مواضيع ذات صلة:


من سورية

معبد بل

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وحفلة موسيقية دعماً للأطفال المصابين بالسرطان

13/شباط/2010

تحدث المايسترو ميساك باغبودريان عن هذه الحفلة الطوعية لـ «اكتشف سورية» قائلاً: «تأتي مشاركة الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في حملة جمع التبرعات التي تقيمها جمعية بسمة لدعم الأطفال المصابين بالسرطان في سورية استكمالاً للدور الاجتماعي للفرقة ومساهمة على الصعيد الإنساني من قبل أعضائها اتجاه المجتمع الذي ينتمون إليه».

وتابع حديثه باغبودريان بالقول: «الموسيقي هو جزء من هذا المجتمع ويعيش هموم المجتمع ومشاكله ويتأثر بها وهنا تكمن أهمية دوره في التأثير على هذا المجتمع بتقديم ما هو جيد ومتميز حيث تقع على عاتقه مسؤولية ثقافية كبيرة بالإضافة إلى المسؤولية الاجتماعية، فالمجتمع لا يمكن أن يكون متكاملاً إلا بمشاركة فعالة من جميع أفراده».

هكذا كانت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، أحد شركاء دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق وجمعية بسمة، حيث قدمت حفلة طوعية بالتعاون معهما لجمع التبرعات لصالح الأطفال المصابين بالسرطان، فشكراً لدار الأسد للثقافة والفنون ولكل العاملين فيها وهي التي فتحت أبوابها أمام حفلات بسمة، وشكراً لجمعية بسمة التي ترسم البسمة على شفاه عشرات من الأمهات وأطفالهن، وشكراً لأعضاء الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وقائدها المايسترو ميساك باغبودريان والتي لبت النداء لهذه الغاية النبيلة.

تم تقديم الحفلة مساء الخميس 11 شباط 2010 على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون حيث قدمت الفرقة أربعة أعمال لعباقرة الموسيقا الكلاسيكية، فبدأت بافتتاحية «أوبرا الاختطاف من السراي» لموتزارت، هذا المؤلف الذي كان الإلهام العبقري العظيم العنصر الرئيسي والأهم في موسيقاه، وتلك الروح السامية المحلقة في الأعالي والتي لم نجد لها مثيلاً أو منافساً في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية، فكل أعمال موتزارت تحتوي ذلك العمق والفكر والإحساس.

العمل الثاني كان لعبقري آخر في عالم الموسيقى الكلاسيكية وهو بيتهوفن حيث عزفت له الفرقة الحركة الأولى من «السيمفونية رقم 5 سلم دو مينور، مصنف رقم 67»، وهي ذات حركة حيوية ولامعة. وأيضاً عزفت الفرقة للمؤلف الروسي كورساكوف ثلاثة مقاطع من عمله «شهرزاد» وهي: «البحر وسفينة سندباد»، «الأمير الشاب»، «الأميرة الشابة»، و«أمير كالندا».

يعتبر المؤلف الموسيقي الروسي الكبير ريمسكي كورساكوف (1844 - 1908 ) من أبرز الموسيقيين الذين استوحوا أعمالهم من الأساطير الشعبية الروسية والشرقية القديمة. وكان أحد أعضاء جماعة «الخمسة الكبار» التي أسسها ميخائيل بالاكيريف ومارست دوراً هاماً في تكوين المدرسة الموسيقية الروسية الأصيلة وخرج من رحمها عظام الموسيقيين الروس. وكانت الجماعة تضم إلى جانب ريمسكي كورساكوف كلاً من ميلي بالاكيريف وألكسندر بورودين وسيزار كوي وموديست موسورغسكي. اشتهر ريمسكي كورساكوف بإبداع مؤلفات موسيقية استوحيت من الفولكلور الشعبي، بما في ذلك الفولكلور العربي. وتعد قصيدته السيمفونية «شهرزاد» وسيمفونيته «عنترة» من أروع مؤلفاته التي جلبت إليه الشهرة العالمية بما في ذلك في الشرق الأوسط.


النمر الوردي يحلق
على أنغام الفرقة
السيمفونية السورية في إحدى مقطوعاتها

كما عزفت الفرقة افتتاحية «أوبريت الخفاش» ليوهان شتراوس الابن، وكان يوهان شتراوس الابن يؤلف الموسيقى بيسر وسرعة فائقة، وكان مثل والده يمتلك أوركسترا خاصة به، تقوم بعزف مؤلفاته من موسيقى الرقص والتي قاربت الـ 500 مقطوعة ما بين الفالس والبولكا والمارش والجالوب وغيرها. وترتبط قصة نجاحه بانتشار رقصة «الفالس الفييناوى» والتي ترجع أصولها إلى رقصات اللاندلر والدويتشه من ريف النمسا. وتمكن شتراوس بعد أبيه من أن يجعل الفالس الفييناوى رمزاً ونموذجاً قومياً مميزاً يرمز إلى فيينا في تلك الفترة التاريخية، و«أوبريت الخفاش»، والتي هنأه عليها كل من الموسيقيين فردي وبرامز وروبنشتاين وغيرهم من كبار الموسيقيين ووضعوه في مرتبة موتزارت وريتشارد فاغنر.

وجاءت المعزوفات التي عزفتها الفرقة مترافقة مع الفلم الكرتوني «توم وجيري» والفيلم الكرتوني «النمر الوردي» ممتعة وظهرت فيها براعة الفرقة وعبقري صانع الفيلم وخاصة في «توم وجيري» حيث بدا توم هو من يقود الفرقة بحركاته.

أمتعت الفرقة الحضور الكبير الذي صفق للموسيقيين السوريين وعلى جمال عزفهم وجميل غايتهم.


إدريس مراد
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك