بتوقيع الباحث والمخرج فداء الغضبان صدور الديوان الضوئي للشاعر أدونيس

13 كانون الثاني 2011

أدونيس: سياسة الضوء

بالتعاون مع دار الصدى للنشر ومجلة دبي الثقافية صدر العمل الرقمي «أدونيس: سياسة الضوء» أو «الديوان الضوئي للشاعر أدونيس» بتوقيع الباحث المخرج فداء الغضبان، حيث نشرت المجلة مختارات من العمل بواسطة DVDمرفق مع عدد كانون الثاني 2011.

يطرح فداء الغضبان مفهوم «القصيدة الضوئية» كتوصيف فني لهذا الشكل الفيلمي، وهو مصطلح جديد يطلق لأول مرة في فضاء الإعلام الثقافي العربي .

القصيدة الضوئية هي حسب الباحث: «اقتراح بصري – سمعي لتلقي القصيدة مرئياً، بواسطة عين الكاميرا عبر البحث عن جماليات كامنة في النص الشعري، بالاعتماد على مجموعة قوانين نفسية – لونية، تستند إلى عدد من الاختبارات والروائز النفسية العالمية، بمشاركة الحضور الواقعي والمجازي للشاعر بالآن نفسه، فلا يغيب النص وراء هذا الاقتراح ولا ينتقص حضور النص من أهمية المفردات الجمالية البصرية المتكاملة، بين الإيحاء الدرامي الإشاري المفترض، مع الصياغة التعبيرية للمادة الفيلمية، وكل ذلك من خلال اقتراح معادل مرئي رمزي يُعبِّر أو يُلمح أو يوحي، أو يُشير لروح النص الشعري».

«أدونيس... سياسة الضوء» أو «الديوان الضوئي للشاعر أدونيس»، هو شكل فيلمي ينتمي للفضاءات التجريبية للفيديو آرت وعوالمه الجديدة، من خلال اعتماده اقتراحات فيلمية - تشكيلية، عبر صيغة جديدة ومبتكرة غير مسبوقة فيلمياً، وغير مسبوقة مع أي شاعر - عالمياً - حيث يمثل العمل الفيلمي بمجمله الجانب الميداني لبحث علمي يعدُّه الباحث المخرج الغضبان عن شعر أدونيس.


الغلاف الخارجي للقرص المدمج

يمزج الغضبان بين منجزي أدونيس (الشعر والتشكيل) أو مرسوماته الخطية التي أطلق عليها اسم «الرُّقيمات». كما يَعمد الغضبان في بنائه لقصيدته الضوئية وبالتالي الديوان الضوئي ككل، إلى مجموعة إجراءات نظرية وممارسات فيلمية – وهي ما يمكن أن تمثل جملة أنساق التصورات الإدراكية الخاصة بهذا العمل والتي تشكل بمجموعها «باراديغمparadigm » خاص بهذه التجربة. حيث يسعى الباحث-المخرج إلى تحويل الإيقاعات النفسية المختلفة للقصيدة إلى إيقاعات لونية مرئية دون أن تفقد القصيدة شيئا ًمن قيمها التعبيرية والإيحائية الدرامية، الرمزية والإشارية الشعرية، وهو ما ينسجم مع عنوان العمل «سياسة الضوء» مع التأكيد على حضور الشاعر الواقعي/المجازي داخل النص الفيلمي، وخارجه بالآن نفسه. بالتزامن مع اقتراح السيناريو البصري للقصيدة، دون أن يكون هذا السيناريو مجرد شرح لعوالم القصيدة النصية. واقتراح حركة كاميرا جديدة تسعى لعرض العمل التشكيلي (اللوحة: الرقيمة) وتوظيفه داخل مشهدية النص البصري بحيث تنسج الكاميرا مفردات العمل التشكيلي ومرسوماته الخطية بطريقة تخدم بنية تشكيل اللقطة التلفزيونية أو السينمائية وبتكاملية تعبيرية مع المشهد الفيلمي .

يتعامل الغضبان مع النص الشعري لأدونيس بوصفه «معلومة» ليقوم بتحويله إلى مجموعة إشارات دلالية ورمزية، ثم يعمد إلى اقتراح تجلياتها المرئية بأدوات (سمعية - بصرية) لتتحول المادة الفيلمية بعد ذلك إلى «نص معرفي ضوئي» يحتاج - مع تحوله ذاك- إلى طريقة تلـَّقٍ جديدة. فمن فيزياء اللون وقوانينه العلمية يتفاعل و يتحول مفهوم القصيدة الشعرية النصَّية إلى كيمياء جديدة، حيث يَعمَد فداء الغضبان إلى كتابة «قصيدته الضوئية» ولكن – هذه المرة - ليس بحبر القلم، بل بحبر الخيال، بالألوان و الظلال، وحركة الكاميرا، وحجم اللقطة ورسم الحركة والإشارة، والإيماءة الدَّالة بصرياً، وتشكيل الكادر، عبر تطبيق «قوانين لونية جديدة تستند إلى عدد من الاختبارات»، وهي مجموعة قوانين لونية تتعلق بالعمل الفني وقيمه الجمالية التي تخص الكادر المتحرك، وتطبق لأول مرة بهذه المنهجية العلمية.


الشاعر الكبير أدونيس والمخرج فداء الغضبان
أثناء العمل على القصيدة الضوئية

وتكتسب هذه التجربة «أدونيس: سياسة الضوء» التي يقدمها المخرج الباحث فداء الغضبان أهميتها كمنجز ثقافي مرئي، من خلال علاقة الأدب في تفاعله مع التقنية، وخصوصاً أنها تبني طروحاتها الجمالية بأدوات نقدية مرئية، وهذا ما يحدث لأول مرة في المنجز النقدي الشعري العربي، مع أشهر شعراء العربية في العصر الحديث .

كما أن هذه التجربة تُعدُّ - على مستوى آخر- محاولة إبداعية رائدة وغير مسبوقة في ميدانها الفيلمي، لأنها في الجانب التطبيقي تمثل المتحرك الإبداعي الشعري المرئي في تفاعله الخلاق مع ثورة الوسائط الرقمية الحديثة، في بحيرة الثبات المعلوماتي الثقافي السائد.

يذكر أن فداء الغضبان باحث وإعلامي سوري، يحمل شهادة الماجستير في اختصاص «سيكولوجيا الفنون» عن بحث بعنوان «الألوان بين المعنى النفسي والقيم الجمالية في العمل الفني» وهو صاحب أول دراسة علمية تعتمد منهج التحليل النفسي تطبق على فنان تشكيلي سوري بعنوان «إدراكات المائت: دراسة تحليلية نفسية جمالية في تحية أحمد معلا لسعد الله ونوس». الحائزة على جائزة المبدعين من الإمارات لعام 2001. كما أنه أنجز العديد من البرامج الثقافية إعداداً وإخراجاً في التلفزيون السوري أهمها فيما يتكامل مع هذه التجربة :
- «دمشقيات»، ديوان الشعر الدمشقي، أنطولوجيا مرئية تلفزيونية :إعداد وإخراج، التلفزيون السوري 2008، أُنجز لمناسبة احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008.
- «ضوء»، ذاكرة مرئية لأعلام الفن التشكيلي السوري، أنطولوجيا مرئية تلفزيونية: إعداد وإخراج، التلفزيون السوري، القسم الأول عام 2006 – 2007، والثاني عام 2009 .والبرنامج يمثل أشمل «ذاكرة مرئية تلفزيونية لأعلام الفن التشكيلي السوري» عبر تاريخه.
- «ضفاف»، الديوان المرئي لأعلام الشعر السوري: أنطولوجيا مرئية تلفزيونية، إعداد وإخراج، التلفزيون السوري 2008 – 2009 – 2010. والبرنامج يمثل أشمل «أنطولوجيا مرئية لأعلام الشعر السوري» عبر قرن كامل.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

ميدو:

شكرا على الكتاب الجديد وبالنسبة ل اللون فأنا أبحث منذ فترة عن هذا الكتاب لأنني أحب الحديث عن الألوان بشكل كبير وخاصة اللون الأخضر وأريد بعض المعلومات فهل من مكان أجد فيه طلبي مع أنني اطلعت على الكتاب لكنني أفضل المزيد منه

شكرا لكم

سوريا