أمسية أدبية لشعراء الساحل في غاليري ألفا بالسويداء

09/آذار/2010

«حدثونا في زمن الطفولة عن جنوب بلادي، مدينةً سكانها من الورود والعصافير، وأنا سعيد لاحتضاني من قبل الورود والعصافير والملائكة والقلوب التي تخفق وتحب». بهذه الكلمات ابتدأ الشاعر خضر سليمان الأمسية الأدبية التي استضافت عدداً من شعراء الساحل وهم: خضر سليمان، معينة عبود، سليمان الشيخ حسين، وعمار العلي، في غاليري ألفا في السويداء يوم الخميس الماضي 4 آذار 2010.

من جهته تحدث الشاعر خضر سليمان تحدث لـ «اكتشف سورية» عن بداياته في الشعر إلى أن كانت أول أمسية له في السويداء: «بدأ الشعر انطلاقاً من اهتمام شخصي زائد في مرحلة الطفولة، وكان لدي يقين بموهبة شعرية، وازداد الاهتمام برعاية الأهل، هذا بالإضافة إلى المراكز الثقافية، وكان اهتمامي الأول بالتراث العربي الكلاسيكي، وهذا يظهر في شعري من خلال المفردات والسياقات والأجواء، واليوم أول أمسية شعرية لي في السويداء، شاركت فيها من خلال أربع قصائد تنوعت في مواضيعها بين العاطفي والسياسي والغزلي والاجتماعي، وهي قصائد عمودية لأن مشروعي الشعري بدأ بالشعر العمودي وأتوقع أنه سيبقى معي إلى آخر مشواري، لأن اهتمامي الأول كان بالثقافة والتراث العربي، بالإضافة إلى الإيمان بالقومية العربية وإمكانية بعث الأمة من جديد».

الفقرة الثانية في الأمسية كانت للشاعرة معينة عبود التي تحدثت إلى «اكتشف سورية» عن الجمهور المميز الذي تواجد في الأمسية، والذي يمتلك أفقاً واسعاً وذائقة عالية في الشعر، وفيما بعد تتابع عن تجربتها الشعرية والمشاركة في الأمسية بالقول: «التجربة الشعرية بدأت معي لكسر القاعدة المألوفة أو المعروفة والتي تقول "أنه لا يمكن لأحد أن يقرأ الشعر إلا إذا كان يحفظ ألف بيت من الشعر" فكان الشعر معي وأنا لم أكن أقرأه بداية ولكن فيما بعد كانت القراءة وطبعت مجموعاتي الثلاثة وبالنسبة إلى مشاركتي في السويداء فهذه المشاركة لم تكن الأولى بل سبقتها مشاركات عديدة، وقرأت قصائد متنوعة منها الشعر الحديث والموزون، وفي قراءاتي الشعرية لا يلفت انتباهي تصفيق الجمهور بل معرفة الآخر والتواصل معه».

الفقرة الثالثة للشاعر سليمان الشيخ حسين والذي تحدث لـ «اكتشف سورية» قائلاً: «ما أسعدني هو الحضور المتعدد الأجيال، وهذه نقطة هامة تعاني منها سورية، وبشكل عام ظاهرة المقاهي ظاهرة هامة يجب أن تستمر لأنها تستقطب جيل الشباب بالرغم من هذا العصر السريع الذي نعيش فيه، ووجود الشباب شيء مميز في هذه الأمسية، والمشاركة في هذه الأمسية كانت بأربع قصائد وأنا أكتب الشعر الحديث وكل الأشكال الأخرى باستثناء الشعر العمودي».

الفقرة الرابعة كانت مع القصة بمشاركة القاص عمار العلي والذي قال: «القصة هي جزء من مشروع روائي قيد الكتابة أعمل به على اختراق المحرم لإعادة إنتاج القيم الفردية والمجتمعية، بعيداً عن النمطية والتسليع، ومشاركتي في حضوري الأول في السويداء صدفة. أما أن أقرأ ما أكتب لأول مرة فيشعرني باستفزاز حقيقي في هذا المكان الذي أعتبره بيئة جديرة بأن يقرأ فيها الشخص ما هو جيد، وقرأت ثلاث قصص تنوعت في مواضيعها ضمن الحالات الإنسانية التي تطرقت إليها».

أما بالنسبة إلى الجمهور، فقد كان البعض متفاعلاً مع الشعر الموزون والبعض أكد على أهمية الحداثة في الشعر، وكان لـ «اكتشف سورية» اللقاءات التالية مع بعض الحضور:

أسامة هنيدي (مدرس للفلسفة) وهو أحد المتابعين لنشاطات ألفا الثقافية يتحدث عن المشاركات التي قدمها الشعراء والقاصون بالقول: «التجارب التي سمعتها عموماً كانت محاولات جيدة وكانت متفاوتة بين تجربة عمودية تقليدية خلت من عنصر الإدهاش في الصورة الشعرية وهي تجربة الشاعر خضر سليمان، إلى تجربة أكثر حداثة على مستوى الشكل لكنها تقليدية على مستوى المضامين الشعرية، لكن المميز هو الحضور اللافت شكلا ومضموناً للشاعر سليمان الشيخ حسين الذي قدم صورة شعرية رشيقة خاطبت حس المتلقي».

كفاح كيوان (طالب لغة فرنسية) قال عن التجارب المقدمة في الأمسية: «المهم انطلاق بعض الشعراء حديثي السن إلى تناول الشعر العمودي، هذا ما لم نعد نسمعه كثيراً، لأن أكثر الشعراء يذهبون إلى الحديث من الشعر أو قصيدة النثر التي تخلو من الوزن والعروض، وبالنسبة إلى عمار العلي فبالرغم من تنويهه إلى أن المقروء ليس شعراً إلا انه قدم حكاية أدبية جيدة وممتعة».

يشار إلى أن الأمسية كانت ضمن الفعاليات الأسبوعية الثقافية التي تقيمها غاليري ألفا، وفي هذا يقول سعيد رشيد صاحب غاليري ألفا: «بدأت الفكرة منذ ثلاثة شهور، وهي التقاء عفوي بسيط لخلق حالة من الحراك الثقافي المتنوع بين الناس، وبنفس الوقت لكي نستفيد من تجارب الآخرين، والفعاليات متنوعة بين الشعر والأدب بشكل عام والموسيقا والدراسات التي تقدم في الفنون».

أكثم الحسين - السويداء
اكتشف سورية

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك