بيتشا كوتشا تقدم نشاطها الأول في غاليري تجليات: عروض فنية مميزة لمشاريع شابة وواعدة

03/نيسان/2010

قدَّمت غاليري «تجليات» بدمشق إحدى الفعاليات الفنية الملفتة للنظر، وهي النشاط الأول للملتقى العالمي «بيتشا كوتشا» (Pecha Kucha) في سورية، وذلك مساء الثلاثاء 30 آذار 2010، تحت عنوان «شطّي مطّي»، في لقاء اجتمع فيه بعض المبدعين من المنطقة لعرض أفكارهم الإبداعية ومشاركة رؤيتهم مع الجمهور السوري.

في البداية، قامت السيدة ميساء شهاب -مديرة الغاليري- بالتنويه أن استضافة فعالية كهذه من الإبداع الفني يندرج ضمن رؤية الغاليري وأهدافها للتعريف بالمبدعين السوريين محلياً وعالمياً، ثم شكرت السيد سامر يمان –منظِّم بيتشا كوتشا بدمشق- وموقع «اكتشف سورية» على نقله المباشر لهذا الحدث على الانترنت.


السيدة ميساء شهاب تقدم للأمسية

أول العروض كان من ميس ضومط، خريجة قسم الاتصالات البصرية في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، فقدَّمت مجموعةً من الأعمال والأفكار الغرافيكية والتصاميم لعدة مواضيع، منها للرياضة، وألعاب كرة القدم، والموسيقى، والدراما، بلغة فنية بصرية معاصرة، إضافة للعديد من التصاميم لصفحات الويب.

العرض الثاني كان للجين جباوي، وهو طبيب أسنان، حيث قدَّم مشروعاً فنياً بعنوان «دنتل آرت» (فن الأسنان) حول معالجة رقمية للصور الشعاعية والبانورامية للأسنان وأدوات طبيب الأسنان التي يستخدمها في العلاج ومزجها ليشكِّل منها في النهاية أشكالاً زخرفية، كما عرض أدواتٍ طبيةً عمل على التعديل عليها وتلوينها لتبدو بلغة بصرية جديدة يُكسر معها الخوف من عيادة طب الأسنان.

أما خالد صدقي، وهو مهندس معماري، فقد قدَّم العرض الثالث وشرح حركةَ «مقاطعات» ومجلتها التي تصدر في الأردن، وبعض أفكار الحركة ومشاريعها، ومنها تجاوز الأفكار التقليدية للمعارض التشكيلية إذ عرضوا في بيت مهجور عوضاً عن العرض في الغاليريات، ومشروع آخر لتصميم أمكنة خاصة في شوارع المدينة لنوم القطط الشاردة.

لجين جباوي يقدم عرضه

العرض الرابع كان من نصيب سامر يماني، وهو مهندس ديكور، قدَّم فيه عدة أفكار تقوم على الاقتصاد الإبداعي القائم على جمع النشاطات التي تعتمد على أفكار جديدة والاستفادة منها اقتصادياً، كما هي الحال من الأفكار الدرامية في سورية التي أصبح لها مردوداً اقتصادياً كبيراً. وفي هذا السياق، تحدث يماني عن المبدعين كثروة وطنية فكرية واقتصادية، ووضح بعض الأفكار التي تساهم في تحسين أداء هؤلاء المبدعين من خلال درب التصميم الذي اختصره بست أفكار أو اختصاصات، ومنها الديكور الداخلي، والغرافيك، وتنسيق الزهور، والتصميم الثقافي، مقدِّماً صوراً توضيحية لكل منها.

من ناحيتها، فقد قدَّمت نهلة الطباع في العرض الخامس بعض العروض التركيبية التي تقوم بها بين بريطانيا والأردن. تقوم فكرتها على تحويل الأشياء اليومية في حياة الشارع إلى أعمال جديدة، كتلوين أماكن لعب الأطفال والجدران وإضافة عناصر لونية وجمالية عليها.

أما رزان صباغ، خريجة الاتصالات البصرية في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، فقد قدَّمت في العرض السادس عملها الذي يقوم تقنياً على تقديم كولاجات بصرية رقمية، مستمدة مواضيعها من فوضى عروض الأزياء التي تشوش بصرياً وروحياً على مضامين الجمال عند المرأة، وترى في النهاية إن الصدق مع الذات هو أساس الجمال عند المرأة. وفي هذا المفهوم قدمت العديد من الأعمال البصرية.

جانب من الحضور

في العرض السابع، قدَّم إيهاب عمرو، خريج قسم التصميم الصناعي في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، تصميماً لسيارة كهربائية يتم شحنها عن طريق خلايا شمسية مركبة على سقف السيارة، ويمكن لهذه السيارة التي تتسع لخمسة أشخاص السير لمسافة 200 كم دون الحاجة لإعادة الشحن. يُقترح استعمال هذه السيارة داخل المنشآت الصناعية والمطارات. وقد قدَّم تصميماً لحاضن خاص بتلك السيارة يعمل شاحناً عند التوقف.

في العرض الثامن، قدَّم بينو ميشويان، مصمم الغرافيك ورسوم الأطفال، عرضاً لمجموعة من الأفكار في هذين المجالين بالإضافة لتصاميم للويب والملصقات في مواضيع متنوعة.

أما سؤدد كنعان، مخرجة الأفلام الوثائقية، فقد قدَّمت في العرض الأخير مجموعةً من اللقطات الفوتوغرافية من صدى الأفلام الوثائقية التي تصور حياة الناس في الكثير من المدن السورية.

في نهاية هذه الأمسية، التقى «اكتشف سورية» سامر يماني للتعرف أكثر على هذا النشاط وانطباعاته عنه، فكان لنا معه هذا الحوار:

سامر يماني منظم النشاط
وأحد المشاركين فيه

بعد انتهاء هذه الحدث، ما هو تقييمك؟
للوهلة الأولى كنتُ أظن أن الحضور لن يتفاعلوا مع الطريقة الجديدة بتقديم هذه العروض، لأنهم ربما اعتادوا على المحاضرات التقليدية الطويلة، لكن سرعان ما لاحظتُ مدى التفاعل وتقبل هذه الطريقة المختصرة بتقديم الأفكار. ما لفت انتباهي أيضاً هو هذا التنوع الكبير بين الفئات العمرية في الحضور، وتنوع الاختصاصات والاهتمامات، مما شجَّعني على إقامة هذا النشاط مرة ثانية، أسوة بجميع دول العالم التي تحتضن نشاطات كهذه.

كيف وجدت تفاعل المبدعين مع هذا الحدث؟
لقد بدأتُ للتو أتلقى طلبات المشاركة بالنشاط القادم من مبدعين سوريين جدد، وهذا أمر مشجع للغاية ويؤكد مدى الرغبة والتفاعل مع هذا النشاط.

هل تحدِّثنا عن فكرة المشروع الذي تحضر له؟
أظن أننا بحاجة لبعض الوقت لتقييم النتائج المشجعة لهذه الأمسية والتي تحفز بحق على المزيد. لذا فإنني أعتقد أنه من المبكر طرح الفكرة القادمة أو التسمية التي سيكون تحتها النشاط القادم.

لقد كان لافتاً هذا الحضور الإعلامي الكبير في هذا النشاط. كيف تنظر إليه؟
لا يمكن لهذا النشاط مهما كان جيداً أن يحقق أهدافه بدون الحضور والتغطية الإعلاميين المناسبين، وهذا فضل هام للإعلام السوري. إن أكثر ما لفت الانتباه بالنسبة لنا وللضيوف من خارج سورية هو نقل هذا الحدث مباشرة على الانترنت من قبل موقعكم، وهذا بلا شك يرفع نوعية التفاعل الإعلامي مع هؤلاء المبدعين، فجميعنا نعمل على التعريف بإبداعاتنا ومبدعينا، مما يُعتبر واجباً يشرفنا أن نتشارك القيام به. وأخيراً أود أن أشكر غاليري «تجليات» التي احتضنت هذا الحدث وقدمت له كل التسهيلات.

في النهاية، لا بد من التوقف عند أمر أفرزه النشاط الأول لهذه الفعالية، وهو الأمر الذي تجب دراسته من قبل المهتمين والمؤسسات الثقافية والإعلامية، والتي لطالما اشتكت من قلة الحضور في المحاضرات والندوات الثقافية، فقد ضاقت الصالة بالحضور من مختلف الأطياف الثقافية والفنية والإعلامية إضافة للمهتمين، رغم أن الدخول إلى الصالة كان مأجوراً، الأمر الذي لم يعتَده جمهورُ الصالات التشكيلية، ومع ذلك لم يكن هذا عائقاً أمام الرغبة بمتابعة هذا النشاط غير المعروف من قبل، وهذه نقطة إضافية في صالح هذا النشاط، فلقد اقتصر التعريف بهذا النشاط على أنه يقدم مبدعين سوريين شباب للتعريف بإبداعاتهم وهذه كانت نقطة الارتكاز التي رغب الحضور بمشاهدتها، حيث عبر بعضهم بقوله: «إن هذا ما يجب أن يكرس فقد اكتفينا من عروض التسلية، نحن بحاجة إلى أن نتابع ما هو مفيد لنا ولأبنائنا».


عمار حسن
تصوير عبد الله رضا
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك
يسار الدهني:
الحدث كان أكثر من رائع ,وكبداية أتصور أن المشروع ناجح بجدارة,أسعدنا الحدث,أسعدتنا العروض ,أسعدنا التجاوب ,أشكر تجليات غاليري وأشكر سامر يماني جدا وكل من ساهم في الترويج للحدث أو انجاحه لأنه فعلا كفانا مشاريع للتسلية واضاعة الوقت ,شكرا لاكتشف سورية جدا لنقلها الحدث ,كان رائعا أن زوجي تمكن من متابعة عرض ابنتنا رزان وأبناءنا الآخرين كونه لم يكن في سورية أثناء الحدث..مزيدا من العطاء ننتظره منكم ونشد على أياديكم دائما .