الدراماتورجيا في ندوة فكرية لمهرجان دمشق المسرحي

15 12

هل رهنية مسرحنا العربي تستدعي أن يكونَ لدينا الدراماتورج؟

عُقدت في فندق الشام يوم الأحد 14 كانون الأول الندوة الفكرية الرئيسية لمهرجان دمشق الرابع عشر للفنون المسرحية تحت عنوان «الدراماتورجيا المسرحية»، بحضورِ باحثين من مُختلف الدول العربية وفرنسا وألمانيا.
وسيُناقش المسرحيون على مدى ثلاثة أيامٍ تطور مفهوم الدراماتورجيا وعلاقته بتطور أشكال المسرح الراهن، في سياقِ تبدُل البنى الثقافية ووسائل الإعلام.
وتتناول الندوة محاورَ عدَّة حول ظهور مفهوم الدراماتورجيا في المسرح الأوروبي، وتطور تطبيقاته، وتنوع وظيفة الدراماتورج، وعلاقته بالكتابة المسرحية والترجمة للمسرح، وكذلك علاقته بالنقد المسرحي، والسينوغرافيا، والإخراج، وموقع الدراماتورجيا في المناهج التعليمية في المعاهد المسرحية. وترأسَ الجلسة الأولى المسرحي العراقي يوسف العاني، وشاركَ فيها الدكتور نبيل الحفار، والدكتورة ماري الياس، والدكتور جواد الاسدي، وجيرار استور من فرنسا.
وقدم الدكتور نبيل الحفار عرضاً معمقاً لظهور الدراماتورج في أوروبا وصولاً إلى يومنا هذا، وتحدث عن دوره وموقعه في المسرح الأوروبي، بينما قدمت الدكتورة ماري الياس مداخلةً في الإطار نفسه وأبرزت دور الدارماتورج وأهميته في بناء العمل المسرحي، كما حاولت تحديد مفهوم مصطلح الدراماتورجيا ورأت أنَّه نوعٌ منَ الإعداد المسرحي، كما دعت إلى التمييز بين الدراماتورغ والدراماتورجيا أي بينَ مهنةٍ أو حرفةٍ وبين أسلوب ومنهج التحليل، كما أنَّها ترى أنَّه قبل أنّ يبدأ العمل التأويلي للمخرج لابد أنّ يسبقهُ عملٌ تحليلي للدراماتورغ.
جيرار استور تحدثَ عن علاقةِ المسرح بالمجتمع وكيف أنَّ المسرح يأخذُ بنيتهُ من بنيةِ المجتمع ويبني شعريته انطلاقاً من شعرية وبلاغة المجتمع، فمنذُ العهدُ الإغريقي والمسرح يبني علاقة مع المدينة، كما أنَّ المدينة تأخذُ عناصرَ فِكرها وجمالها من المسرح. من جهتهِ قالَ الدكتور يونس الوليدي: «إنَّه ليس من الضروري إيجادُ تعريفٍ واحد ومتفق عليه لمصطلح الدراماتورج، فثراءُ المسرح يكمنُ في تعدد واختلاف مفاهيمه كما أنَّ الدراماتورج وظيفته أنّ يكونَ رهنُ إشارةِ المخرجين، والسينوغرافيين، والممثل، حيثُ يقدمَ لهمٌ توثيقاً تاريخياً وفكرياً وجمالياص للنص الدرامي، ويقترح عليهم مجموعة من القراءات والتأويلات فيصبحُ بإمكانِ فريق العمل الفني أنّ يختار أحد التوجهات المقترحة.
وتحدثَ الوليدي عن تجربته الخاصة وقال: «إنَّ أغلبَ المخرجين العرب منذُ عقودٍ قد مارسوا الدراماتورجيا دونَ أن يكونوا على وعيٍ به»، وتحدثَ عن تجارب غربية أعاد من خلالها أصحابها قراءةَ نصوصِ شكبير وتولستوي لكن برؤى وتصورات جديدة، حيثُ اعتبر هذا الأمر نوعاً من الدراماتورجيا. ودعا عبد الحليم المسعودي إلى التنبه إلى السياق التاريخي والإيديولوجي الذي ظهر فيه مصطلح الدراماتورج، وبذلكَ يبقى السؤال المهم: هل رهنية مسرحنا العربي تستدعي أن يكونَ لدينا الدراماتورج؟ وما الجديد الذي يمكن أن يحمله إلى المسرح العربي؟.


سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق