شخصية استثنائية في الحياة الثقافية في مضمار القصة القصيرة 06/تشرين الأول/2008
ضمن سلسلة أعلام الثقافة السورية التي تصدرها احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية صدر كتاب أعده القاص د.أحمد جاسم الحسين تحت عنوان «سعيد حورانية: خبز الواقعية المر»، حيث يرصد شخصية ثقافية استثنائية في الحياة الثقافية السورية في مضمار القصة القصيرة. صوّر سعيد حورانية في كتابته القصصية بوعي المبدع مسألة كون القصة «رؤيا شعرية مكثفة للناس والأشياء ضمن حركية المجتمع نحو مجاوزة شروط التاريخ الباهظة على الوجود الإنساني لتصبح الحياة ذات قيمة أكثر جمالياً ومعرفياً».
يبدأ د. الحسين سؤاله عن الطريقة التي استطاع بها سعيد حورانية بوصفه صاحب ثلاث مجموعات قصصية، أن يبقى فاعلاً في حركة القصة السورية نحو نصف قرن؟ حيث أنجز سعيد حورانية «وفي الناس المسرة» 1954، وأتبعها بـ«شتاء قاس آخر» 1962، ثم جاءت مجموعته «سنتان وتحترق الغابة» 1964، وقد قاربت قصصه رؤى شعرية استطاع أن يدمج من خلالها المشكلات الاجتماعية والوطنية باعتبارها قضايا مؤرقة في سبيلها إلى تحقيق معاني الخلاص في التجربة البشرية الأشمل، وعضّد رؤاه الشعرية بالتناص والاستعارية اندغاماً في شمولية الرؤيا وسعياً لتشرب المنظور القصصي والأسلوبية مسؤولية الكاتب والتزامه بالمنظومة القيمية المنشودة.
يقول د. الحسين: «سؤالٌ شغلَ عدداً من المهتمين بالأدب السوري بعامة والقصة القصيرة السورية بخاصة، تبعه سؤال إشكالي آخر: من أين تأتَّت لحورانيّة كل هذه المكانة الباذخة؟
من سيرته الذاتية الضاجَّة بالمختلف !
من فاعليته في رابطة الكتاب السوريين وما رافقها من تحزّب فكري وسياسي وصحفي أحاط به، أو حُسِبَ عليه !
من محاربته للقمع وكسره للتابوات وجرأتِه وعلاقته الإشكالية بواقعه !
أم من فنيَّة قصصه وقدرته على نقل الإحساس بمأساة التجربة الإنسانية !
أم من كل ما سبق؟».
|