الموسيقى النمساوية والسورية المعاصرة

30 04

ورشة عمل لطلبة المعهد العالي للموسيقى بالتعاون مع السفارة النمساوية بدمشق

أقام المعهد العالي للموسيقى بالتعاون مع السفارة النمساوية بدمشق (مؤسسسة الفن المعاصر والموسيقى في فيينا - الفضاء الثقافي النمساوي) ورشة عمل لطلبة المعهد العالي للموسيقى من مختلف السنوات بعنوان «الموسيقى النمساوية والسورية المعاصرة» تلاها حفلة موسيقية في المركز الثقافي العربي كفرسوسة في التاسع والعشرين من نيسان 2008.
عزف الطلبة مقطوعتين موسيقيتين من تأليف الموسيقي السوري حسان طه: رباعي وتري، وماري للقانون والأوركسترا، وثلاث مقطوعات للنمساوي ستيفان هول: مقاطع من اللوحة الشتائية والجوهر لأوركسترا الوتريات، وسبعة نقرات مبتلة للبيانو وآلات الإيقاع. شارك في الحفل من الجانب النمساوي أيضاً دافيد مولنر مصمماً صوتياً ومارتن ميزل وهو مسؤول من السفارة وكانت قيادة الأوركسترا لإيفالد دونهوفر.
في ورشة العمل التي استمرت عشرة أيام يقول المؤلف النمساوي ستيفان هول «كان هذا الأسبوع نشيطاً حيوياً وقدم الطلبة أداءاً متميزاً وحققوا فائدة، لكن السؤال الذي يطرح ذاته هو هل الطلبة مسرورون بهذا النشاط؟ وهل حققوا الفائدة؟
«هذا الأمر تبين بعد الحفل من خلال حركة الطلبة وتعاملهم مع المقطوعات وقائد الأوركسترا، ولا أخفي أنني كنت متشوقاً لمعرفة النتائج بعد الحفل».
يتابع هول: «كانت فرصة بالنسبة إلي كي أتعرف إلى الموسيقى العربية الشعبية وأكوّن فكرة عنها وأتحسس مفهوم هذه المقامات التي نجدها مهمة وفي الوقت ذاته أعقَد من الموسيقى الأوروبية، كما استفاد بالمقابل الطلبة من وجودنا واطلعوا على الموسيقى النمساوية».
فيما يتعلق بكلاسيكية الموسيقى الأوروبية عامة والنمساوية خاصة واعتمادها على العقل والهدوء في تجييش الانفعالات يقول هول «ذلك صحيح فالموسيقى الأوروبية المعاصرة باردة تعتمد على العقل والنزوح نحو التأمل، لكن ما زال هناك في أوروبا مؤلفون عاطفيون يؤمنون بالمزاج والعواطف والأحاسيس ويعملون عليها كالموسيقى العربية تماماً».
يقول حسان طه «ما نقدمه اليوم ترجمة فعلية للفائدة التي حققها الطلبة من خلال ورشة العمل من أجل رفع سوية أدائهم ودفعهم باتجاه معرفة ما يحدث في العالم الموسيقي على صعيد التكنيك والموسيقى المعاصرة».
يتابع طه: «نحن بوصفنا معهداً منفتحون على الاستفادة من خبرات الآخر والعمل على تطويرها ومن بينهم النمساويون الذين أحبوا تقديم شيء للموسيقى السورية مع العلم أنها الورشة الثانية التي نقيمها مع النمسا البلد العريق موسيقياً على الساحة الأوروبية والعالمية».
عن مقطوعاته التي قُدمت في الحفل وهي من تأليفه يقول طه «المقطوعة الأولى رباعي وتري قدمتها في دار الأوبرا وتعتمد على حركتين (سريعة وبطيئة) وهي موسيقى معاصرة جداً في طريقة الكتابة والتفكير، ومن بعدها قطعة القانون مع الأوركسترا (ماري) التي كتبتها عام 2000 وتحاكي حضارة ماري السورية القديمة وهي عبارة عن صول لآلة القانون (الآلة الشعبية) مع آلة أوركسترا لغاية ليست هي التطعيم بل وضع آلة القانون الشرقية ضمن أجواء موسيقية مختلفة وأكثر تركيباً».
في رأيه عن المؤلف السوري حسان طه ومؤلفاته الموسيقية يقول إيفالد دونهوفر قائد الأوركسترا النمساوي لإكتشف سورية :«إنني مسرور للتعرف إلى حسان طه بوصفه شخصاً يمكن التفاهم معه بطريقة حضارية، ومؤلفاً موسيقياً فهو نشيط وموسيقاه على مستوى جيد مقارنة مع مستوى المؤلفين الأوروبيين الحاليين، في موسيقاه محاولة لاستخدام الموسيقى العربية في تعابير جديدة قريبة من الموسيقى الحداثية في أوروبا».
فيما يتعلق بمشروع الحفل وورشة العمل يضيف: « يهدف المشروع إلى التقارب بين موسيقى الشرق والغرب وتحقيق حالة اندماج قدَر المستطاع، والنمسا وخصوصا فيينا بلد شهير موسيقياً. والمستوى الذي قدمه الطلبة أعطانا انطباعاً جيداً عن المعهد وعملية التدريس والتأسيس الموسيقي. عموماً، لن تكون هذه المرة هي الأخيرة فالتعاون مستمر وهي الورشة الثانية التي نقيمها معاً، إلا أنها المرة الأولى في إقامة حفلات موسيقية».
من الجدير ذكره أن الموسيقى في فيينا ترجع إلى عدة قرون من الزمن واليوم لها تقاليد عريقة في التاريخ. وقائد الأوركسترا لا يحتاج إلى أكثر من حركة صغيرة بأصبعه كي يفهمه الموسيقيون جميعهم ويفهموا ما عليهم أن يفعلوه.
يقول الدكتور صادق فرعون نائب رئيس مجلس إدارة صدى الموسيقية «لا يمكن أن نقارن فِرقنا الموسيقية المحلية بفرق موسيقية أوروبية وتحديداً الفرق النمساوية التي لها تقاليد وعمليةُ تراكم موسيقي لقرون عدة من الزمن حتى خرجت بهذا النتاج الموسيقي العظيم فهي بلد الموسيقى الأول.
ما زال لدينا عدم احترام وتخلف موسيقي بدءاً من لباس الحضور وإصدارهم للضجيج وعدم احترامهم للمكان وما شابه مقارنة مع النمسا حيث للموسيقى حرمتها وطقوسها الكبيرة والمهمة جداً، ولا أقصد هنا التهكم أو التقليل من شأن موسيقانا بل الإشارة إلى ما نحن عليه حقيقة».
يضيف الدكتور فرعون «يمكننا اختصار الزمن ولكن الأمر يتطلب جدية وجهداً على المستويات كافة بغية تأسيس طقوس وقواعد للموسيقى وكيفية حضور العرض الموسيقي وتحقيق ثقافة موسيقية جماهيرية تمكن المتلقي من استقبال الموسيقى بدراية عقلية تأملية لا عاطفية فحسب، والأهم من كل ذلك أن الموسيقى تتطلب من الموسيقي درجة عالية من الثقافة ليس فقط في الموسيقى وإنما في التاريخ والأدب والشعر».
يذكر أنه شارك في الحفل الموسيقي كل من العازفين:
- الكمان: جهاد جذبة، وهيفرون ميرخان، وليث شميس، ووليد خطبا، وساري العش، وباتيل خاجاريان.
- كمان ثان: ماهر زروف، وجورج طنوس، وجميل بيطار، ومهند الحسن، وسلام خورشيد.
- فيولا: ثائر عيد، ونعمى شقير، ومحمد مير علي.
- تشيللو: محمد نامق، وغيث زيدية.
- كونترباص: وسيم قاسم، وليلى صالح، ورائد جذبة.
- فلوت: رغد العنري، وروبينا أرتينيان.
- أوبوا: أسامة سلطان، ورودي أحمد.
- هورن: فؤاد شلغين، وبشار محمد.
- بيركشن: مازن حمزة، وجورج أورو.
- بيانو: ساندي بل تخلة.
- قانون: توفيق ميرخان.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق