نزار صابور يعرض في تجليات

رمل ولون وروح

أهو التكثيف أم التلخيص، ربما لا فرق حين يصبح الحب امتداداً للوحة واللوحة بعداً آخر للحب، لوحة تدعوك لترى فيها طقوس اللون وحكاية خافتة الصوت، ولعينيك أن تقترب لتسمع موسيقى صحراوية مورقة بالكثير من بقايا الشموس والآمال المعلقة على حافة الصباحات، معرض الفنان نزار صابور تحت عنوان «جدران تدمرية» تتمة لتجربته التي تتطور في أكثر من اتجاه افقي وعامودي بدأ يوم الاثنين 16 تشرين الثاني 2009 في صالة تجليات، ومما قالته مديرة صالة تجليات ميساء شهاب في مقدمة للمعرض: «نزار صابور فنان لا يمكن أن تراه مرة واحدة، إن لم تمسح عينيك جيداً والمقصود قلبك! لأن الرؤية هنا أكثر من بصرية! لذا ستكون بحاجة لمزيد من التأمل! فالتدمريات وهي موضوع عرض نزار، ليست مجرد تنقيب في ذاكرة الأرض والوجدان، بقدر ما هي محاولة لإقامة الصلات بين ذاك السر هناك وهنا، وكأن الخيط لم ينقطع أو أنه لا ينقطع! لوحاته وبكل أطياف التقنيات التي عمل عليها هي مجرد استثارات حسية للعين لولوج ما هو أكثر وأعمق وأعلى! وهذا ما يصر عليه، فعندما تتحول اللوحة إلى مسلة من لون وهي تتطاول وتتسامق لا تكون مجرد لوحة! بل دعوة للقلب لأن يفرح بالنظر إلى الأعلى، هي دعوة تتردد في عرض نزار، وأصداؤها اليوم في صالة تجليات التي تتشرف بأن تحتضن جوقة الترنيمات هذه».

وللاقتراب أكثر من نغمات العرض هذه يسأل «اكتشف سورية» الفنان نزار صابور:

بعض الاشكال الهندسية في لوحاتك، هل تأتي من فلسفة خاصة ترتبط بالتدمريين؟
هذه الأشكال الهندسية مرافقة لتجربتي منذ أكثر من عشرين سنة بغض النظر عن معناها الفلسفي، إذ أصبحت عناصر أساسية للشكل الفني في كل تجاربي، لكن في هذه الاعمال هناك بعض الوحدات الزخرفية التدمرية التي استخدمت بشكل مباشر فيها.

إلى جانب البورتريهات التدمرية المفتوحة على كل الاحتمالات ثمة تشكيلات ووحدات هندسية وزخرفية وتجريدية، كيف نفهم منك هذه الجمع في اللوحة؟
أعتقد أنه علينا أن نتحسس ونشارك الفنان رغبته الملحة في تقديم حالة معينة كالتدمريين، فأنا أردت إعادة التذكير بهم بهذا الشكل من خلال وجوه نساء تدمريات ومساحات لونية خاصة وحوارات زخرفية وإحساس تفاعل فيه مجموع هذا، وهذا كله يساوي لوحة فنية.

ما بين رائحة عتاقة الزمن وألوان الرمل ثمة ضياء، من أين تستمده؟
أستمده من داخلي.

اللوحات العامودية أو الأفقية لا تأتي مثالية النسبة، أتقصدت هذا؟
نعم تقصدت هذا لأني عملت منذ سنوات طويلة على أشكال مختلفة لمساحة اللوحة، اللوحات المبالغ في نسبة ضلعها العامودي مع الأفقي تعبير عن قلق الفنان وأنا ما زلت قلقاً أشك في كل شيء وأنا أبعد ما يكون عن اليقين في عملي.

عمار حسن
تصوير: عبد الله رضا

اكتشف سورية

الناشر أيمن الغزالي والفنان أسعد عرابي مع الفنان نزار صابور في معرضه	الفنان نزار صابور والفنان وليد الآغا	الفنان غياث الأخرس في حوار مع الحفار أسامة هابيل

بقية الصور..