صالة تجليات بدمشق

2009/10/09

رؤية تشكيلية لها جذورها وتطلعاتها

تبدو انطلاقة صالة «تجليات» بداية ملفتة، فالتسمية لم تأت لتطوب اسماً خاصاً، بل لوحة أو تجربة تشكيلية، جاءت التسمية لتكون حالاً من امتزاج الروح مع اللون على بيدر الصخر الذي صار ملمساً لوطن، جزء من روح فنان كبير تعتز به سورية، كان شرارة اللون والضوء لصالة تجليات التي دخلت بثقة عيون المهتمين بالفن التشكيلي ما يجعل منها مكاناً متوقعاً لاحتضان الجمال.

« اكتشف سورية» كانت له هذه الوقفة مع السيدة ميساء شهاب للتعرف أكثر على خصوصية هذه الصالة.

- تسميتكم الصالة (تجليات) من أين جاءت؟
- لن ادخل في جذر الكلمة لغوياً، وسأكتفي بان أقول: إن تجليات كلمة مفتوحة على الرؤى والأحوال والاحتمالات، تحمل الكثير من المعاني كما اللوحة التي تختزن الجمال والروح والموسيقى، لخصوصية الكلمة توافقات وأصداء عند الكثيرين وخصوصاً أمام اللوحة، إلا أن هذا ليس كل شيء، فهي تأتي احتراماً وتقديراً لتجربة الفنان الإنسان نذير نبعة وخصوصاً مرحلة تجليات التي تمثل ذروة عطائه الروحي، ولذا كان شرفاً انطلاق الصالة بعرض استعادي لهذا الفنان الكبير بتاريخ 26 نيسان 2009، والذي استمر لشهرين نظراً للإقبال الكثيف للتعرف على هذه التجربة.

- هل نفترض أن شروطاً بعينها يجب أن تتوافر في صاحب أو مدير الصالة التشكيلية؟
- أعتقد أنه من الضروري أن يكون لدى القائم على إدارة الصالة التشكيلية حب وشغف بهذا النوع من العمل، لأنه صلة الوصل بين الفنان والمتلقي، هذا إضافة إلى خبرة واطلاع على حراك الفن التشكيلي في بلده أولاً وإلمام بحركة التشكيل في العالم، وأن يمتلك طريقة مثلى للتعامل مع الفنانين والآخرين، وكذلك أن يقدم الفنان وأعماله بصورة لائقة.

- بعد انتهاء عرضكم الأول توقفت الصالة عن العرض لأكثر من شهرين، هلا عرفنا الأسباب؟
- عادة تكون فترة الصيف فترة استجمام وسفر للكثيرين، وقد رأينا أن العرض في هذه الفترة غير مناسب بغياب الكثير من المهتمين والمتابعين، المهم لدينا أن نقدم عرضاً ناجحاً بكل المقاييس للفنان أولاً ثم للصالة، لذلك اكتفينا بأن عرضنا طيلة هذه الفترة أعمالاً من المقتنيات الخاصة.

- إذاً متى تستأنف الصالة العرض، وهل سيكون المعرض القادم لأحد الفنانين الكبار كمعرضكم الماضي؟
- ليس في سياسة الصالة الاقتصار على أسماء معينة من الفنانين، أو توجهات فنية بعينها، لدينا انفتاح حر على كل الاتجاهات الفنية بشرط مشروعية وجدية التجربة التي يقدمها الفنان. أما معرضنا القادم فسيكون في 30 أيلول 2009 للفنان السوري المقيم في باريس منهل عيسى.

- كيف نتعرف منك على الفنان منهل عيسى؟
- منهل عيسى فنان باحث وله تجربة غنية ومتنوعة سواء في دمشق أو في باريس، وهي تجربة جديرة بالاهتمام والعرض، وسنترك هذه التجربة لعيون المتلقي.


افتتاح صالة تجليات بدمشق

- يرى أحد أصحاب الصالات التشكيلية أن الصالات التشكيلية القديمة في سورية ما هي إلا دكاكين لبيع اللوحات، ما رأيك؟!
- هذا الكلام غير لائق ومرفوض، لأن الفن يحمل رسالة إنسانية وثقافية راقية، ولا أعتقد أن أحداً يمتلك المعيار النهائي لإطلاق هكذا حكم على الصالات أو سويات عروضها. الصالات التشكيلية تسهم بتقديم الفن لجميع شرائح المجتمع فمنهم من يهتم ويستمتع بمشاهدة اللوحة ولا يستطيع شرائها، ومنهم من يستطيع وهكذا تستمر الصالات والفنان، فاللوحة كمنتج ثقافي وجمالي قابلة للبيع وهذا ينعكس على استمرار الفنان والصالة ومتابعة الجمهور، المهم هنا أن تكون سياسة الصالة مع الفن الجيد، ما يجب أن نتذكره أن فترة بداية التسعينيات من القرن الماضي كانت الفترة الذهبية لهذه الصالات وما نراه اليوم هو نتاج هذا التراكم من العروض التي قدمتها هذه الصالات.

- مع فورة افتتاح الصالات الجديدة، نسمع الكثيرين يتحدثون عن أسعار اللوحات لكننا لا نسمع أحداً يتحدث عن سوية وفنية وابتكارية اللوحة، ما السبب برأيك؟
- وصول اللوحة السورية إلى هذه المستويات من الأسعار وبشكل فجائي يطرح الكثير من علامات الاستفهام! هناك الكثير من التناقضات في مجمل الصورة ولكن نحن بحاجة لمزيد من الوقت من أجل استيضاح حقائق الأمور، إذا كان كل الحديث يدور حول أسعار اللوحات وأين بيعت، ألا يفترض بالمقابل حديثاً متوازياً عن قيمتها ومستواها وابتكاريتها؟! وغياب هذا ألا يقود إلى استنتاج بعينه! في رأيي هذا لا يخدم اللوحة السورية ولا الفنان السوري.

- على أي أساس توافقون كإدارة صالة تجليات على إقامة المعارض لديكم؟
- الجدية والمشروعية قد تختلف من فنان لآخر، وهذا لا ينتقص من فنية اللوحة، وهذا يعني إننا قد نوافق على إقامة معارض لبعض الفنانين قد تكون مختلفة عن ذائقتنا، في إطار انفتاحنا وتوجهنا الحر، لأن الحكم في النهاية هو للمتلقي، فنحن لا نصادر نوعية وإبداعية الفنان ولا نفرض بالمقابل على المتلقي نوعاً محدداً من الفن، فلا نزال في مرحلة إقامة التواصل مع المتلقي بكل أطيافه، وإن كنا في بداية مشروع تجليات إلا أننا نعي خصوصيتنا ولكن تأكيد هذه الخصوصية بحاجة لمزيد من الوقت لتغدو أكثر وضوحاً.

- لدى الكثير من الصالات في الغرب لجنة لتقييم واختيار الأعمال قبل أن تأخذ طريقها إلى العرض، هل لديكم توجه للعمل بهذه الفكرة؟
- ليس لدينا لجنة بالمعنى الدقيق للكلمة، لكننا في إدارة تجليات (سهير نور الله، إدوار الشاعر، ميساء شهاب) نتحاور فيما بيننا ومع الكثير من المختصين والفنانين الكبار حول الأعمال التي نفكر في عرضها.


.

عمار حسن

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

مدخل صالة تجليات

السيدة ميساء شهاب مديرة صالة تجليات

إدارة صالة تجليات: ميساء شهاب، إدوار الشاعر، سهير نور الله

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق