عماد الزعبي المدير العام السابق لمعرض دمشق الدولي في حديث الذكريات

05 آب 2017

.

معرض دمشق الدولي .. إنه المكان الذي انطلقت منه الصفقات التجارية، وصنع الكثيرين من رجال الاعمال والتجار والصناعيين في سورية والمنطقة العربية، رجال أعمال من لبنان والأردن ومصر والكويت قالوا إن "الفضل فيما هم عليه اليوم يعود الى معرض دمشق الدولي في دوراته الأولى وأنهم جاؤوا الى دمشق وعقدوا صفقاتهم التجارية حيث لم يكن أحد يسافر الى الصين ولا لأوروبا ولا أحد يسافر الى شرق أسيا ولا الى الولايات المتحدة بل كانت دمشق الوجهة الاولى والاخيرة.

بهذه الكلمات استحضر المدير السابق لمؤسسة العامة لمدينة المعارض والأسواق الدولية عماد الزعبي ذكريات من معرض دمشق الدولي.



مرسوم رئاسي بإحداث مدينة المعارض




في البداية كان اسمها مديرية معرض دمشق الدولي ثم بعد سنوات طويلة وفي عام 2000 أصبح اسمها المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية، عندما أصدر السيد الرئيس بشار الأسد مرسوماً حوّل هذه المؤسسة الى مؤسسة تتبع المعارض في كل أنحاء القطر ومسؤولة عنها وعن المشاركات الخارجية الرسمية لسورية في معارض العالم وعن الاشراف عن المعارض الداخلية الخاصة والمعارض الخارجية.

صناعة المعارض في العالم شهدت في العشرين سنة الأخيرة من القرن الماضي تطوراً كبيراً، جعل من المعارض التخصصية السمة الأساسية لصناعة المعارض في العالم، وبالتالي لم تعد المعارض العامة التي تنظمها الحكومات هي الأساس في صناعة المعارض ثم أن المساحات الكبيرة والخدمات المتطورة جدا التي أصبحت تحتاجها صناعة المعارض، كل ذلك كان يلزم العاملين في صناعة المعارض في الحكومة السورية والتي هي المؤسسة العامة لمعرض دمشق الدولي في ذلك الوقت جعلها تبحث عن مساحات أوسع وخدمات أعلى تساير وتحاكي التطور الكبير جدا في صناعة المعارض في العالم فكان لابد من البحث عن مكان آخر، وهنا جاء الاختيار لأرض المعارض على طريق مطار دمشق الدولي.

في أيلول 2003 افتتح السيد الرئيس بشار الاسد مدينة المعارض وتزامن ذلك مع العيد الذهبي لمعرض دمشق الدولي، وكان لحضور الرئيس الاسد بشخصه الكريم دافعا كبيرا جداً داخلياً وخارجياً لتسويق مدينة المعارض الجديدة على طريق المطار لأننا انتقلنا من قلب مدينة دمشق بجوار نهر بردى الى غوطة دمشق على طريق مطار دمشق الدولي، كما أعطى دفعاً هائلا وتسويقا حقيقيا لهذه المدينة.



هل كان الانتقال إيجابياً؟





أيهما أجمل أو أيهما أنجح، سؤال أجاب عليه الزعبي باستحضار الذكريات الجميلة قائلاً : "نحن باعتبار عشنا في المؤسسة في المدينة القديمة جزءً من طفولتنا وشبابنا وعن نوافير نهر بردى وفيروز ومسرح المعرض والعروض الجميلة لمشاركات الدول مما لاشك أنها ذكريات جميلة لكن أيضاً وفي الضفة الأخرى وكشخص مهتم بالموضوع و عمل في المؤسسة هل أنت مقتنع بهذا الانتقال نعم أنا مقتنع جداً ليس لأنني كنت من الكادر الذي أشرف على انتقال المدينة وانجاز المدينة الأخرى فقط ولكن بسبب الأرقام والاحصاءات الموجودة في أرشيف المؤسسة ويمكن الحصول عليها.

في عام ألفين كان عدد المعارض المتخصصة 17 معرض إضافة الى معرض دمشق الدولي وهذه المعارض الـ17 كانت جزءا منها دون المستوى العالمي.

في عام 2008 أي بعد 8 سنوات من هذا التاريخ وبعد خمس سنوات من انتقال المدينة من قلب دمشق الى غوطة دمشق الى طريق المطار كان عدد المعارض المتخصص 57 معرض متخصص رقم هائل وحتى يكون هناك دقة في عام 2003 عام الانتقال كان عدد المعارض المتخصصة 23 معرض تحول الى 57 وهذا مؤشر مهم جداً. وتطورت صناعة المعارض وأحد أهم الاسباب في تطورها هو مدينة المعارض الجديدة بسبب البنية التحتية المتميزة ولاشك أن هناك أسباب أخرى لهذا التطور أهمها الكوادر التي عملت في صناعة المعارض وتدربت في المؤسسة العامة، ثانيها ليس تسلسليا وإنما بشكل متجاور الشركات الخاصة بتنظيم المعارض السورية التي ارتقت جدا بروائز العمل وآليات العمل والكوادر، ثالثها شركات تجهيز المعارض.. الشركات الخاصة التي وفرت مستلزمات نجاح المعارض، رابعها الاحتكاك الذي تحقق بين كادر العمل في صناعة المعارض من القطاعين العام والخاص في سورية و الكادر العامل في المعارض في العالم ككل تبادل الزيارات والوفود وزيارة المعارض الخ ..



الانفتاح الاقتصادي بين عام 2000 و2008





مناخ الانفتاح الاقتصادي بدأ ينمو بشكل واضح في سورية بين 2000 و2008 و2009 فالتميز والنجاح والاضافات الكبيرة جاءت في المدينة الجديدة وأنا هنا لا أقلل من شأن المدينة القديمة لأنها أول معرض في الوطن العربي، وبالمناسبة عام 1954 كان في دمشق قبل ذلك لم تكن الأمة العربية بكل أقطارها تعرف صناعة المعارض وحتى نكون دقيقين حدث معرض صغير في ليبيا سنة 1936 معرض بسيط ولمرة واحدة وانتهى وحصل معرض تجاري آخر في دمشق عام 1938 ولمرة واحدة.

عندما قررت الحكومة السورية عام 1952 أن تنظم معرضاً تجارياً في دمشق على أن يتم الافتتاح عام 1953 لم تستطع الحكومة أن تنهي الترتيبات في ذلك الوقت وتم الافتتاح عام 1954 وكان المعرض لمرة واحدة ولم يكن في نية الحكومة السورية تكرار المعرض، لكن عندما نجح المعرض نجاحاً كبيراً وأصبح هو البوابة التجارية الوحيدة في الوطن العربي من مشرقه الى مغربه وتكرر المعرض، ولاحقاً في أوائل الستينات جمهورية مصر العربية أقامت أول معرض لها في القاهرة بعد دمشق بحوالي تسع سنوات هذا دليل أن الذين سبقونا في صناعة المعارض آبائنا وأخوتنا الأكبر رحم الله من مات منهم وأمد الله بعمر الأحياء هم كانوا أصحاب فضل كبير علينا وعلى صناعة المعارض وعلى المنطقة ككل.


الاعلام تايم _ عروب الخليل

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق