المؤلف الموسيقي رضوان نصري.. الموسيقا السورية تملك طاقات مبدعة ولا خوف عليها

29 حزيران 2016

.

استفاد المؤلف الموسيقي رضوان نصري من الدراما السورية لتسويق مشروعه الموسيقي والتي بدورها استفادت من ابداعاته لتكون أقرب للناس حيث باتت الموسيقا التصويرية تأخذ أبعادا فنية تتجاوز الحالة الدرامية نحو عمل فني متكامل قادر على البقاء في وجدان الناس لسنوات.

وعن الأعمال التي يعتبرها الأكثر تأثيرا ضمن مشروعه الموسيقي يقول نصري: «هما عملان أولهما مسلسل أسرار المدينة الذي انتقلت معه من وضع الموسيقا للمسلسلات الكوميدية إلى الأعمال الاجتماعية التراجيدية فضلا عن كونه أول عمل يخرجه هشام شربتجي في التراجيديا بعد سنوات طويلة قضاها مع الكوميديا أما العمل الثاني فهو مسلسل نزار قباني الذي حقق شهرة عربية وعالمية وكان التعاطي فيه مع الموسيقا بطريقة مختلفة عن المعتاد حيث سوقت موسيقاه عالميا» ما حقق حسب رأيه نقلة نوعية في الموسيقا التصويرية للدراما السورية.

ويحضر صاحب موسيقا مسلسل عناية مشددة حاليا لعروض موسيقية عالمية ضمن مشروع فني يعتبره الأهم بالنسبة لمسيرته الموسيقية حيث اطلق قبل الأزمة مشروع تقديم موسيقاه للدراما برؤية بصرية على طريقة الفيديو كليب لكنه توقف عن إكماله بسبب الظروف الصعبة وما تعرض له بلدنا من حرب عدوانية.

وعن عدم توجهه لتلحين الأغاني لنجوم الغناء يرى صاحب موسيقا مسلسل وشاء الهوى أن الموسيقا التصويرية مادة فنية لا تحتمل التنازلات وهذا ما تعلمه منها وتمسك به في كل ما يقدمه من أعمال بينما يتطلب العمل في سوق الأغنية تقديم تنازلات من قبل الملحن من خلال تتبع مزاج السوق والجمهور وتحكم شركات الإنتاج.

نصري الذي وضع في هذا الموسم الدرامي الموسيقا التصويرية ولحن شارات عملين دراميين هما خاتون وصدر الباز يرى أن الموسيقا التصويرية يجب أن تكون بسوية فنية عالية وإلا سيكون السقوط سريعا للمؤلف الموسيقي الذي يعمل بطريقة مبتذلة لافتا إلى أن عمله مع الموسيقا التصويرية علمه أن يكون مثابرا ليقدم سوية موسيقية ثابتة ذات قيمة ثقافية مهمة.

وحول الصعوبات التي تواجهها الموسيقا التصويرية في الدراما السورية يقول صاحب موسيقا مسلسل العراب.. «استمرت هذه المعوقات في السباق وما زالت لغاية الآن وتتمثل بعدم اكتراث المنتج بها واعتبارها مادة مكلفة ماديا لذلك لا يعطيها حقها انتاجيا مع وجود بعض المنتجين القلائل الذين يحرصون عليها ويعطونها حقها من الاهتمام».

ويرى نصري أن الأزمة أثرت جدا على الموسيقا التصويرية كونها مادة حساسة تتأثر بالمحيط والواقع الذي يعيشه المؤلف الموسيقي ويقول.. «هذا النوع من الموسيقا يعتمد على حس المؤلف الذي يطغى على تفكيره العقلي ويحتاج لثقافة توجه هذا الإحساس بشكل صحيح» مبينا انه توقف لعام ونصف العام في بداية الأزمة نتيجة الحزن الذي كان يشعر به وحتى بعد عودته للموسيقا ظل الحزن يرافقه فيما يقدمه من أعمال .

ويجد واضع موسيقا فيلم بستان الموت أن مشكلة الأغنية السورية لها جانبان أولهما الناحية التقنية والثاني الترويج لهذه الأغنية لعدم وجود سوق فني لها في البلدان العربية وعدم وجود شركات إنتاج تتبناها ويرى أن الأغنية السورية تعانى من ضياع الهوية رغم تنوع ألوانها وتياراتها الغنائية كما أن رواج اللون الغنائي الشعبي المرتبط بالبيئة أدى إلى تطوير الاغنية السورية بطريقة خاطئة.

ويدعو صاحب موسيقا مسلسل الأخوة إلى إحداث شركة على سوية عالية من الأداء لتسويق الأغنية السورية وتوجيهها بطريقة عملية صحيحة مشيرا إلى أن هذه الأغنية تمتلك أرضية مهمة في الموسيقا بشكل عام إلى جانب وجود موسيقيين على درجة عالية من الثقافة والموهبة ينقصهم الدعم الإعلامي المماثل الذي حظت به الدراما.

ويوضح نصري أن الموسيقا تحتاج لانفتاح حضاري غير محدود كي تتطور وتزدهر كما تحتاج الأعمال الموسيقية لدراسة وتخطيط وتسويق وترويج عبر وسائل الإعلام لتصل للناس وهذا ما يجب التنبه له للنهوض بالموسيقا في سورية.

وعن المستوى الذي وصلت إليه الموسيقا التصويرية في سورية يرى مؤلف موسيقا مسلسل الأميمي أنها تضم تجارب مهمة ولكنها قليلة وأغلب الأعمال التي تنجز هي محاولات تقليد ولا تقدم أي جديد في هذا المجال.

وردا على سؤال حول قدرات وواقع الملحن السوري يقول نصري ..«يتمتع الملحن السوري بالحس الموسيقي المرهف إلى جانب ثقافة موسيقية عميقة ولكنه غير متواجد بقوة على الساحة الموسيقية العربية بقوة لأن كل بلد عربي يروج لملحنيه حتى لو كانوا لا يملكون الثقافة الموسيقية اللازمة» مؤكدا وجود عدد كبير من الملحنين الموهوبين السوريين ولكن لا يوجد من يروج لأعمالهم ولأسمائهم ما يتطلب إطلاق برامج فنية ضخمة وقنوات فضائية لإظهارهم للعالم بأسره.

وينصح صاحب موسيقا مسلسل قلوب صغيرة الموسيقيين والمؤلفين الموسيقيين الشباب أن ينطلقوا من بيئتهم التي يمكن أن توصلهم للعالمية من خلال تقديم أعمال مهمة إلى جانب تحليهم بالأصالة والرجوع دائما للجذور بشكل سليم مع استمرار التعلم الدائم من المدارس الموسيقية المتنوعة لأن الموسيقا علم لا يتوقف عند حد معين.

ويعبر ملحن أغنية اسمها شآم عن تفاؤله بمستقبل الموسيقا في سورية ويختم حديثه بالقول..«تخلف الأزمات نهضة بعد زوالها في مختلف المجالات ليظهر فن جديد يقدمه مبدعون جدد ولا خوف على الموسيقا السورية لوجود طاقات موسيقية مبدعة ومهمة وكل ما ينقصها هو المناخ الحضاري الآمن والمناسب لتصل للعالمية».




محمد سمير طحان

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق