب أن يدخل فيما وراء الوعي، وما وراء الأحاسيس، فالمرأة قد تكون فراشة أو أي حلم آخر، إلا أني أفضل أن أصور حلماً كهذا عبر الواقعي، لأن الناس يتأثرون أكثر بالفن الواقعي.

ألا تعتقد أن النحت وفق رؤيتك الماورائية قادر على التواصل مع هذا المستوى من التعبير؟
هذا يصل عبر الإحساس لأنك تتلقى أفكاراً من هذا النوع بحدسك وليس بحسك فقط.

أنت تنحت بشكل واقعي وتفكر بطريقة ما ورائية كيف يجتمع الأمران برأيك؟
أشعر أني رجل كبير وحكيم وطفل في ذات الوقت، ولا أفكر بالكيفية التي يتم بها هذا الأمر، لكني أعرف أنه يتم بشكل تلقائي.

ما هي المواضيع التي عملت عليها؟
نساء، كل أعمالي عن النساء، أنا أعمل على العلاقة المتطورة والمتحولة من مستوى إلى آخر، فالمرأة قد تتحول لتكون سمكة أو طائر أو حورية بحر، وكل ما في هذا العالم يخضع لمبدأ التطور، الميثولوجيات قد نظنها نوعاً من الفانتازيا لكنها حقيقة، لكن المرأة ليست جنساً هي أكثر من هذا، هي الشعور الحر الذي تكون عليه أو ما تراه عليه.

برأيك لو توقفت المرأة عن أن تكون حلماً فهل تبقى امرأة؟
ربما لا.

إذا خلا عملك النحتي من الحلم هل سيبقى عملك؟
لا.

الحلم والوهم هما محور الحياة ما رأيك؟
نعم الحلم هو الحقيقة.

من هو الفنان العالمي برأيك؟
مايكل أنجلو، لكنه ليس مثالاً بالنسبة إلي.

من هو الفنان العالمي الآن؟
الفنان العالمي الآن أصبح سلعة كأي سلعة أخرى، فأنت ترى الكثير من الفنانين يصبون عن أعمالهم عشرات النسخ البرونزية، وتحمل تواقيعهم، وهذا ليس فناً، لأن كل قطعة يجب أن تحمل الشعور اللحظي للفنان، وعندما يصل الفنان إلى هذا النوع من النسخ عليه أن يترك الفن إلى عمل آخر، هذا ما أسميه رياء، وأستغرب كيف يصدق الناس هذا الكذب.

ما الذي ترفضه في الفن؟
أرفض أن يملي علي أحد الفكرة.

يعتبر العري في الفن أمراً غير مقبول هنا في الشرق، ما رأيك؟
هذا يتغير في الشرق، ولكن بشكل بطيء، هذه الأعمال تعبر عن الجمال لا أكثر.

هل من المقبول برأيك وضع معيار للعمل الفني؟
نعم هناك معيار، التناغم التوافق، التطابق، وغير هذا كثير مما يحكم الأعمال الفنية حتى لو كانت تجريدية.

حاوره: عمار حسن

اكتشف سورية

النحات العالمي فرانكو داجا في ملتقى النحت الدولي الواقعي المقام في قلعة دمشق	النحات العالمي فرانكو داجا في ملتقى النحت الدولي الواقعي المقام في قلعة دمشق	النحات العالمي فرانكو داجا في ملتقى النحت الدولي الواقعي المقام في قلعة دمشق

بقية الصور..