كرو سليمان يعرض «أمير عباد الشمس» في غاليري السيد

12 نيسان 2010

عباد الشمس يدور نحو النور، ليعطي ظهرَه للظلام، لكنه في معرض الفنان كرو سليمان المقام في غاليري السيد تحت عنوان «أمير عباد الشمس»، يدير وجهه دائماً في استقبال الناظر إليه، بألوانه الحارة، وتكويناته التي تحمل انطباعاتٍ من هوية سليمان وذاكرة طفولته في ريف الشمال السوري.

تنشغل لوحات سليمان بألوان الطبيعة وتفاصيلها، ليقدمها من خلال رؤيته اللونية الخاصة، وبحسٍ عالٍ وكأنه يعيشها الآن. يشرح سليمان السبب في حديثه مع «اكتشف سورية» بقوله: «هذه الطبيعة الموجودة في لوحاتي، هي الطبيعة التي وُلدتُ وعشتُ طفولتي فيها، لذا أنقلها كما هي مطبوعةً في ذاكرتي. فالطبيعة بالنسبة لي هي المعلم الأول، وحاملة روحه وإنسانيته. أرى أن الفنان الذي يعيش الطبيعة لديه خصوبةٌ أعلى على المستويين الفني والإنساني. وهنا أود أن أشير على أهمية الجانب الإنساني لدى الفنان، فمن السهل أن يكون الفرد رساماً لكن من الصعب أن يكون فناناً، والفنان الحقيقي يجب أن يكون إنساناً قبل كل شيء».

في لوحات سليمان، الإزهار دائم: فشقائق النعمان، وعباد الشمس، ومناظر السهول المعشبة، تحتل كل أعماله، وهنا يقول: «هذه المناظر والزهور ليست غريبة عني، فهي من وحي طفولتي والحياة التي عشتها في قريتي سفر، طفولتي التي أكن لها مشاعر الإخلاص الصادقة في داخلي دائماً. لذا تراني أستحضرها على سطح اللوحة بشكل مقصود أو غير مقصود».


كرو سليمان في حديث
مع اكتشف سورية

تنبعث من ورود سليمان الألوان الحارة، لكن هذا لا ينفي استخدامه بعض الرماديات في أعماله، ما يوحي بشجنٍ وحزنٍ في أحيان كثيرة: «تستقطبني ألوان الطبيعة دائماً، لذا أحاول أن أنافسها على جمالها، بينما لا أسعى لمنافسة فنان آخر. أشعر أن زهرة عباد الشمس قد أصبحت هويتي الدائمة فلا تكتمل لوحتي دونها، ومجرد وجودها في اللوحة هو دلالة على أني من رسمها. أستطيع القول أن هذه الأزهار الضعيفة في الحقيقة، والتي لا تصمد طويلاً، تصبح أكثر قدرة على البقاء من خلال العمل الفني، وخاصةً عندما أوظفها لترمز عن المحبة وهو الرمز الذي طالما دلت الأزهار عليه».


في هذا المعرض، يتبرع سليمان بريع إحدى اللوحات إلى جمعية «بسمة» لرعاية الأطفال المصابين بالسرطان، وهو يؤكد هنا: «هذا التبرع بسيط أمام معاناة هؤلاء الأطفال، وأنا تبرعت لأجلهم لإيماني بالمحبة والصدق اللذين يحملونهما في عيونهم، ومحاولةً مني لأقدم لهم هذا الدعم البسيط».

يتذكر كرو بعض تفاصيل طفولته وحياته الخاصة التي يصفها بالحزن، فتدمع عيناه مراتٍ عدة، لكنه رغم هذا يعود ليؤكد: «لدي أمل كبير، ولولا هذا الأمل لكنتُ انتهيتُ منذ مدة طويلة، أستطيع القول أني أقوى ميت بين الأحياء اليوم».

من جهته يقول الدكتور حسان موازيني -الناقد التشكيلي- عن المعرض في حديث مع «اكتشف سورية»: «لقد خرجتَ من جحرك هذه المرة يا كرو، حيث أزهار عباد الشمس رمز للتفاؤل الدائم، فهي تنظر للنور ولا تلتفت نحو الظلام. أنت يا كرو تثبت اليوم أنك ملِّونٌ وفنانٌ بارع، ولا أشك أن الفن سيحررك من القيود التي تحيط بمعصمك وقلبك».

يُذكر أن الفنان كرو سليمان من مواليد محافظة الحسكة عام 1964، وله عدد من المعارض الفردية والجماعية منذ عام 1994 وحتى اليوم، كما أنه حاصل على عدة جوائز.


عمر الأسعد – دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

لوحة من معرض أمير عباد الشمس للفنان كرو سليمان في غاليري السيد

من معرض التشكيلي كرو سليمان في معرضه بغاليري السيد

شقائق النعمان من معرض كرو سليمان في غاليري السيد

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق