فائقة الحسن في آرت هاوس: نحن محكومون بدوائر الأمل
2010/07/02
أناس يتساقطون من فوق، من رحم الأرض أو من البيوت والمدن، ثم يتقاطرون ليكونوا جسوراً وخنادقَ وصفوفاً طويلة كخطوط وحواجز! بشر محكومون بالتناسل من دوائر أو أنصاف دوائر، أو خارجون منها وعليها إلى فراغ بلون ما! محكومون بالكثير من العادات والتقاليد أو الأحلام. تضيق أو تتسع الدوائر، لكن لا مفر من الأمل. «دوائر الأمل» هو عنوان معرض فائقة الحسن الذي اُفتتح مساء السبت 6 شباط 2010 في غاليري آرت هاوس، بحضور عبد الرحمن مبارك السليطي -سعادة سفير البحرين في سورية- والعديد من الفنانين والإعلاميين والمهتمين. وقد ضم المعرض 23 لوحة من الحجوم المتوسطة والكبيرة.
وللتعرف أكثر إلى الفنانة ومعرضها، التقى «اكتشف سورية» بفائقة الحسن وكان هذا الحوار:
أعمالك السابقة في الأساس تصوِّر المرأة والناس والبيوت والعلاقات الإنسانية، في صياغات تقابل ما بين المكان والإنسان. نجد الآن أن لجج البشر هي ما يتحرك أكثر في أعمالك. كيف نفهم هذه النقلة؟
الفنان لا يحدد متى ينتقل من حالة إلى حالة، لأنه في الأساس يتبع أحاسيسه. وعندما يشعر أن هناك فكرة قد وُلدت، يبدأ بتنفيذها وإخراجها إلى اللوحة ممزوجة بمجموع ثقافته وخبراته، يتأثر الفنان كباقي الناس بالمتغيرات المحيطة به أكان في الدائرة القريبة أو الدائرة البعيدة، والعالم كله يصبح بمعنى ما دائرة، والفنان يستطيع أكثر من غيره التقاط هذه المتغيرات، وكما ترى فالعالم يشهد الكثير من المتغيرات، أكانت على صعيد التغيرات المناخية وأثرها، أو الآثار التي يخلفها الإنسان على المكان وعلى أخيه الإنسان. تنتقل هذه المؤثرات لتصيب العلاقات الإنسانية، ولا بد أن تترك أثرها على السلوك الفردي، ولا بد أن يظهر هذا في اللوحة عند الفنان.
الأرض هي ملاذ الإنسان ورحمه، وأنت تصورين هذه العلاقة. ماذا تريدين أن تقولي هنا؟
لم يخرج هذا الكم الهائل من البشر في لوحاتي إلا من هذا الرحم، ومع ذلك يعود إليه في أحيان كثيرة مقهوراً بسبب الكثير من الأحداث والكوارث. إن الأرض تعطي بسخاء وتأخذ بألم، وفي هذه العلاقة ما بين عطاء الأرض وأخذها ثمة أكثر من دور للإنسان، وفي أحيان كثيرة يكون سلبياً. بلغة تشكيلية، أريد أن اطرح جدلية هذه العلاقة.
الناس في حراك محموم حول الدائرة أو فيها. كيف نفهم هذه الدائرة؟
الدائرة في تصوري قد تكون القوانين التي تفرض على الفرد من قبل المجتمع، أو التي تفرض كونياً على الإنسان، ثمة دوائر نتحرك فيها أو نخرج منها إلى دوائر أكبر وقد يكون إلى دوائر أصغر، الدائرة هنا تتعلق بجدلية أخرى، بمدى الإمكانية للتوافق معها أو الخروج عليها.
ماذا تقول تلك الدوائر وأنصاف الدوائر وحشود الناس الملونة؟
أكانت الدوائر أو أنصاف الدوائر ملونة أو غير ملونة، فهي تعني بالنسبة إلى الإنسان على الدوام البحث عن المخرج، فالدائرة قد لا تكون محكمة الإغلاق، حتى ولو كانت دائرة كاملة بحيث يستطيع الإنسان إيجاد المخرج منها، وقد تكون نصف دائرة ولكنها محكمة الإغلاق بحيث لا يستطيع الإنسان أن يجد المخرج.
إذا نظرنا إليك من ذات المفهوم، هل تستطيعين الخروج من دائرتك؟ وكفنانة هل استطعت الخروج من دائرتك التشكيلية لتقدمي شيئاً جديداً؟
لا أعتقد أني أستطيع الخروج من دائرتي بمفردي! لكني أستطيع أن أفعل هذا في اللوحة، فأنا أرسم ما أريده وليس ما يريدونه، دائرتي التشكيلية متسعة كثيراً وقد تكون بلا حدود.
ودائرتك الاجتماعية؟
لا أنا في الدائرة.
الشخوص الملونة في لوحاتك تتكرر بنمطية في أكثر من لوحة. ألا تعتقدين أن هذا التكرار ليس في صالح اللوحة؟
في شخوص لوحاتي، ورغم أن حالة الوقوف هي المسيطرة، إلا أن الحركة في التفاصيل، وهي مختلفة وكل منها يقول شيئاً مختلفاً.
أنت ترصدين حالات مختلفة يتعرض إليها الإنسان، مع ذلك لم أشهد حالات انكسار أو سقوط أو جثو وغيرها من الحالات التعبيرية عن الألم أو الفجيعة. لماذا؟
لا أعرف! لكني كما قلتُ لك، أرسم ما أشعر به، وما أشعر به وأريده في لوحاتي لهذه الشخوص أن تكون متأهبة للحركة والتقدم والاستمرار. لا أفكر في السقوط والتفجع، فعنوان معرضي هو «دوائر الأمل»، ونحن محكومون بهذا الانتظار والأمل.
.
عمار حسن
اكتشف سورية
الفنان التشكيلي لطفي الرمحين يتأمل أحد أعمال الفنانة فائقة الحسن في معرضها |
الفنانة صفاء الست من زوار المعرض |
من اليمين: الفنانة فائقة الحسن، الفنان حمود شنتوت، الفنانة عروبة ديب، الفنان لطفي الرمحين |