المشاريع السياحية في سورية تدخل مرحلة استثمارية متقدمة

04 04

ثلاثمائة وستة وسبعون مشروعاً سياحياً قيد الإنشاء

شجعت القوانين الاستثمارية المرنة التي وفرتها الحكومة السورية أخيراً عدداً من الشركات العربية والأجنبية على الولوج إلى السوق السورية للاستثمار في القطاع السياحي ومن بينها مشروع «تلال الياسمين» و«ابن هاني» بقيمة ثلاثمائة وثمانين مليون دولار أميركي.
لقد وضعت الحكومة خطة تهدف إلى استقطاب عشرة ملايين سائح عام 2010 ورفع عدد الأسرة الفندقية إلى خمسة وسبعين ألف سرير وعائدات تصل إلى خمسة مليارات دولار.
تأتي هذه الخطة في إطار سعي الحكومة إلى جعل السياحة الرافد الرئيسي للاقتصاد الوطني، خصوصاً بعد مؤشرات على تراجع إنتاج البلاد من النفط في السنوات الأخيرة.
من بين المشاريع السياحية الجديدة مشروع «تلال الياسمين» الذي أطلقته شركة «بالميرا للتطوير العقاري» السورية الإماراتية في منطقة «يعفور» قرب دمشق بكلفة تصل إلى ثلاثين مليون دولار، والمشروع عبارة عن منتجع سياحي من فئة أربعة نجوم ويضم ما يقارب مائة وثمانين فيلّا بمساحات مختلفة ومجموعة فنادق تحوي أربعمائة وخمسين سريراً وأربعمائة وخمسين كرسي أطعام.
اعتبر رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري المشروع «ثمرة من ثمار عملية التطوير السياحي في سورية»، وقال بعد تدشينه المشروع إن «وجه سورية سيتغير حتى عام 2010 نتيجة الاستثمارات السياحية الكبيرة التي تشهدها حالياً والتي بدأ بعضها يعطي الثمار من خلال دخولها في الاستثمار»، لافتاً إلى الإقبال الكبير من قبل المستثمرين العرب والأجانب في السنوات الثلاث الأخيرة للاستثمار السياحي في سورية.
قال لنا المدير التنفيذي للمشروع رجل الأعمال السوري فراس طلاس «المشروع يستهدف في الدرجة الأولى جيل الشباب من ذوي الدخل العالي والذين ينشدون الراحة والأمان خارج مدينة دمشق». وتوقع أن ينجَز المشروع الذي يقع على مائتين وخمسين دُنُماً ويضم خدمات جديدة ومتكاملة وراقية في عامين.
تشير الأرقام إلى أن التطوير السياحي في سورية يتطلب استثمارات بقيمة خمسة عشر مليار دولار حتى عام 2012.
كانت شركة «الديار» القطرية أطلقت مشروع «ابن هاني» السياحي شمال مدينة اللاذقية على الساحل السوري بكلفة تصل إلى ثلاثمائة وخمسين مليون دولار، وهو عبارة عن منتجع سياحي من فئة خمسة نجوم، ويضم فندقين يحوي كل منهما أكثر من مائتي غرفة، إضافة إلى شاليهات وشقق فندقية ذوات ألف وأربعمائة سرير ومطاعم وأسواق تجارية ومدينة ألعاب وصالات للسباحة والاستجمام وستين فيلّا شاطئية. ويقع المشروع على مساحة مائتين وخمسة وستين دُنُماً، وتقدر مدة تنفيذه بخمس سنوات واستثماره بتسعة وتسعين عاماً متضمنة مدة التنفيذ.
أكد رئيس مجلس إدارة الشركة المملوكة بالكامل من قبل الحكومة القطرية ناصر الأنصاري على أن «المشروع سيكون متكاملاً ووفقاً لأعلى مستويات الضيافة والرفاهية التي تجذب فئة المستثمرين والسياح من المستويات العالية»، وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في دمشق: «سيحقق المنتجع نقلة نوعية على مستوى المنتج السياحي السوري من خلال الخدمات السياحية التي سيقدمها وفرص العمل التي سيؤمنها».
أكد الرئيس التنفيذي للشركة غانم آل سعد على أن «الديار» القطرية ستساهم في خلق فرص عمل وإعادة تطوير السياحة التي كانت من أعمدة الاقتصاد السوري لعقود، وعبر عن أمله في أن يساهم المشروع والمشاريع الأخرى التي تنوي الشركة إقامتها مثل بناء ميناء حديث وقرية مخصصة للصيد في دعم الحياة الاقتصادية في محافظة اللاذقية. ويذكر أن «الديار» القطرية تنفذ حالياً بالشراكة مع محافظة العاصمة دمشق مشروع «ديار دمشق» وهو عبارة عن مجمع سكني تجاري راق.
أضاف الأنصاري: «سيساهم المشروع في مسيرة الازدهار والعمران وإعادة تجديد مدينة دمشق وبزوغها على الصعيد الدولي بوصفها وجهة أولى للمسافرين العالميين». وتوقع أن يزداد حجم الاستثمار القطري في سورية في السنوات المقبلة ليصل إلى اثني عشر مليار دولار.
تشير أرقام وزارة السياحة السورية إلى أن عدد المشاريع السياحية قيد الإنشاء وصل إلى ثلاثمائة وستة وسبعين مشروعاً وأن حجم الاستثمارات بلغ العام الماضي ما يقارب واحداً وستين مليار ليرة سورية، وأن خمسة وخمسين في المائة من قيمة الاستثمارات السياحية حالياً يعود إلى مستثمرين خليجيين وسبعة وثلاثين في المائة إلى مستثمرين سوريين وثمانية في المائة إلى مستثمرين أجانب. ويسمح القانون السوري للعربي بتملّك عقارات في المناطق السياحية ومناطق الاصطياف.

الحياة

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق