فنانون سوريون يتطلعون إلى إعادة هيكلة المؤسسة الفنية ودعم المسرح السوري

19 أيار 2011

يشكل الفنانون طيفا مهما في المشهد السوري ببعديه الاجتماعي والثقافي ورغم ما يحمله الفنان من تطلعات تتقاطع في مضامينها مع بقية فئات المجتمع إلا أنه يطمح إلى مجموعة خاصة من الإصلاحات فيما يتصل بالحقل الفني تحديدا يحدوه الأمل بأن تحمل المرحلة القادمة حلولا عدة تدعم مسيرته المهنية والإبداعية وتكرس حضوره بصورة أكثر فاعلية وتأثيرا.

وفي هذا السياق أكد الممثل عبد الناصر مرقبي أنه لا بد من إعادة النظر في عمل نقابة الفنانين بحيث يتم فرز المنتسبين وفق اختبارات ومعايير دقيقة تضمن أهلية كل منهم وحقه بالانتساب أولا ومن ثم حقه بالتعويضات التي يتم جمعها على مدى سنوات من بقية الفنانين مشيرا إلى أن النقابة تضم بين صفوفها فنانين لم يقدموا شيئا للفن ولم يسمع بهم أحد.

وأضاف أنه من جهة ثانية يجب رفع تعويض الوفاة للفنانين وسقف التأمين الصحي وإحداث جهة رقابية لمراقبة كيفية التصرف بأموال النقابة فقد توفي كثير من الفنانين ولم تدفع لذويهم تعويضات وفاة بحجة أنه ليس لدى النقابة إمكانية مادية كافية متسائلا أين تذهب أموال النقابة.

ودعا مرقبي إلى إعادة النظر بموضوع العقد الواحد وإيجاد صيغة توافقية بين النقابة ومختلف شركات الإنتاج بما يضمن حق الطرفين ويحد من التهرب الضريبي إلى جانب إيجاد فرص عمل للممثلين الشباب أسوة بالموسيقيين وتنظيم قانون الاحتكار المعمول به حاليا.

من ناحيته رأى المخرج سليمان شريبة أن المؤسسة الفنية تعاني من غياب عمليتي التقييم والمحاسبة ولهذا نجد الأخطاء والتجاوزات تكبر ككرة الثلج دون رقابة فاعلة .

وتابع لقد أقرت منذ عشر سنوات العديد من التشريعات والقرارات الحيوية التي تنهض بحال الفنانين في سورية لكن السلطات التنفيذية المسوءولة عن هذا الأمر لم تبادر إلى فعل أي شيء في هذا الخصوص مشيرا الى ان المطالب الملحة للفنانين في المرحلة القادمة أبرزها وضع الرجل المناسب في المكان المناسب فليس من المعقول حسب تعبيره أن يتم استحضار أناس من خارج وزارة الثقافة إلى المفاصل الإدارية والتقنية فيها اضافة إلى وضع أشخاص لاعلاقة لهم بالفن بمراقبة العروض المسرحية وتقييمها وهو أمر غير مقبول على الإطلاق وانتهى إلى تأييد الأصوات الفنية المطالبة بإطلاق أكبر عدد ممكن من الفضائيات السورية الحكومية منها والخاصة كسوق محلية للإنتاج الفني السوري حتى لا يبقى الفنانون السوريون تحت رحمة القنوات الخليجية التي تسوق القسم الأكبر من أعمالهم الفنية.

أما الممثل والمخرج المسرحي مجد يونس فقد لفت إلى ضرورة إعادة هيكلة مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة والتي تعاني الكثير من المشكلات المستعصية التي تعطل عمل الفنان وتؤخر مسيرته مشيرا إلى أن الهدف من إعادة الهيكلة هو تحديث القوانين القديمة في المديرية واحداث آليات فاعلة تتقدم بالناحية الانتاجية وتحد من الإجراءات الروتينية التي تعرقل العملية الإبداعية.

ودعا إلى إعادة النظر بأجور الفنانين وتعديلها بما يتناسب وجهد الفنان من ناحية والمراحل الزمنية المتغيرة من جهة أخرى وبالتالي رفع السوية المعيشية للفنان تشجيعا له للتفرغ لعمله الفني وايلائه الوقت والجهد الكافيين لتقديم الأفضل.

من جانبه أشار المخرج المسرحي نضال عديرة إلى ضرورة دعم المسرح السوري من قبل وزارة الثقافة كما كان الحال عليه قبل ثلاثة عقود من الزمن حيث أفرزت تلك المرحلة عددا من الأعمال المسرحية التي استطاعت أن تشكل علامة فارقة في المشهد العربي برمته فكانت مسرحيات الفنان دريد لحام تخاطب المشاهد العربي من الخليج الى المحيط وتوءثر عميقا في وجدانه وفكره .

واعتبر عديرة أن المؤسسة الفنية تظلم الفنان المسرحي إذ يتم تقدير الممثل التلفزيوني على حسابه سواء من الناحية الإعلامية أو المادية حتى أن هذا التهميش ظهر خلال الأحداث الجارية التي تمر بها سورية فتوجهت الأنظار إلى فناني التلفزيون الذين عبروا عن أنفسهم على نحو واسع دون نظرائهم المسرحيين الذين حرم العديد منهم من فرصة الخروج إلى الجمهور للتعبير عن مواقفهم الوطنية.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق