جقمق

سيف الدين من أبناء التركمان، أخذه بعض التجار صغيراً، واتفق مع رفيق له أن يبيعاه ويقتسما ثمنه بينهما، فباعاه، ثم تنقل في خدمة المؤيد حتى صار دوا دارا، وذلك قبل تملك المؤيد، ولما تملك أقره على منصبه، ثم جعله نائبا لدمشق سنة 822، ولما مات المؤيد أظهر جقمق العصيان،فأمسكه ططر وعصره وأخذ منه مالا ثم أمر بقتله، فقتل صبرا سنة 824هـ=1421م ودفن بمدرسته (الجقمقية) لصيق الكلاسة.
كان جقمق شديدا على الشعب، ذكيا، عارفا بالناس وتراجمهم، ومهر في الظلم وحصل أموالا كثيرة، وكان اذا تكلم لا يشك أحد في أنه غير عربي الأصل.
وروي في خبر عصيانه أنه أبدى العصيان سنة 824 وحوصر في قلعة صرخد، ولما سئم من الحصار طلب الامان من السلطان ونزل من القلعة فقبل الأرض بين يدي الملك المظفر فرسم عليه بقاعة القلعة وطلب منه المال الذي أخذه، وفي اليوم الثاني عوقب وقرر على المال، وفي اليوم الثالث أرسل مع الخيالة مقيدا ثم حبس، ثم قتل بعد أن عوقب، وقرر على ماله من الودائع والذخائر، وبقي ملقى في قلعة دمشق، ثم دفن في تربته.
بنى جقمق في دمشق المدرسة الجقمقية، و(سوق جقمق) وأوقفه على المدرسة. ومدرسته من أجمل مدارس العصر المملوكي بهندستها وزخرفتها، وقد رمم بناؤها المتصدع في عصرنا. وتم تحويلها إلى متحف الخط العربي.

مواضيع ذات صلة: