موسيقى الباروك الايطالية في كنيسة الزيتون

11 12

موسيقى الحجرة الايطالية المؤلفة في النصف الأول من القرن الثامن عشر

برعاية من السفارة الايطالية والمركز الثقافي بدمشق، وبحضور قداسة البطريرك أغناطيوس الثالث لحام -بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك-، أقيم يوم الجمعة 5 كانون الأول 2008 حفلاً موسيقياً في كنيسة الزيتون بباب شرقي، أحيته «مجموعة روما لموسيقى الباروك» بقيادة المايسترو لورينسو توتسي.
الحفل الذي حضره قرابة الأربعمائة شخص، تضمن مجموعة من مقطوعات موسيقى الحجرة الايطالية المؤلفة في النصف الأول من القرن الثامن عشر، حيث احتوت على مقطوعتين لآلة التشيللو والباص المستمر، حيث أدت آلة الكلافيسان دور الباص المستمر، المقطوعة الأولى من تأليف جوسيبي تارتيني (1692 - 1770)، وكانت عبارة عن لحن مع تنويعات مقتبس من عمله «Arte Dell Arco»، أما مقطوعة التشيللو الثانية «سيمفونيا سلم فا ماجور» فكانت من تأليف جيوفاني باتيستا بيرغوليزي (1710 - 1736)، المؤلف الذي حقق رغم حباته القصيرة شهرةً عظيمة، واعتُبر بسبب أعماله الغنائية أحد أبرز أعمدة عصر الباروك.
موسيقى الباروك الايطالية في كنيسة الزيتونلم يكن للتشيللو وحده حصّتان في ذلك المساء، فقد احتوى البرنامج على مقطوعتين أيضاً لآلة الريكوردر برفقة الباص المستمر، حيث أدى كل من التشيللو والكلافيسان دور الباص المستمر، المقطوعة الاولى «سوناتا سلم صول مينور» من تأليف بنديتو مارشيلو (1686 - 1739)، والثانية «سوناتا من سلم لا مينور» لفرانشيسكو مانشيني (1672 - 1737).
لقد لعبت ايطاليا دوراً بالغ الأهمية في الموسيقى، حيث تميّزت المؤلفات الايطالية بالغنائية التي صبغت جميع أعمال مؤلفي الباروك الذين كان على رأسهم انطونيو فيفالدي (1648 - 1741)، لم يترك فيفالدي قالباً موسيقياً إلا وكتب به، فخلف إرثاً موسيقياً هائلاً من اوبرات، وقداسات، وموسيقى حجرة.
قدّمت «مجموعة روما لموسيقى الباروك» إحدى مؤلفاته الجميلة كانتاتا «Allombra Di Sospetto» وهي كانتاتا مكتوبة لصوت نسائي سوبرانو، وريكوردر وباص مستمرّ «تشيللو - كلافيسان».
أدّت المجموعة «كانتاتا فيفالدي» هذه بتناغم ظهر واضحاً أيضاً، من خلال تأديتها لكنتاتا أخرى من تأليف إليساندرو سكارلاتي (1660 - 1725)، قُدّمت في نهاية الحفل وكانت بعنوان «Ardo, e’ ver, per te d’amore». تحدّث العملان «كانتاتا فيفالدي وكانتاتا سكارلاتي» من خلال صوت السوبرانو عن معاناة الرعاة العاشقين في مناجاتهم لحبيباتهم.
«اكتشف سورية» التقى قائد المجموعة المايسترو توتسي الذي تحدث قائلاً: «تتألف مجموعتنا من عازفين على آلات مختلفة، ونحن نقوم بالعزف على نفس الآلات التي استخدمت في عصر الباروك، ولقد جئنا اليوم إلى سورية بأربعة عازفين فقط، لأنّ برنامج الحفل لا يتطلب أكثر من ذلك».
وعندما سألناه عن عدم احتواء برنامج الحفل سوى على أعمال لمؤلفين إيطاليين من عصر الباروك، أجاب «تختصّ مجموعتنا بتأدية أعمال لمؤلفين إيطاليين من عصر الباروك، وأعمال لمؤلفين كتبوا بأسلوب أو طريقة إيطاليّة في أعمالهم».
ثم سألنا عن السبب الذي حدا بعازف الكلافيسان إلى استخدام آلة كيبورد «أورغ كهربائيّ»، مع العلم أنّه يوجد في المعهد العالي للموسيقى عدّة آلات كلافيسان، وعن سبب عدم إقامة المجموعة لورشة عمل في موسيقى الباروك مع طلاب المعهد العالي للموسيقى، فأجاب باستغراب «إنّنا لم نكن نعلم بوجود آلات كلافيسان في سورية، وذلك بسبب عدم تنسيق السفارة الإيطاليّة مع إدارة المعهد العالي للموسيقى»، وتابع حديثه معلّلاً ذلك بالوقت الضيّق الذي أعاقهم عن إقامة مثل هذه الورشة، ولكّنه أبدى استعداده لمثل هذا الأمر في زيارات قادمة، كونه أحبّ دمشق كثيراً مثلما أحبّ أيضاً طبيعة الصّوت الجميل الصّادر عن كنيسة الزيتون.


مالك كورية

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق