الخيول تتحرك في خان أسعد باشا

2009/20/10

الفنان الإسباني جوان إيل لاكتشف سورية: ربما لا أصلح لفعل شيء آخر

الصالة المعتمة ليست عبثاً إنما لأن العرض مستمر، فالخيول التي صورها الفنان الإسباني جوان إيل تعرض اليوم في خان أسعد باشا ضمن معرض يعتبر من النوادر الجديدة على الشارع الفني في سورية، فالفنان الإسباني يعتمد على شاشات عرض لتقديم موضوع معرضه عن الخيول، هذا الفن الذي تعتبر تجاربه حديثة في سورية ودول المشرق وهو ما يعرف بفن «الأنستيليشن» أصبح من الفنون المكرسة في خانة الفنون الحداثية في الغرب، عن هذا المعرض وعن جزء من تجربته الفنية تحدث الفنان الإسباني جوان إيل إلى «اكتشف سورية».

لنعد إلى البدايات، بماذا يعرف الفنان جوان إيل الجمهور السوري عن نفسه؟'
عندما كنت صغيراً كان لدي نوازع متجهة دائماً نحو الفن، وبالفعل عندما صرت في سن الشباب كان أبي يعرض علي الأعمال المختلفة التي يمكن أن أختص بها وأحقق منها دخلاً ثابتاً ومعيشتي أيضاً، كان يعرض أن يساعدني في فتح مصنع أو أن أقوم ببعض الأعمال التجارية، لكني لم أحبذ أياً من هذه العروض التي كانت تقدم لي، إنما فضلت أن أقوم بشيءٍ ما لنفسي، في عمل يكون خاصاً بي ويتعرف الناس علي من خلاله، فكان أن توجهت إلى الفن.

تكلمت عن توجهك نحو الفن، بماذا تعلل هذا التوجه اليوم؟
ببساطة ربما أنا لا أصلح لفعل شيء آخر، أحياناً أفكر في هذا السؤال الذي طرحته وأصل إلى النتيجة التي قلتها، أنا أشعر أنني لا أصلح لفعل شيء آخر، ومن هنا أتى توجهي للفن لو أردنا تبسيط هذا التوجه دون تعقيد.

توجهت إلى فن التحريك أو التركيب وهو ما يعرف بمصطلح «أنستيليشن»، ما هو الدافع كي تذهب نحو هذا الفن الحديث نسبياً حتى في الغرب؟
هذا العمل في النهاية ينتمي إلى الفن والرسم، أي هو شكل من أشكال الفن التشكيلي، أذكر أني عندما كنت في بداية العشرينات من عمري، وفي تلك الفترة كنت قد بدأت ممارسة الرسم، ويومها رسمت مجموعة من الخيول، عندها شعرت أني أستطيع أن أنجز شيئاً ما في الفن، وبالفعل اتخذت هذا التوجه وأدركت فيما بعد أن الفن ليس دراسة فقط إنما هو حالة نمو لهذه الدراسة، وهو مرتبط بصيرورة عملية معينة لها علاقة بالبحث الجمالي، هذه القطع التي أنجزتها اليوم لها علاقة بالخيول لكنها مرت بمراحل عمل تحولت خلالها لأشياء تجريبية وتشكيلية حسب ما هو دارج ومتعارف عليه في الغرب، وفيها شيء من اتباع الموضة إذا صح التعبير.

أنت اليوم تقدم فناً غير متداول كثيراً في الأوساط السورية نظراً لحداثته، فما الذي تقوله عن هذا الفن؟
أعتقد أن هناك فنانين يعملون بالفعل في هذا الفن في سورية، لكن المشكلة أنه لم يصل إلى مرحلة الفن المكرس والمعروف من قبل الجمهور حتى الآن، وبالتأكيد هناك كثير من الأسباب التي تقف في وجه وضع هذا الفن بمكانه الصحيح بين الأنواع الفنية الأخرى، وإني أرى في فن التركيب هذا عملية بحث عن الذات، وهي عملية تحتاج إلى تركيز وجهد وبحث كبير للوصول إلى الهدف المنشود، وهو فن استطاع أن يحجز له مكاناً مهماً بين الفنون في الغرب على الرغم من حداثته.

ما هي المواد والتقنيات التي لجأت إلى استخدامها في إنجاز الأعمال المقدمة؟
لم أستخدم أي شيء معقد إنما أدواتي كانت دائماً كالعادة مواد بسيطة وتقنيات بسيطة، عمادها الأساسي هو كاميرا فيديو أقوم بعدها بعمليات التركيب والقص النهائي لما صورته حتى تخرج المادة الفنية بالشكل الذي أريده لها وتخدم غرضي.

لماذا توجهت إلى تقديم الخيول في معرضك هذا؟
قلت في البداية أني عندما بدأت الرسم رسمت مجموعة من الخيول، وهذا كان في العشرينات من عمري، اليوم عدت إلى نفس الموضوع لكني حاولت أن أقوم بعمليات معالجة أخرى له وتقديمه بلغة بصرية مختلفة فكانت هذه الأعمال.

ما الذي قدمه لك المعرض اليوم في سورية؟
على المستوى الشخصي استطعت أن أنسج شبكة من العلاقات مع عدد كبير من الفنانين السوريين، فتعرفت عليهم وتعرفت على أعمالهم وما قدموه بالذات في المجالات التشكيلية، كما أني استطعت أن أتعرف على الفنانين الذين يهتمون بنفس النوع الفني الذي أعمل عليه منذ مدة ألا وهو التحريك والتركيب، واستطعت أن أنقل شيئاً من التجربة الإسبانية مع هذا الفن الذي غدا فناً بارزاً وله دوره في الثقافة العامة الإسبانية.

عمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

الفنان الإسباني جوان إيل

الخيول تتحرك في خان أسعد باشا العظم

جانب من الحضور

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق