مجد فضة في تجربته المسرحية الثانية «النافذة»

02 حزيران 2016

.

مسرح الأستوديو
بعد عام ونصف من عرض مسرحيته «من أجل نعم من أجل لا» يعود الفنان الشاب مجد فضة إلى المعهد الذي تخرج منه قبل عشر سنوات ليقدم فيه تجربته الإخراجية المسرحية الثانية.

لا أعلم على وجه اليقين إن كان تقديم العرض المسرحي في أحد استوديوهات المعهد هو خيارٌ للمخرج أم قرارٌ للجهة المستضيفة للعرض. فمن جهة منح المكان للعرض «الذي ينسب لما يوصف بمسرح الغرفة» دفئاً خاصاً، ربما ما كان له أن يتحقق بذات الدرجة لو أن العرض تم في أحد المسارح، غير أنه من جهة ثانية حرم ضيق المكان كثيرين من حضوره، كما حرم من حضروا جلسة مريحة بحكم طبيعة الأستوديو غير المخصص أساسا لعدد كبير من المتفرجين. ومع ذلك بدا أن تقديم العرض في المعهد المسرحي خياراً صحيحاً للغاية، ذلك أن المخرج، والممثلين، والدراماتورج، ومصمميّ السينوغرافيا والإضاءة، هم جميعاً من خريجي المعهد.


مازن الجبة وجفرا يونس من مسرحية «النافذة»

على سياق عرضه الأول، أعتمد مجد فضة مجدداً على الحوار بين بطلي عرضه «جفرا يونس، ومازن الجبة» مؤكداً بالدرجة الأولى على براعتهما في الأداء، وهما كانا على قدر آماله فاستطاعا الحفاظ على حيوية الحوار وجاذبيته رغم بساطة الفكرة التي يقوم عليها.وكان ممكناً للمتابع اكتشاف مقدرة «الدرامتورج» وسيم الشرقي على التعامل مع حالة حوارية مختلفة كلياً عن تلك التي تعامل معها في التجربة السابقة، بحكم اختلاف طبيعة العلاقة بين بطلي العرض، ونوعية المشكلة التي قامت بينهما ، وأيضاً، وأساساً، بسبب الاختلاف الجوهري بين أسلوبي كاتبي النصين. فنص العرض السابق «من أجل نعم من أجل لا» للروائية الفرنسية من أصل روسي«ناتالي ساروت» يتسم بغلبة اللغة، حيث يكاد يغيب الحدث والحراك على الخشبة أمام الحضور الطاغي لدلالاتها، فيما يجنح نص العرض الجديد (النافذة) للكاتب البولوني «إرينيوش أريدينسكي» نحو لغة عادية يومية، وحدث مألوف إلى حد الاعتياد.

الحدث اليومي المألوف لا يخرقه إلا رغبة الزوج في الخروج مما هو عادي ويومي ومكرر.فبسبب ضيقه،غير المعلن،من رتابة الحياة الزوجية يجد نفسه مشدوداً إلى حدث ضئيل الأهمية لا يعدو عن كونه ومضة ضوء عابرة في نافذة مقابلة.سرعان ما تتحول هذه الومضة إلى حالة تستحوذ على مشاعره،و تدفعه إلى الجلوس لساعات وأيام بأمل أن تتكرر تلك الومضة، في حين أن الزوجة، التي تدرك بأحاسيسها حقيقة ما أصاب عواطف شريكها من برود تجاهها، تسعى بكل وسائلها لإخراجه من هذه الحالة، وحين تكاد تنجح نجدها قد تورطت فجأة في «اللعبة» ذاتها.


مشهد للفنانة جفرا يونس

العرض رغم بساطة فكرته، ووضوح رمزيته، يترك المتفرج أمام خيارات تلقي متعددة، وربما متباينة، بحكم نهايته المفاجئة التي تقترح عليه أكثر من مقولة. و في كل الحالات يمنح المتلقي متعة مسرحية واضحة بفضل رشاقة إيقاعه، وتكامل عناصره الفنية، وتمكّن الممثليّن من تقمص شخصيتي العرض، والتعبير عما تتسم به من مشاعر وسلوكيات. عرفت ولاء طرقجي كيف تصنع مشهداَ مسرحياً يتناسب في واقعيته مع طبيعة العرض، ونجح أوس رستم في إنجاز إضاءة ناجحة للعرض,وكذلك كان حال عمران العطار مصمم الملصق والمطوية «الأفيش والبروشور» حيث قدم باستخدام عناصر قليلة وبسيطة الأشكال، ما هو أنيق وجميل ومعبر.

أما مجد فضة، فهو لم يقدم عرضاً شيقاً فحسب. وإنما أتاح لنا أيضاً التعرف على كاتب مسرحي نادراً ما قُدمت نصوصه في عروض عربية. ومجد الذي اضطر في المرة السابقة أن يحل محل أحد ممثليه، أثبت هذه المرة، وقد تفرغ لمهمة الإخراج، أن نجاحه في المرة الماضية لم يكن صدفة.


مازن الجبة وجفرا يونس من مسرحية «النافذة»

أداء: جفرا يونس- مازن الجبة - سينوغرافيا: ولاء طرقجي - تصميم وتنفيذ إضاءة: أوس رستم - تصميم الأفيش والبروشور: عمران العطار - دراماتورجيا: وسيم الشرقي - تنفيذ ديكور: منتجب عيسى وطاهر سلوم – إخراج: مجد فضة.


سعد القاسم

من صفحة الإعلامي سعد القاسم على الفيسبوك

Share/Bookmark

صور الخبر

مازن الجبة وجفرا يونس من مسرحية «النافذة»

مازن الجبة وجفرا يونس من مسرحية «النافذة»

مازن الجبة وجفرا يونس من مسرحية «النافذة»

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق