المدرسة الجقمقية

17 07

تقع المدرسة الجقمقية في مدينة دمشق القديمة منطقة باب البريد، شمال الجامع الأموي. وكانت مكتباً للأيتام ثم تحولت إلى مدرسة للصوفية. قبل أن يجعل منها الأمير سيف الدين جقمق تربة له ولوالدته وخانقاه (مدرسة) واستمرت في دورها هذا إلى وقت قريب. وقد تم ترميمها عام 1972 وحولت إلى متحف للخط العربي.
الموقع الجغرافي:
تقع المدرسة الجقمقية أو متحف الخط العربي في مدينة دمشق القديمة منطقة باب البريد، شارع الكلاسة- شمال الجامع الأموي بجوار ضريح صلاح الدين الأيوبي.
اللمحة التاريخية:
بنيت المدرسة في البدء كتربة من قبل المعلم سنجر الهلالي (كانت تسمى دار القرآن الهلالية) وابنه شمس الدين الصائغ ثم صادرها الملك الناصر حسن عام 761 هـ وبنى فوقها مكتباً للأيتام وجعل لها شبابيك من الشرق ورصد لها الأملاك والحجج وبعد مقتله عام 772 هـ تحولت إلى خانقاه (مدرسة) للصوفية. واستمرت على حالها إلى أن احترقت في استباحة تيمورلنك لدمشق 803هـ- 1400م.
أمر الأمير سيف الدين جقمق بإعادة بناء أنقاض المدرسة المهدومة وذلك في عام 823هـ - 1420 بعد أن استولى عليها لتكون خانقاه (مدرسة) وتربة له ولوالدته ولكن بناءها لم يكتمل إلا سنة 824هـ-1421م كما نصت الكتابة المنقوشة على الباب الرئيسي وواجهتها. وقد أوقف عليها أوقافاً عديدة وعين لها مدرسين، وبقيت المدرسة ركناً للتعليم في دمشق إلى وقت قريب.
تحولت في عام 1338 هـ -1919 م إلى مقر لحلقة المولوية الدينية وتعليم الأطفال القرآن الكريم، إلى أن أصيبت بقنبلة أثناء الحرب العالمية الثانية عام 1941 هدمت سقف قاعتها أو قبتها الكبيرة كما تذكر المصادر وكذلك الجزء الأعلى من جدرانها. وقد تم ترميمها عام 1972 وجعلت متحفاً للخط العربي في عام 1974.

الوصف المعماري:
تعد المدرسة من أجمل المدارس في زخرفتها وتصميمها، وتحمل ميزات العمارة المملوكية من حيث هندسة البناء والزخارف والتصميم كما تعد نموذجاً كاملاً من فن العمارة المملوكي الذي امتد حكمهم من 658-922هـ اعتمد تصميمها على نظام التعامد، وهي مربعة الشكل مساحتها 285 م2 . ولهذا البناء واجهتان خارجيتان مبنيتان بالأحجار الملونة والمداميك التي تتناوب بين الأسود والأبيض والأصفر. الأولى شرقية يعلوها شريط من الكتابة لآيات قرآنية يطوق الواجهتين الشرقية والشمالية وقد كتبت بالخط النسخي والكوفي والثلث القديم "بسم الله الرحمن الرحيم" آيات قرآنية ثم .. أنشأ هذه الخانقاه والتربة المباركة المقر الأشرف العالي المولوي الأميري الكبيري العالمي المهدي العابدي الهاشمي الناسكي الزعيمي المقدمي الذخري الظهيري السيفي عز الإسلام والمسلمين سيد الأمراء في العالمين سيف أمير المؤمنين جقمق الدوادار المؤيدي كافل الممالك الشامية المحروسة ضاعف الله له الثواب وغفر له ولوالديه ولأحبابه يوم الحساب بمباشرة الجناب السيفي تعزي ورش في شهور سنة أربع وعشرين وثمانمائة."
والثانية شمالية وفيها المدخل الرئيسي يتوسطه باب ضخم ويعلوه مقرنصات ونصف قبة مضلعة، يؤدي هذا الباب إلى غرفة صغيرة ومنها إلى صحن صغير في وسطه بركة رخامية مثمنة تحيط به أربعة أواوين (جنوبية وشرقية وغربية) تتقدمها أقواس وأعمدة، وهناك إيوان صغير في الجهة الشمالية. تقوم هذه الأواوين على أعمدة ضخمة، ذات تيجان منحوتة وفوقها أقواس، تحمل قناطر صغيرة مزدوجة مفصولة بزخارف جميلة ويستند عليها السقف ذي الزخارف النباتية. ويعد المصلى من أهم أقسام المدرسة وكان يستخدم للصلاة والتدريس، يتوسطه في جداره القبلي محراب مرخم بديع الصنع يحوي فسيفساء هندسية مطعمة بالصدف.
نجد في الزاوية الشمالية الشرقية تربة الواقف التي يعلوها قبة عالية محمولة على أربعة أقواس تغطي زواياها مقرنصات وفيها قبران أحدهما للأمير جقمق والثاني لوالدته، زينت جدرانها بالزخارف الهندسية الملونة والمطعمة بالصدف، وكسوة جدارية عليها شريط كتابي من الآيات القرآنية بخط الثلث القديم وهو خط استعمل قبل المماليك.
زينت جدران المدرسة الداخلية بمجموعة من الزخارف المرمرية المنقوشة والمحفورة والمطعمة والكتابة الجميلة الملونة من القرآن الكريم ومدح لمرممها سيف الدين جقمق داخل وخارج المدرسة وبالخطين الكوفي والثلث.
ولم يطرأ على تصميمها الأصلي أي تعديلات إلا بناء غرف فوق الإيوان الشمالي التي يغلب عليها الطابع العثماني المتأخر وإحداث درج يؤدي إليها مما أدى إلى غلق الغرفة الصغيرة الواقعة جوار الإيوان الشمالي من ناحية الشرق.

المراجع:
1. روائع العمارة الإسلامية في سورية، أحمد فائز الحمصي.
2. دمشق العراقة والمعاصرة، دليل سياحي شامل لمدينة دمشق، وليد معماري-أسامة آغي، 1992.


Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق