التجارة مع الشرق الأقصى والشروط السياسية لنموها

10 حزيران 2007


قوس النصر

تسير العلاقات التجارية سيراً حسناً بين آسيا الوسطى وشبه القارة الهندية والشرق الأقصى المنتج للحرير، وبين عالم البحر المتوسط عندما تكون هناك سلطة واحدة تسيطر على شواطئ هذا البحر وعلى منطلقات الطرق التي تتجه نحو الهند والصين من الشرق الأوسط. وهذا الوضع كان سائداً في أيام الإمبراطورية الفارسية الأخمينية.
ولم يتغير هذا الوضع بعد احتلال الإسكندر المقدوني للشرق بل على العكس؛ حيث أن اعتياد العالم اليوناني على الشرق شجّع الطلب على البضائع غير المتوفرة في الغرب. لكن تفكك إمبراطورية الإسكندر وقيام الإمبراطورية البارثية قلّل من العلاقات بين المتوسط وآسيا.

وإذا كانت الحرب بين السلوقيين والبارثيين قد حالت دون قيام الاتصالات، فإن دور تدمر والبتراء كان هاماً في تسهيلها. ورغم السلم الروماني فإن التوتر بين الرومان والبارثيين كان كثيراً ما يحدث، الأمر الذي جعل دور المنطقة والمنطقة النبطية على الخصوص يتعاظم. إن الزمن الذي بدأ فيه الأنباط بلعب هذا الدور قديم جداً ولا نستطيع تحديده. وبعد انتهاء دولة الأنباط استفادت تدمر استفادة تامة من وضعها الجغرافي على تخوم ولاية سورية الرومانية.

وفي تصورنا أنه حتى نهاية القرن الأول الميلادي حيث كانت منافسة البتراء وأنطاكية لتدمر قائمة فإنها واجهت المنافسة البحرية المصرية وأقامت اتصالاً بحرياً عن طريق ميسان في الخليج وكان هذا الطريق مرتبطاً بطريق القوافل.

وعندما اشتعلت الحرب بين الرومان والبارثيين في عهد الإمبراطور تراجان وبدأت التوترات والحروب التالية التي استمرت لعدة سنوات؛ حصلت تدمر على احتكار شبه كامل للطريق الجنوبية الشرقية الغربية، الأمر الذي تغير عند قيام السلالة الساسانية في بلاد فارس وسيطرتها على منطقة الخليج وانتقال طرق التجارة إلى الشمال. حيث استفادت سلوقية في بلاد الرافدين وأنطاكية في سورية من الوضع الجديد.


إدمون فريزولس

الحوليات الأثرية العربية السورية|المجلد الثاني والأربعون|1996

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق