السينما حاليا تحاول أن تكون أكثر قُرباً من الناس 11/تشرين الثاني/2008
 عبَّرت الممثلة الفرنسية المعروفة كاترين دونوف عن اعجابها بسورية وقالت: «إنها بلدٌ رائع لم تعط أسرارها بشكل كامل، وتاريخها طويل وقديم، وحلمي أن آتي لسورية شهراً كاملاً كل سنة».
وأضافت دونوف في مؤتمرٍ صحفي عقدته في فندق الشام يوم الثلاثاء 11 تشرين الأول 2008، في إطار فعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي، «إنّ سعادتي كبيرة بزيارة حلب وتدمر للمرة الثانية، وهذا دليل محبتي لسورية، ولكن للأسف في كلِّ مرّةٍ تكون زيارتي قصيرة»، مؤكدة إنها ستعود حتماً لمدة 3 اسابيع على الأقل كسائحة.
وأوضحت أنّ مهرجان دمشق يشكل مناسبة لرؤية سينما غير السينما الأميركية التي تحاول السيطرة على السوق السينمائية في العالم، وأشارت إلى أنّ مشكلة السينما في سورية تكمن في التوزيع قبل الإنتاج، ومع أنّ الأفلام السورية قليلة إلا إنها أفضل من تقليد الأفلام الأميركية والغرق في التقليد والخضوع للمؤثرات.
وقالت الممثلة الفرنسية: «إنّ السينما حاليا تحاول أن تكون أكثر قُرباً من الناس، إذ أنها مرآة المجتمع، لذلك نستطيع معرفة تطور مجتمع ما من خلال مشاهدة أفلامه ومدى تطورها»، وأوضحت دونوف إنها مثلت أفلاماً قليلة في هوليوود، لان ما عرض عليها في أوروبا كان أكثر ملاءمة لها، عدا إنّ موضوعات السينما الأوروبية تناسبها أكثر من الأميركية، مؤكدة أنّ الفيلم الأوروبي أكثر واقعية من الفيلم الأميركي الذي يعتمد على الأكشن وتقنيات بديلة من الموضوع.
وأشارت دونوف إلى أنّ التجربة الشخصية للممثل مهمة جداً في اختيار الأفلام التي تحاكي الواقع وتعبر عن مشاعره وتوجهاته، وعليه التكيف مع الوسائل الحديثة لمجابهة الكاميرا، لان مهنة الممثل تبقى حرفة.
وفيما يتعلق بالرسالة التي يمكن للسينما أن تقدمها قالت إنها تؤمن بمقدرة السينما على نشر رسالة المحبة والسلام، إذ إنها تساعد على معرفة الآخر وفتح الآفاق معه وتقبل الاختلاف فيه.
وأضافت دونوف إنها إنسانة عادية جداً، ولم تعتبر نفسها يوماً أيقونة، والشيء الذي ميزها إنها كانت مضغوطة ومتأثرة بما شاهدته في بداية حياتها عند نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث مشاهد الدمار والحروب، مشيرة إلى أنها لا تهتم بالأدوار بقدر اهتمامها بالعمل مع المخرجين وخياراتها كانت ومازالت مفتوحة لأداء أي دورٍ، فقد مثلت أدواراً لم تتخيلها في مسيرة امتدت نحو 40 سنة، مؤكدة أنها كانت ستقبل بالعمل مع مخرجين عرب لو عرضوا عليها ذلك والباب مازال مفتوحاً.
وعن فيلم «أريد أن أرى» قالت: «انه فيلمٌ وثائقي طويل تلعب فيه دور نجمة فرنسية تزور لبنان خلال عدوان تموز 2006، حيث تقوم برحلة إلى لبنان فتشاهد الدمار في بيروت وصولاً إلى الجنوب».
يُذكر أنّ دونوف المولودة عام 1943 تنحدر من أسرة ممثلين، وكانت مشاركتها السينمائية الأولى في فيلم «بنات المدارس» وهي لا تزال في المرحلة الثانوية.
ويُعد فيلم «مظلات شربور» الذي لعبت فيه دور البطولة من أهم أفلامها، وفازت عنه بالسعفة الذهبية في مهرجان «كان»، ثم تتالت نجاحاتها في أفلام كثيرة مثل «نفور»، و«حسناء النهار»، و«صفارة الميسيسبي»، و«المترو الأخير» الذي نالت عن دورها فيه جائزة سيزار .
وبهذه المسيرة الحافلة نالت دونوف شهرة عالمية وانخرطت فنياً عبر عملها مع المواهب الأكثر فرادة في السينما الفرنسية، فرُشّحت للأوسكار أكثر من مرّة، وكُرِّمت في مهرجان «كان»، وما ميزها أنها مثلت مع الكثير من المخرجين الشباب الذين أصبحوا كباراً فيما بعد.
|