شاهر زغير في معرضه الفردي الأول في غاليري ألفا في السويداء

23 شباط 2010

نساء ووجوه وبعض الأزهار على شكل مزهريات متناغمة الألوان والطبيعة في نظرة خاصة للفنان، ودمشقيات، هذه هي المواضيع التي تناثرت في لوحات الفنان التشكيلي شاهر زغير في أول معرض فردي له، والذي افتتحه في غاليري ألفا للفنون التشكيلية في 17 شباط 2010.

هذا المعرض هو الأول للفنان بعد تحضير استمر لأكثر من ثلاث سنين، وفيه طرحت الأعمال الخاصة لزغير الذي يقول في حديثه لـ «اكتشف سورية»: «هو المعرض الفردي الأول بعد عدة معارض جماعية، وفي هذا المعرض أعمال تعود إلى أكثر من أربع سنين، وفي هذه الفترة لم يكن اهتمامي الكامل لإقامة معرض بل للحصول على إرضاء للذات من خلال العمل في زيادة إمكانياتي خاصة في التكنيك، وبالتالي الحصول على أعمال متميزة أرضى عنها بالناحية الأولى ليكون المعرض الأول هويتي أمام الناس، فقدمت أعمالاً خاصة وذاتية قمت بتشكيلها لنفسي بالدرجة الأولى ومن ثم للناس، وذلك لأن أكثر الأعمال التي قمت بها في الفترة الماضية كانت على طلب أشخاص راغبين في اقتناء اللوحات التشكيلية أما الأعمال المشاهدة فهي خاصة لا أريد لها هدفاً تجارياً أو ما شابه».

تشكل الوجوه بعض المواضيع التي تناولها زغير بحس فني وجمالي عالٍ، فكان بعضها بقلم الرصاص والبعض الآخر بالألوان، وعن هذا يتابع زغير قائلاً: «رسم الوجوه هو نتيجة علاقة إنسانية مع الشخص الذي أريد رسم وجهه، فتخرج اللوحة حاملة تلخيص مشاعري تجاه هذا الوجه، إما الحزن والأسى أو الفرح والسعادة والتفاؤل، وقسم كبير من الوجوه قمت برسمها مباشرة واستخدمت قلم الرصاص في بعضها وذلك لعفويته ولما يجسد من قسوة في الخط من جهة أو شفافية في موضع آخر، باختصار لما يختزن من مرونة في التعامل مع إحساس الفنان وتوظيفه له. وفي بعض الأعمال الأخرى رسمت الوجوه بالألوان الزيتية (اللون المدروس بشكل أكاديمي) وأحاول جاهداً أن أظهر العمل بلمستي الخاصة والتكنيك والمهنية الخاصين بي،
والهاجس الذي يحملني على رسم الوجه هو معرفة الآخر عن طريق الوجه لأنه المعبر الأول عن الشخصية، وقد رسمت بعض الوجوه على الخشب، كما كان هناك أعمال رسمت باللون الواحد ولكن بدرجاته المختلفة كما في اللون البني الذي يعطي حساً كلاسيكياً للمتلقي مثل لوحة بيكاسو».

عري المرأة الذي ظهر في بعض اللوحات استقطب أكثر الزائرين، فكان البعض يقول أن التعري أصبح طرح تقليدياً بالنسبة لموضوع حرية المرأة والبعض الآخر رأى في تعري المرأة الواحدة في اللوحة تجديداً في الفن وفي اجتماع النساء في لوحة أخرى نقلاً صادقاً للواقع المعاش. وهنا يقول زغير: «المرأة في الفن حالة إنسانية يعيشها الشخص ويتفاعل معها، فحملت اللوحات مشاعر مختلفة يراها البعض حزناً لكونها مقيدة محرومة لا تصل إلى أدنى حقوقها وهذا لأنها في مجتمع شرقي تحكمه الأعراف الاجتماعية والأحكام الدينية والضغط الاجتماعي الذي تعاني منه المرأة بالدرجة الأولى، فظهرت المرأة في بعض اللوحات مقيدة بعريها في حين اعتبرها البعض دعوة إلى حرية الجسد من خلال العري، ولكنني لم أقصد الدعوة إلى الحرية من هذا الوجه بل أردت أن أظهر ما في داخلي من مشاعر تجاه هذا الموضوع المهم بنظرة خاصة ولمسة خاصة دون الالتزام بأي قالب ثابت أو أي فكرة تكرر طرحها في نفس الموضوع. لقد مثلت المرأة بسن الصبا لأنه السن الذي تتركز فيه النظرة إلى جسد المرأة والأهم أن هذا التشكيل للمرأة وهي في عمر الصبا هو الموضوع الذي يخضع إلى تأويل، فإما القوة والحرية والانفتاح أو الضعف والقيد، وفي نظري العري هو صدق ووضوح وهو تحرر من كل القيود. في بعض اللوحات كانت هناك أكثر من امرأة وذلك لاشتراك النساء في معاناتهن ضمن المجتمع، وبالنهاية القضية ليست قضية امرأة واحدة بل هي مشكلة مجتمع».

في المعرض، نجد الزهور التي تم تشكيلها بألوان خاصة ولمسة فنية برؤية جديدة، والدمشقيات اللواتي ظهرن في عملين. كما كانت هناك لوحات تحمل نظرة حياتية كإحدى اللوحات التي جسدت امرأة ورجلاً تداخلا وتوحدا فيما بينهما ممثلين الطبقة الكادحة، حيث تم فيها استخدام الرمز المستقطب الأول كتضخيم حجم كف اليد، ومن خلال الألوان التي أظهرت مع مكونات اللوحة المشقة والحرمان وفقدان الأمان التي تعيشها مكونات اللوحة. كما تم عرض اللوحة المميزة لشاهر زغير وهي مشروع تخرج في كلية الفنون الجميلة والتي تم فيها استخدام السكين لتشكيل وتلوين اللوحة.

الواقعية أسلوب ظهر واضحاً في أكثر الأعمال، وتداخل الألوان الذي يحمل الانطباعية جعل الأسلوب مزيجاً بين المدارس المختلفة للفن التشكيلي، وفي هذا يقول زغير: «في البداية كان مشواري مع المدرسة الواقعية التي تؤكد على التشريح الجسدي وعلى النسب بين الأعضاء وعلى الظل والنور والتكوين واتزان العمل وجماليته. وفيما بعد أضفت ألواني الخاصة التي تتقاطع مع النفس البشرية وأصبحت سمة أعمالي المزج بين الانطباعية و الواقعية».

شاهر زغير في سطور:
- خريج كلية الفنون الجميلة في 2010.
مشارك في العديد من المعارض الجماعية:
- مهرجان المزرعة.
- معرض شهبا السنوي.
- معرض بنقابة المهندسين في السويداء.
- المعارض الجماعية التي تقام بصالة ألفا للفنون التشكيلية بشكل دائم.
- مهرجان السويداء السياحي.

أكثم الحسين - السويداء

اكتشف سورية

من أعمال التشكيلي شاهر زغير	من أعمال التشكيلي شاهر زغير	من أعمال التشكيلي شاهر زغير

بقية الصور..