حوار فاتح المدرس وأدونيس في صالة أتاسي

25 06

الحدس يرفض اللون والكلمة

يترقب المهتمون في سورية توقيع كتاب «حوار» وهو حوار فكري فني فلسفي وجودي جمع قطبين سوريين في الفكر والفن، والفن والفكر، هما فاتح المدرس الرسام (الفنان) الشاعر والقاص والمفكر والموسيقي، وأدونيس المفكر والشاعر والفنان والقامة السورية العالمية، ويعود الحوار لعام 1998 والذي تكشف عنه السيدة منى الأتاسي بكتاب بعيد عن البهرجة ومحتفظ بكل الجوهر. الكتاب جاء بـ 157 صفحة ولا بد وأن يشغل الوسط الثقافي كثيراً لما فيه من طروحات تستدعي التوقف عندها وإعادة التفكير فيها والإفادة منها، كتاب بين دفتيه حوار طويل إشكالي تحليلي ماتع، وهو من الأهمية بمكان، إذ لابد وأن يكسر الصمت.

تعود صالة أتاسي إلى دائرة الضوء بقوة، بعد ابتعادها عن العروض التشكيلية التقليدية، وهذا يعيدنا إلى عرضها الخاص والمميز (فنانون شعراء) السنة الماضية الذي كشف عن أدونيس فناناً يجترع خمائر التشكيل، ويجعل منها رقائم لعيون المتلقي.

كمتابعين لحركة التشكيل السورية لابد وأن نتساءل عن أسباب غياب صالة أتاسي عن العروض التشكيلية، وكان لا بد أن نتوجه للسيدة منى الأتاسي ورغم تقصدها الاقتصاد في الإجابة، تاركة لأصداء ما تقوم به الكلمة الفصل، إلا أنه لا بد من السؤال.

عودتنا صالة أتاسي على عروضها النوعية، ثم فجأة تتوقف الصالة عن العرض، هل تحدثنا السيدة منى عن الأسباب؟

لا أستطيع العمل برؤية الصالات التي ترى في العروض التشكيلية مشاريع عمل، هذا لا يتفق وطريقتي في التفكير، انا أعمل على تقديم العروض النوعية لأكثر من 15 سنة، والآن أنا أعمل على مشروع يأخذ صيغة أخرى تتجاوز مجرد صالة عرض لتصبح ما يشبه مركزاً للنشاطات الفكرية والثقافية المنوعة، فالمشاريع الثقافية ليس لها حدود، الفن ليس بالضرورة مجرد إقامة معارض، الفن لا يأتي إلا من خلفية ثقافية غنية، وهذا ما أحب أن أظهره.

عرضك القادم يتضمن توقيع كتاب هو حوار بين فاتح وأدونيس، ومعرض، وعرضاً لفيلم، هلاّ أخذنا منك فكرة أوسع عن هذا النشاط المميز؟

أحاول أن أشرك الناس معي، ليتعرفوا أكثر على هذه الشخصية الحية فاتح المدرس عبر هذا الحوار الثري والغني مع مفكر بقامة أدونيس، فالشخصيتان منارتان سوريتان بامتياز يعرضان آرائهما وأفكارهما بكل الحرية، هذا الكتاب يلقي إضاءة حقيقية على شخصية المدرس في الذكرى العاشرة على رحيله الجسدي، وله علينا حق التقدير الذي يستحقه، هذا الحوار ومساهمتي بنشره هو عربون محبة لشخص ينتمي ولوحته لتراب وإنسان هذا الوطن، وهذا أقل ما يمكن تقديمه احتفاء بهاتين الشخصيتين، المدرس ترك فراغاً حقيقياً، لكن لوحته ستبقى تمثل ذاكرة لوطن وإنسان. يرافق توقيع الكتاب الذي يوقعه أدونيس عرضاً لفيلم يتحدث عن رؤية المدرس في الفن وأشياء أخرى، ومعرضاً استعادياً لأعمال فاتح المدرس.

يبقى الشكر الحقيقي لكل من ساهم في هذا العمل: عمر أميرالاي، وأسامة اسبر، ومنذر خير، ولشكران الإمام المدرس. حسب ما جاء في الكتاب.


عمار حسن

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق