بانوراما شاملة وغنية تمزج التاريخي بالمعاصر 08/تشرين الثاني/2008
احتلت تظاهرة سوق الفيلم الدولي هذا العام في مهرجان دمشق السينمائي حيزاً مهماً، سواء في متابعة الجمهور لها أو على صعيد اختيار الأفلام المشاركة لهذا العام.
ما يميز هذه الأفلام هو التنوع الذي تسعى إلى تحقيقه من خلال التوازن بين الخيالي المشوق والروائي التاريخي وبين دراما المجتمع التي تطرح قضايا ملامسة للحياة اليومية، وكانت هناك أفلام نقلت روايات تاريخية وأساطير من خلال الكاميرا المحترفة والإخراج المنطقي إلى فيلم كان من أولويات متابعة الجمهور في مهرجان دمشق السينمائي.
ومن هذه الأفلام، كان فيلم «الدوقة» وهو إنتاج مشترك (فرنسي-إيطالي-إنكليزي)، عمل فيه المخرج «سول ديب» على عرض عدة أفكار ضمن إطار واحد تطرق إلى الحب والتقاليد التي تحكم مجتمعاً كاملاً، وتناول قضايا مهمة تحدث، تعتبر من سمات المجتمع الذي دارت أحداث الفيلم من خلاله، مثل الزواج المبكر، وتدخل المخرج في خصوصية العلاقات الزوجية بهدف شرح الفروقات بين الحب بين زوجين والحب بين عاشقين، حيث عمل على رسم صورة جديدة للمرأة بالمقارنة بين علاقاتها الاجتماعية المطلوبة منها، وأولوياتها في تربية الأولاد ورعاية المنزل، ومن ثم عاد للتأكيد على مكانتها من الهموم السياسية والاقتصادية، من خلال مشاهد اعتمدت التصوير الخارجي أساساً لمزجه كعامل مساعد في العرض، كل ذلك جاء في إطار لقّب بالتاريخي الروائي وحمل كماً من التشويق السينمائي أرضى نوعية معينة من المشاهدين .
في حين شارك فيلم تشويق ومغامرة من الدرجة الأولى في هذه التظاهرة بعنوان «المطلوب» للمخرج تيمور بكمامبيتوف، وركز على الصورة المتحركة والمؤثرات الصوتية وتخصص في واقع مخالف لما سبق، حياة قلما يعيشها شخص عادي، اقتحم فيها عالم الجريمة والغدر والخطط الإرهابية ليكشف نوعاً آخر من القيم تسود منطقة مظلمة من مجتمعات وثقافات يمكن أن توجد في أي زمان ومكان .
يبقى لهذه التظاهرة مع توافر المقومات السابقة في أفلامها واحتشاد كمٍّ من النجوم في مشاهدها واقتراب موضوعاتها من طريقة تفكير الجمهور .
|