الرئيس الأسد والسيدة عقيلته يلتقيان أبناء الجالية السورية في الأرجنتين

07/04/2010

التقى السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته في بوينس آيرس مساء الجمعة 2 تموز 2010 بالتوقيت المحلي للأرجنتين المئات من أبناء الجالية العربية السورية التي أتت من جميع الولايات في الأرجنتين بما فيها الولايات التي تبعد أكثر من 1800 كم عن بوينس آيرس وذلك بحضور عدد من أبناء الجالية اللبنانية.

وحسب وكالة الأنباء السورية سانا، ألقى الرئيس الأسد كلمة أمام أبناء الجالية قال فيها: «نفخر بكم أينما حللنا وفي أي دولة نذهب إليها، نفخر بكل الجاليات السورية لأن المواطنين الأصليين في تلك الدول يتحدثون بفخر وبإعجاب عن الجاليات السورية، لأنكم كجالية نجحتم بشكل خاص في أمريكا الجنوبية وفي الأرجنتين وتمكنتم من اكتساب محبة أهالي هذا البلد، المحبة الحقيقية، وهذه المحبة الحقيقية اكتسبتموها ليس من ناحية عاطفية بل لأنكم أتيتم إلى هذا البلد وساهمتم في بنائه ودافعتم عنه عندما كان واجب الدفاع يتطلب هذا الشيء من قبلكم، ولكن بنفس الوقت بقيتم ملتزمين ببلدكم عاطفياً وعملياً فشكلتم في الواقع جسراً ما بين منطقتين».

وأضاف الرئيس الأسد: «لأول مرة أجتاز الأطلسي ولم أتجه شمالاً ولا جنوباً بل أتيت إلى هذه القارة وفعلاً من فنزويلا مروراً بالبرازيل إلى الأرجنتين، لم نشعر منذ وصولنا إلى المطار إلا أننا في منطقة نعرفها جيداً، أولاً بسبب تواجد الجاليات فى كل مكان وخاصة فى المناصب الرسمية كأي مواطن في هذه البلدان، ثانياً لأن هناك تشابهاً كبيراً في الطباع والعواطف بين دول الجنوب بشكل عام وهذا ما رأيته واضحاً في كل مكان زرته في هذه القارة».

وقال الرئيس الأسد: «نريد من هذه الجولة على دول أميركا اللاتينية أن نبني علاقة بين دول مستقلة هي سورية والأرجنتين والبرازيل ودول أخرى موجودة في الجنوب ونحن لدينا جسر بشري حقيقي وعلينا أن نفكر كيف نستفيد منكم كجالية لتقريب وتقوية العلاقة بين أمريكا اللاتينية وسورية».

وأكد الرئيس الأسد ضرورة أن تكون الجالية موحدة وكذلك التواصل مع الوطن الأم والأقرباء والأخوة ولاسيما الجيل الثالث والرابع الذي لا يتحدث اللغة العربية، لابد من أن يزور بلده الذي ولد به أو قدم منه أجداده، الجيل الرابع أو ربما الأجيال السابقة، لأن هذا التواصل هو الذي يمكن أن يبقي الارتباط من جانب ولكن بنفس الوقت يعطينا فكرة كيف نتحرك كدولة تجاه هذه القارة».

ودعا الرئيس الأسد أبناء الجالية للتفكير في نوعية الاستثمارات والتجارة والعلاقات الثقافية الممكنة بين البلدين وقال: «أنتم أقدر الناس على طرح هذا الموضوع وخاصة أن تواصلنا كدول عربية مع هذه القارة كان ضعيفاً لعقود، والآن هذه القارة هي قارة صاعدة لا نستطيع أن نهملها بعد الآن ولذلك يجب أن نبدأ بداية صحيحة وقوية».

وأشار الرئيس الأسد إلى أنه في هذه الجولة على دول أمريكا اللاتينية كان واضحاً أن هناك معرفة بتفاصيل مشاكلنا وبوقوفهم موقفاً مطابقاً تماماً لموقفنا وأضاف: «لم أكن بحاجة لشرح مواقفنا بل كنت أحياناً أسمع مواقف أكثر وضوحاً وقوة من مواقفنا تجاه قضايانا وذلك يعود طبعاً للدور الأساسي للجالية التي وجدت لأكثر من مئة عام وكانت قادرة على نقل هذه الصورة إلى المجتمع وكل الشرائح والمستويات».

وأوضح الرئيس الأسد: «أن خطأنا نحن العرب هو أنه عندما تسير الأمور بشكل جيد فإننا نرتاح لا نتحرك، ولكني أعتقد أننا الآن بحاجة أكثر للحركة من ذي قبل كيلا نخسر ما ربحناه على مدى أكثر من مئة وخمسين عاماً ولاسيما مع وجود محاولات لكي تتحول أمريكا اللاتينية إلى دول محايدة لا تهتم بما يحصل في الشرق الأوسط وهذا كان أحد أهداف زيارتي لهذه المنطقة».

وقال الرئيس الأسد: «إننا بحاجة أيضاً لدعم الجالية وخاصة أن الجالية في الأرجنتين موجودة في مستويات القرار ليست كالجاليات الأخرى الموجودة في أوروبا على سبيل المثال أو في أمريكا الشمالية. فأنتم مواطنون أرجنتينيون لديكم اعتبارات في أي شيء تقومون به في هذا البلد، ولكن يضاف إليه اعتبار دعم القوى التي تدعم العلاقة بين هذه المنطقة وبلداننا لذلك يجب أن ندعم هذه القوى».

وشدد الرئيس الأسد على أهمية تعلم أبناء الجالية اللغة العربية لأنهم يحملون ثقافتين في نفس الوقت وقال: «من الصعب أن نحمل الثقافة بمعناها الحقيقي دون أن نتعلم لغتها ولذلك لابد من تعليم اللغة العربية على الأقل للأجيال الشابة أو الأطفال، والجالية السورية ساهمت في بناء السفارة وهي صرح مهم فلماذا لا نساهم بشيء مشابه بإقامة مدرسة للغة العربية قد تكون مع الجاليات العربية الموجودة في الأرجنتين بشكل عام ونحن كدولة نقوم بدعم هذا المشروع بالطريقة التي ترونها مناسبة».

في الختام توجه الرئيس الأسد بالشكر إلى الشعب الأرجنتيني على ما قام به خلال مئة وخمسين عاماً تجاه الجالية السورية اللبنانية مؤكداً أن هذا النجاح ما كان ليتم لو لم يكن هذا الشعب منفتحاً.

السيدة أسماء الأسد تلتقي وفد منظمات الشباب السوري المغترب:
وفي الإطار ذاته التقت السيدة أسماء الأسد في مقر السفارة السورية في بوينس آيرس وفداً يمثل 20 منظمة ومؤسسة تعنى بالشباب السوري المغترب في الأرجنتين والذي يعمل في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وينتمي إلى الجيل الرابع والخامس من المهاجرين السوريين.

وتركز اللقاء حول خطوات التعاون التي يمكن بناؤها بين هذه المؤسسات الشبابية ونظيراتها في سورية وصولاً إلى الربط بينهما واستثمار الانتماء الراسخ لهؤلاء الشباب لوطنهم الأم سورية وخاصة أنهم يمثلون استمراراً للأجيال التي أتت من قبلهم ويكملون رسالة ما قام به أجدادهم الذين حافظوا على الروابط الاجتماعية والثقافية مع وطنهم ولم يسمحوا باندثارها.

وناقشت السيدة أسماء الأسد مع وفد الشباب السوري التحديات التي تواجه الشباب في الخارج والداخل والتي تتشابه فيما بينها حيث أكدت على أهمية تعميق التواصل الاجتماعي والبشري بين الشباب في الداخل والخارج بما يحقق الفائدة المرجوة لهم ولوطنهم الأم سورية من خلال استثمار الثروة البشرية والتي تعتبر أهم ثروة تمتلكها سورية وضمان استمرار هذا التعاون على مختلف الصعد وتعزيزه مستقبلاً.

يشار إلى أن الجالية السورية أهدت وطنها الأم سورية في عام 1953 المقر الحالي للسفارة السورية في بوينس آيرس حيث يمتد عمر الجالية بالأرجنتين إلى أكثر من 150 سنة.

أبناء الجالية السورية في الأرجنتين يثمنون زيارة السيد الرئيس والسيدة عقيلته:
وقد أكد أبناء الجالية السورية في الأرجنتين أن زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى الأرجنتين تشكل خطوة أساسية في فتح باب التواصل بينهم وبين وطنهم الأم سورية إلى جانب توسيع علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

ووصف المطران سلوان مطران كنيسة الروم الأرثوذكس في الأرجنتين في تصريح لـ سانا زيارة الرئيس الأسد ولقاءه أبناء الجالية السورية بأنها زيارة أب لأبنائه في المغترب وهي أساسية في تعزيز العلاقة بين سورية والأرجنتين من جهة وبين أبناء سورية في المغترب ووطنهم الأم سورية ومع هويتهم وجذورهم وثقافتهم من جهة ثانية كما تزيد التواصل بالرغم من بعد المسافات.

من جانبها قالت المغتربة شرعية ملحم التي تعمل مدرسة للغة العربية لأبناء المغترب: «أجمل لقاء في حياتي منذ عام السبعين، ونحن فخورون برئيسنا ونأمل أن تطور هذه الزيارة العلاقات بين سورية والأرجنتين وتسهل التواصل مع الوطن الأم معربة عن أملها في أن يعود الشباب المغترب السوري إلى وطنهم الأم وأهلهم وبلدهم للتواصل مع تاريخهم وحضارتهم ولغتهم وتراثهم ولاسيما من أبناء الجيلين الثالث والرابع».

أما سلمى إبراهيم مدرسة اللغة العربية من أصل سوري في مدينة بوينس آيرس فقد وصفت اللقاء والزيارة بأنهما يحملان بعداً كبيراً جداً وأن اللقاء مصدر شرف لأبناء الجالية الذين يحتفلون بزيارة الرئيس الأسد. وقالت: «نأمل أن يتعرف الرئيس الأسد على وضع الجالية السورية في الأرجنتين عن قرب من أجل زيادة التواصل بين المغتربين ووطنهم الأم مشيرة إلى أن أبناء سورية في الأرجنتين ما زالوا يحتفظون بتقاليدهم العربية السورية الثقافية والاجتماعية ويفخرون بها».

من جهته قال أنطون كسبو رئيس الجمعية الثقافية السورية في الأرجنتين إن اللقاء مرتقب ومنتظر منذ مدة طويلة والجالية التي يفوق عددها مليون شخص تنتظر هذه الزيارة التي نأمل بأن تعطي نتائج إيجابية على صعيد الشباب ودعم نشاطات الجالية عبر المبادلات الثقافية والتجارية مع الوطن الأم. وأضاف: «أن الزيارة فتحت الأبواب للتعاون والتواصل وآمل أن تكون بداية لزيارات أخرى وإظهار واقع وطننا إلى الشعب الأرجنتيني وتمتين العلاقات بين الشباب المنحدرين من أصل سوري وبلدهم الأم».

من جانبه وصف حميد ديب رئيس منظمة فيآراب الأرجنتين الزيارة بأنها تاريخية من كل الجوانب لأنها ستدعم وجود الجالية في الأرجنتين وهذا ما كنا نفتقد إليه وبعد أن أصبحت المواصلات سهلة يمكن ترتيب زيارات متبادلة.

كما وصف الدكتور جمال عواضة رئيس غرفة التجارة العربية الأرجنتينية الزيارة بأنها حدث تاريخي لأنها الأولى لرئيس سوري للأرجنتين مع تنامي أهمية الجاليات، كما «أن التعاون جنوب جنوب يعطي نتائج الآن واتفاقيات جديدة ورفع القيود الموجودة وفتح المجالات دون أن نكون مربوطين بأوروبا وأمريكا، والزيارة أتت في وقتها المناسب وهي تجمع الجالية من جديد على موقف واحد، وبالنتيجة كلنا بلد واحد وأعني فيه موضوع لبنان وسورية، ونحن في الجالية السورية واللبنانية جالية واحدة، وكل الأندية اسمها النادي السوري اللبناني والجالية لديها حجم ووجود». وأعرب الدكتور عواضة عن أمله أن تتكرر الزيارات على كل المستويات وإنشاء مجلس رجال أعمال سوري أرجنتيني والعمل على فتح خط بحري بين أمريكا الجنوبية وسورية والتعاون التكنولوجي في مجال الغاز الذي تتميز به الأرجنتين.

من جانبه قال العضو في مجلس الشيوخ الأرجنتيني إيلميليو راشد وهو من أصل سوري «إن زيارة الرئيس الأسد للأرجنتين هي حدث هام وتاريخي وأنا شخصياً كمنحدر من أصل سوري فخور بوجوده ولقائه معنا حيث سيسهم اللقاء بتعزيز العلاقات بين البلدين». وأضاف: «في عالمنا اليوم المسافات لا تقاس بالكيلومترات وإنما بالحواجز التي نقوم بفرضها أو رفعها في العلاقات الخارجية وأعتقد أن بين بلدينا تواصلاً كبيراً تقوم به الجالية السورية الكبيرة والهامة التي تسهم في دفع هذا التواصل بينهما».

أما سليم بكر أحد المنحدرين من أصل سوري من مقاطعة مندوسا الأرجنتينية فقال: «إنه لشرف كبير لنا أن نستقبل الرئيس الأسد في الأرجنتين فالدماء السورية ما تزال تجري في عروقنا نحن وأبناؤنا وأحفادنا وهذا يجعل من المستحيل قطع العلاقة بين العالمين العربي والأرجنتيني، أتمنى أن تقوي هذه الزيارة الروابط وأن تسهم في دعم قضايا سورية والعرب بشكل عام».

زيارة الرئيس الأسد والسيدة عقيلته للأرجنتين:
وكان السيد الرئيس بشار الأسد قد أجرى والرئيسة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر رئيسة جمهورية الأرجنتين مباحثات في القصر الزهري الرئاسي في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس، في مستهل زيارته للأرجنتين يوم الجمعة الماضي، بحثا خلالها سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات لتتناسب والروابط القوية بين الشعبين الصديقين والتي تتمثل بوجود الجالية العربية السورية الكبيرة في الأرجنتين.

كما اتفق الرئيسان على تعزيز التبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات والزيارات المتبادلة بين رجال الأعمال والغرف التجارية والصناعية بما يعود بالمنفعة على الجانبين. ووقع وزيرا خارجية البلدين على مذكرتي تفاهم في مجال النقل والإعلام وبرنامج تعاون ثقافي بين البلدين.

وزار السيد الرئيس بشار الأسد مبنى البرلمان الأرجنتيني والتقى رئيس مجلس النواب ومجموعة من النواب الأرجنتينيين، وبحث معهم علاقات الصداقة التي تجمع الشعبين السوري والأرجنتيني وسبل تمتينها والدور الفاعل الذي تلعبه الجالية العربية السورية في الأرجنتين في إغناء مسيرة التطور في هذا البلد والمساهمة في تعزيز العلاقات بين البلدين على مختلف الصعد لخدمة مصالحهما المشتركة.

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى يلتقيان أبناء الجالية العربية السورية في الأرجنتين

السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى يلتقيان أبناء الجالية العربية السورية في الأرجنتين

السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى يلتقيان أبناء الجالية العربية السورية في الأرجنتين

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق