آيهان أوزمان ونور الدين تشكماق في غاليري تجليات: فن يتجاوز الحدود

08/نيسان/2010

معرض تشكيلي جديد في غاليري تجليات تم افتتاحه مساء الثلاثاء 6 نيسان 2010، وضمّ 37 لوحة من الحجمين المتوسط والصغير للفنانين التركيين آيهان أوزمان ونور الدين تشكماق، حيث غلبَت على أعمال المعرض روحيةُ مدينة ماردين التركية التي يركِّز تشكماق نشاطه التشكيلي على رسمها بلغة غرافيكية، أما أعمال أوزمان فتأتي أكثر تنوعاً بين طبيعة وأبنية المدينة إلى الرقص وبعض المواضيع المستوحاة من دمشق حيناً ومن حرب غزة حيناً آخر، بالإضافة إلى الخط العربي، وذلك بخامات مختلفة تغلب عليها عفوية الفكرة والمعالجات التشكيلية.

حضر الافتتاح السادة نهاد أركون -وزير الصناعة والتجارة التركي-، وعمر أونهون -السفير التركي بدمشق-، ووهيب أوزدمير -المستشار الثقافي في السفارة التركية بدمشق- والعديد من الشخصيات التركية الرسمية. أما من الجانب السوري، فقد كان الحضور الإعلامي والفني كبيراً، وعلى رأسهم الفنان دريد لحام والسيدة ديانا جبور -مديرة التلفزيون السوري-.


السيد وزير الصناعة والتجارة التركي
في افتتاح المعرض

في كلمته الترحيبية في افتتاح المعرض، قال السيد أركون: «إن هذا المعرض هو انعكاس لمدى عمق العلاقة بين الشعبين السوري والتركي، لذا فإن هذا المعرض يؤكد على تطور هذه العلاقة في مختلف المجالات. يقدم المعرض عمارة ماردين ودمشق بالروح ذاتها، وهذا يؤكد على الأبعاد الثقافية والحضارية المشتركة بين البلدين».

أما السيد أوزدمير، فقد تحدث إلى «اكتشف سورية» قائلاً: «الفن يحمل الكثير من الرسائل والشعور بعمق الروابط بين الشعبين السوري والتركي ليعكسه الفنان، وهذا ما نراه في هذا المعرض. لذا نجد أن أوزمان قد تأثرت بالجامع الأموي من زيارتها الماضية إلى دمشق، وهاهي تعود إليها بعد أن رسمت هذا الجامع، لتعكس شعور المحبة ليس للمكان فقط بل وللشعب السوري أيضاً». وعند استفسارنا عن مدى الحراك الثقافي التركي المتوقع في المستقبل، أجاب السيد المستشار الثقافي: «لقد قمنا في هذا الشهر بخمس فعاليات ثقافية في سورية، ويكاد لا يخلو شهرٌ من نشاط ثقافي وأحياناً أكثر». وعن سؤال حول أية فعاليات محتملة لتعريف الشعب التركي بالفن السوري، أجاب: «نود أن نقيم هذه العلاقة بين الوسطين الثقافي والفني في تركيا وسورية، وذلك من خلال معارض وحفلات موسيقية مشتركة».

الفنانة التشكيلية آيهان أوزمان

بعد الافتتاح، كان لنا وقفة مع الفنانة آيهان أوزمان التي حدثتنا عن تجربتها هذه بقولها: «يأتي هذا المعرض من توجيهات السيد والي ماردين لرسم معالم المدينة. لقد دفعنا تقديرنا ومحبتنا لسورية وشعبها لنحتفل بينكم اليوم. أما أعمالي فتتحدث تتحدث عن السلام وترفض الحرب، وقد حاولت أن أصف مدى الألم الذي اعتصرنا لمشاهد الحرب البربرية في غزة، في لوحات ترصد تطلعات وهموم الإنسان». أما الفنان نور الدين تشكماق فإن الظروف لم تسعفه للحضور إلى دمشق، لذا تحدثنا إلى أحد أقربائه إبراهيم إلهان الذي قال: «إن ماردين تشبه أي مدينة سورية بطبيعتها وعمارتها وناسها. تشكماق من أب سوري، لذا فلديه رسالة محبة إلى الشعب السوري».

أما السيدة ميساء شهاب -مديرة غاليري تجليات- فتحدثنا عن أهمية هذا اللقاء: «يوضح هذا المعرض كم هي الرؤية واحدة بين الفنانين السوريين والأتراك، فلا حدود تفصل بين هذه الثقافة المشتركة. إننا في "تجليات" نحتضن لقاءات كهذه كجزء من رؤيتنا وفهمنا لرسالة الفن بين الشعوب، ومدى ما يعكسه الفن من أواصر الترابط الأخوي والحضاري».

وفي النهاية، كان لا بد من خاتمة لطيفة مع الفنان السوري الكبير دريد لحام، الذي عبَّر بطريقته المميزة: «يأتي هذا المعرض في سياق العلاقة الطبيعية بين سورية وتركيا والعالم العربي، فتركيا أكَّدت وقوفها إلى جانب الحق العربي، وبعض اللوحات في هذا المعرض تؤكد على هذه المقولة. من الجلي أن هذا المعرض يحمل رسالة الصداقة والمحبة والانحياز الكامل إلى جانب الحق والإنسان والسلام».


عمار حسن
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك