فيصل عبيد في معرضه الفردي الأول في السويداء

03 آب 2010

مشاهدٌ من البيئة المعاشة وواقعية ظهرت في تشكيل المكونات، التي وثّقت لعادات وطقوس تعارف عليها الناس في بيئة الفنان فيصل عبيد، الذي افتتح معرضه الفردي الأول في «غاليري ألفا للفنون التشكيلية» في السويداء 29 تموز 2010.

وفي الحديث عن الأعمال المقدمة يقول عبيد لـ «اكتشف سورية» الذي زار المعرض: «ضم المعرض 15 لوحة زيتية، تعتبر في أكثرها توثيق فني لتاريخ هذه المحافظة وللنضال الشعبي والحياة الاجتماعية فيها، فقد تنوعت المكونات التي حملتها الأعمال لتعبّر عن مشاهد مختلفة من واقعية الحياة المعاشة، كتناول بعض الطقوس الاجتماعية التقليدية، مثل تشييع الجنازة كما هو متعارف في العرف الاجتماعي للمحافظة، و"فاردة العروس" (وهي تقليد يتمثل في ذهاب العريس مع أهله وأهل بلدته في يوم زفافه لإحضار العروس من بيت أهلها الى بيته). كما أنّ هناك عمل يمثل نضال أبناء هذه المنطقة ضد الاحتلال الفرنسي، وقد حملت اللوحة عنوان "معركة المزرعة". ومن جهةٍ أُخرى بعيداً عن النظرة التوثيقة في الفن تناولت في إحدى اللوحات مشهد لراقصة اسبانية تعتبر وحيدة في موضوعها عن اللوحات الباقية، وذلك لأني رأيت في تعبيرية ملامحها تجسيداً للحرية التي يوصف بها أهل هذه المنطقة، وبشكلٍ عام فالإنسان في بيئته وطقوسه هو العنصر الأساسي في اللوحات».

وفيما يخصّ الأساليب التي اتبعها عبيد في تشكيل اللوحات: «الواقعية هي ميزة أعمالي، فأنا لم أتقيد بالمدارس الفنية الأخرى أو بما يسمى الأكاديمية في الفن التشكيلي بشكلٍ عام، لأنّني أعتبر نفسي فناناً فطرياً وأرسم بعفوية. وما يهمني بالدرجة الأولى أن يصل عملي إلى أكثر شريحة من الناس، وأن يثير في داخلهم المشاعر الإنسانية تجاه هذه المشاهد التي تمثل حياتهم البسيطة، وتفاصيل من الحياة الماضية التي لا تزال الى الآن حاضرة في الذاكرة».

الحبّ للفن كان هاجساً منذ الطفولة، ولكن على الرغم من ذلك لم يمتهنه إلا في عمرٍ متأخر، فقد كان العمل في مجلات الأطفال وفي الخطّ العربي والتأليف، وفي هذا يقول عبيد: «عملي الأساسي في مجلات الأطفال، فمعارضي السابقة كانت ضمن تلك المجلات، مثل: "مجلة أسامة" في سورية، و"مجلة سامر" في لبنان، و"مجلة العربي الصغير" في الكويت، و"مجلة جريدة الخليج" في الإمارات، و"مجلة الجندي العربي". وفي تلك الفترة كنت لازلت أعمل ضابط في الجيش العربي السوري، كما كان نتاجي الأدبي متصل بهذا الموضوع فألفت مجموعة من السلاسل العلمية، منها: "أ-ب الحيوان" الجزء الأول والثاني ونشرتها في دار الربيع في عام 1998، والموسوعة الثانية "رشا والجهاز العجيب" وهي موسوعة علمية من 12 جزء تدور حول جسم الإنسان نشرتها في الدار المتحدة في بيروت، بالإضافة الى مجموعات قصيصية للأطفال قدمتها الى دار أدوكارت للشرق الأوسط في بيروت. ولكن إلى الآن لا أدري أين نشرت أو لاً، وبالنسبة إلى عملي في الخطّ العربي فقد عملت بهذه المهنة في الفترة التي، واكبت فترة الوحدة بين سورية ومصر 1959 إلى 1963، وكان عملي في هذا المجال يتضمن كتابة اللوحات والافتات والإعلانات ضمن محافظة السويداء».

كما والتقى «اكتشف سورية» الفنان التشكيلي ناصر زين الدين أثناء زيارته للمعرض، وكان الحديث حول تجربة عبيد التي قدمها، حيث قال: «المعرض يحتوي على ثراء في المشاهد الملتقطة، وعلى تكوين فني متماسك من حيث توزع العناصر داخل العمل، وهو يلتقط مشهده بحسٍ فنيٍّ عالي، وبفطرة فنية تحتاج بعض الشيء لإنضاج تونات لونية متآلفة، والى رصد الواقع والرسم من الطبيعة التي هي المعلم الأول، وذلك ليقترب من واقعية الأشياء أكثر. والجميل في مشهده الفني أنّه يميل إلى البانوراما، ويظهر ذلك في تعدّد الشخوص في لوحته، ولجمالية حركتهم وثراء الطبيعة من خلفهم، ولكنها تحتاج قليلاً إلى تقارب حيثيات الطبيعة كالظل والنور وعفوية مفرداتها. والأعمال بشكلٍ عام يُمكن أن تنسب إلى النمط التسجيلي الذي يتقصى تفاصيل الواقع والبيئة الشعبية المعاشة، ولكن بشكلٍ فطريٍّ بعيد قليلاً عن الأكاديمية في رصد عناصر العمل الفني كالمنظور اللوني والتشريح الفني».

يذكر أنّ المعرض سيستمر حتّى 8 آب 2010.


أكثم الحسين

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

التشكيلي فيصل عبيد أمام أحد أعماله

من أعمال فيصل عبيد

من أعمال فيصل عبيد

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

فيصل:

احسن رسام

المدينة