حمود شنتوت في آرت هاوس: أُقدم رؤية جديدة
الفنان في تغير دائم أمام كل جديد في هذه الحياة

25/تشرين الثاني/2008

افتتح الفنان حمود شنتوت معرضه الفردي الثلاثين مساء السبت 22 تشرين الثاني 2008 في صالة آرت هاوس للفنون التشكيلية، ويُقدِّم الفنان في هذا المعرض حوالي خمسين لوحةً تشكيلية بمختلف القياسات عبر ألوان، وتقنيات مختلفة، وخامات تنوعت بين الورق، والقماش، وغيرها.
حول رؤيته لهذا المعرض، يقول شنتوت: «أحاول في كلِّ معرض تقديم رؤية جديدة، لأننا نحن الفنانين في حالة تغير دائم، وليس من المفروض الوقوف أمام تقنية أو موضوع معين لمعالجته، ولأن الحياة تحمل دائماً ما هو جديد له انعكاسه بالتأكيد على العمل الفني».
تحمل لوحات شنتوت في معرضه الفردي هذا عدداً من المواضيع ذات العلاقة الوطيدة بالحياة، وهي لم تخفِ تأثره بالشاعر الراحل محمود درويش، كما صرح لـ«اكتشف سورية»، وبحالة الحب بين المرأة والرجل وكيفية نظر الفنان إليها على أنها حالة إنسانية راقية جداً. حمود شنتوت في آرت هاوسكما عرَّج في بعض لوحاته على البيوت القديمة، والجدار العتيق، والشجرة، والإنسان الأم، والفنان، إلى جانب مواضيع الرقص ليجسِّد بذلك راقصي التانغو ورقصة البجع، وكان لمواضيع ألف ليلة وليلة في هذا المعرض حصة تحت عنوان «الحلم». كما قدَّم الفنان عدداً من اللوحات الصغيرة على أنها بمثابة دراسات للوحات الكبيرة الموجودة في هذا المعرض، ولم يغفل موضوع «الطبيعة الصامتة» التي صنّفها من بين المواضيع الأولية التي عمل على معالجتها منذ بدايات مسيرته في الفن التشكيلي.
وحول أسلوب استعماله للألوان في هذه اللوحات، كشف شنتوت أنّ اللون هو الأداة الوحيدة التي يمكن للفنان من خلالها التعبير عن أحاسيسه، مُشبّهاً الفن بحروف الأبجدية التي يأخذها الشاعر ليُشكِّل منها قصيدته الجميلة، وأضاف قائلاً «يمتلك الفنان الألوان الحارة والباردة بإيقاعاتها، وكذلك الخط والضوء وجميعها ملكٌ له وتحت تصرف فنه». وأردف في حديثه عن قضية الموضوع الكامن في لوحة الفن التشكيلي، مبيناً أنّ دور الفنان الرئيسي يأتي في إلباس هذا الموضوع الثوب الخاص به، على اختلاف أنواعه من طبيعة صامتة أومنظر طبيعي أو حتى أشخاص، ليقوم كل فنان بمعالجة هذا الموضوع كلٌّ حسب رؤيته وتقنيته الخاصة ليعكس كل حياته داخل هذا العمل.
حمود شنتوت في آرت هاوسوعن جوانب تأثره بالشاعر محمود درويش قال: «عندما أقرأ محمود درويش أحلّق في عوالم جديدة، وهو ما له علاقة قوية بالرؤية البصرية للفنان التشكيلي»، وأضاف «إنّ قراءة محمود درويش تحرّضني على العمل والفن، وعلى الحياة، وتوصلني أشعارُه إلى مواضيع جديدة، وهذا ما يدفعني إلى صنع لوحةٍ كاملة من بيتٍ شعري واحد له وهو "تطرز أسماء خيل العرب من الجاهلية حتى القيامة أوبعدها بخيوط الذهب"».
وفي تصريح لـ«اكتشف سورية» قال الفنان مصطفى علي في هذا المعرض: «إنّ حمود شنتوت من أصحاب التجربة، ونشهد له بجهوده وحيويته التي ظهرت عليه منذ أيام الدراسة الجامعية، لتتعمق تجربته مع الزمن حتى وصلت إلى هذا المستوى من النجاح». وفي قراءة للوحات المعرض، بيَّن مصطفى علي رؤيته عن اشتغال شنتوت على الخيال والإلهام من عالم ماورائي وخيالي استخدم فيه اللون الأزرق والذهبي، ومعالجته للسطح بتقنيات خشنة وناعمة في الوقت ذاته، واعتماده في عمله على التشخيص والجو الروحاني والحس الملحمي والشاعرية.


حسان هاشم
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك