قيس سلمان في غاليري أيام: أحذِّر المرأة الضحية لأنها تظهر عكس ما هي عليه

31 كانون الثاني 2010

اُفتتح مساء السبت 30 كانون الثاني 2010 في غاليري أيام معرضٌ تشكيلي للفنان قيس سلمان ضم بحدود 20 لوحة من الحجم الكبير، حيث كانت المرأة محور ومضمون هذه اللوحات، التي جاءت بصياغة تصويرية معاصرة تعتمد الاختزال ومدلول اللون بأسلوب وحشي يتفق واتجاه التعبير الاستعراضي لنساء مُستلبات تحت تأثير الموضة، فالعري الذي يظهرن عليه دلالة أخرى على نمط السلوك الاستهلاكي الذي طال المفهوم والجسد على السواء.

«اكتشف سورية» تابع المعرض، وتوقف في هذا الحوار مع الفنان سلمان لمزيد من الاقتراب من صورة وفكرة المعرض:

ما الجديد الذي أردت قوله في هذا المعرض، أكان عل صعيد التشكيل أو الفكرة؟
الذي أردت قوله هو إلقاء الضوء على رؤية وفهم المجتمع السلبية للموضة. بشكل آخر يركز معرضي على البطل السلبي، الذي يصبح مع الوقت نموذجاً يقتحم مجتمعاتنا العربية، وهذا البطل هو فكرة التقليد الأعمى للموضة بحيث يصبح الكثيرون جزءاً منها، على حساب الداخل الإنساني الذي راح يتأثر على مستوى الثقافة والقيم الخاصة التي بدورها تتراجع وتضمحل. هذا الموضوع بما يحتويه من طرح فكري هو برأيي حجة للرسم والتصوير، ولكن الرسم رغم مباشرته على سطح اللوحة إلا أنه يستهدف اللامرئي من الصورة، وهذا اللامرئي يحدث الكثير من الضجيج والتناقضات، وقد عبرتُ عنها تشكيلياً بلغة مبسطة ومكثفة ومختزلة بذات الوقت مستكملاً تجربتي البحثية في هذا الإطار. وفي هذا المعرض تحديداً، أكون قد انتقلتُ من الانفعال المباشر المسيطِر إلى السيطرة عليه وتركيزه في اللون والشخصية بشكل مباشر.

المرأة هي الموضوع والمضمون في لوحتك، وتقدمها بلغة إيروتيكية استعراضية. لماذا التركيز الكبير على هذا الجانب؟
أرى أن المرأة هي الأكثر تأثراً بمعايير الجمال السوقي المطروح والمسوَّق والخاضع لتذبذبات الموضة حتى حدودها السلبية غير المتوافقة مع مجتمعاتنا. وإن كنت لا أنفي هذا عن الرجل، لكن التركيز هنا على المرأة. بالإضافة إلى قيام اللوحة لدي على رؤية تصويرية خاصة، فهي ضمناً تحمل فكرة ناقدة وتحذيرية، فالجمال الذي يسوَّق حالياً عبر الصورة المرئية لا يركِّز إلا على الجانب المثير من المرأة، وهذا يسيء إلى المرأة قبل كل شيء برأيي، لأن الجمال الذي أرى المرأة عليه أكثر سمواً من هذا، وهذا ما أحرص على قوله. ويمكن القول: لسوء الحظ أن المرأة تعكس هذا الجانب السلبي بشكل أسرع، رغم أنه ليس بالضرورة أنها كذلك، وقد تكون ضحية لهذا الترويج عبر الصورة.


من أجواء المعرض

كيف تختصر رسالة معرضك؟
أريد القول إن المرأة هنا ضحية وهي تظهر في الغالب عكس ما هي عليه، وهنا تكون رسالتي في جانبها التحذيري. فما أريده للمرأة في مجتمعاتنا أن تنأى بنفسها عن هذا التناقض والازدواجية التي تعيشها ونعيشها، فالمرأة أكثر جمالاً كما هي عليه وليست بحاجة لهذه الإضافات السلبية.

اللون في لوحتك يميل إلى المباشرة والوحشية والدموية. فهل يكون اللون جزءاً من الخطاب النفسي للوحة؟
أرى أن اللون عنصر أساس من النزعة التعبيرية التي تسيطر على اللوحة، فاللون له طاقة تعبيرية كلون مجرد كالأحمر أو الأصفر، واللون يمثل عالماً من التحريض المستمر، وهو في لوحتي ينسجم مع التعبير بالنسبة للموضوع الذي أقدمه.

رغم خطابك الاستعراضي الحاد بصرياً، لا تفتأ تضع التمائم على نحور النساء في لوحتك لدرء العين والحسد! فهل تخاف عليهن؟
هذه الدلالات من العين الزرقاء إلى الكف -بما يحتويان من معانٍ موروثة كدرء العين وإبعاد الحسد- أستخدمها بشكل ساخر من هذه الشخصيات. فلوحتي تجمع ما بين الكوميديا السوداء والتراجيديا، لتشكِّل هذه التمائمُ المفارقةَ. وإن كنت أستعرض هؤلاء النسوة في لوحاتي، إلا أني في ذات الوقت أفعل هذا من منطلق الخوف والتحذير، فأنا أرسم عن صورة من مجتمعنا وأنا ابن هذا المجتمع في النهاية، وأعتقد أن الفنان يقدِّم هذا الخطاب التحذيري كجزء من دوره.


عمار حسن

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أعمال الفنان قيس سلمان

الفنان قيس سلمان في معرضه

من أجواء المعرض

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق