أنطونيو غالا للسوريين: أنتم أجداد الجميع

20 10

أحيا الشاعر الإسباني الكبير أنطونيو غالا أمسية شعريّة بعنوان «قصائد سورية»، بحضور الدكتورة نجاح العطار -نائب رئيس الجمهورية-، مساء أمس الاثنين 19 تشرين الأول 2009 في مكتبة الأسد.

ووصف الشاعر غالا قدومه إلى دمشق، في افتتاح الأمسية، بأنّه قدوم طفلٍ يتوق إلى معرفتها منذ أن عرف نفسه، وأضاف وفقاً لوكالة الأنباء سانا: «إنِّ من يحمل وردةً إلى دمشق كمن يحمل رملاً إلى الصحراء، لكن وردتي خاصة جداً. إنِّها وردة قرطبية، ولن أفعل شيئاً غير أنّني سأردّها إلى موردها».

وفي عواطف دفاقة عبّر عنها للشعب السوري قائلاً: «أنتم أجداد الجميع، فالمدن الأولى التي اجتمع فيها البشر لأول مرة موجودة هنا عندكم تتبارى على شرف العراقة. حماة التي قامت فيها منذ العصر الحجري الجديد وحده وحتّى العصور الوسطى 13 مدينة متتالية، وحلب التي خيّم فيها النبي إبراهيم على قمة التل الوحيد الذي زاد حجمه تراكم آثار الحضارات الأقدم، ودمشق، الحية كالحياة، أكثر رومية من روما، وأكثر كونية منها، وأكثر ديمومة وتقلباً وانسجاماً من أيّ مدينة على وجه الأرض، وأكثر امتلاءً بالحيوية الساطعة. دمشق المتحمسة، المستديمة، الباقية في الحياة التي لا تكلّ ولا تحد. المأمولة والمستقبلية». وعن الكتابة الأوغاريتية قال غالا واصفاً عظمتها: «من كلّ ما رأيت، وفوق كلّ ما رأيت، احتفظت بقطعة صلصال صغيرة كسبابتي، فيها وقفت متواضعاً أمام كتابتها الأوغاريتية العصيّة وتعدّد كتابتها المقطعية. فيها تكمن أبجدية العالم الأولى، وبالنسبة لشخصٍ تقتصر حياته على الكتابة لا توجد روعة أعظم». بعد ذلك ألقى الشاعر الإسباني عدداً من القصائد التي تصور إعجابه بحضارة سورية وتراثها وتدعو للفخر منها: «دمشق»، و«معلولا»، و«من قاسيون»، و«حلب»، «جبال قرطبة»، «الحمراء»، «الوادي الكبير في سان لوكار».

والجدير بالذكر أنّ الشاعر أنطونيو غالا من أهمّ الكتاب الإسبان. قد خصّ سورية بعدد من المقالات والقصائد ظهرت في ديوانه «قاسي القلب» بعنوان «قصائد سورية». خلال جولة للشاعر على المدن السورية، أثناء زيارة قام بها عام 1986، وقف غالا خاشعاً أمام آثار أوغاريت وقال معلقاً «إنِّني في حضرة التاريخ، في حضرة المدينة التي لولاها ما كنت أنا...إنّني مدينٌ لها بأنّني كاتب».

.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق