من القدود الحلبية والتراثية إلى موسيقى الروك والميتال

09 09

أنس أبو قوس: سأغني كل شيء عدا صباح فخري

أعلن الثورة على كل ما هو تقليدي ومألوف، قلب الطاولة الكلاسيكية مقرراً التميز فدخل عالم موسيقى الروك، نفحات من التحدي ودفقات من الدماء الشابة تملأ حديثه. بحماية جدران قلعة صباح فخري الموسيقية العملاقة تربى وتعلم وتذوق الفن، لكنه أصر على التغريد خارج سرب والده الذي لطالما آمن برسالة صغيرة، فرخ البط عوام كما يُقال. استطاع أنس أبو قوس رسم طريق فني بعيد عن خط صباح فخري مطرب وأبو الأغاني التراثية والقدود الحلبية والموشحات والقصائد الشعرية. فمن التراث والقدود والموشحات إلى موسيقى الروك والميتال.
حدثنا عن دراستك!
درست الأدب الفرنسي وبقيت ثماني سنوات بالجامعة ولم أتخرج، درست في المعهد العالي للموسيقى ولم أكمل، تعلمت إدارة أعمال الشؤون الفنية والموسيقية، وإقامة وتنظيم الحفلات من إضاءة وصوت وجميع النواحي التقنية، قمت بتفصيل معهد على قياسي فاستعنت بأساتذة وأخذت دروساً خصوصية، إيقاع غربي، ودروس غناء كلاسيكي عند السيدة آراكس تشيكيجيان علمتني أهم أسس الغناء العالمي، والتقنيات، وكيفية إصدار الصوت.
دراستي للسانيات في الأدب الفرنسي ساعدتني على معرفة مخارج الحروف. الأستاذ العراقي سليم سالم الموزع والملحن وعازف العود علمني المقامات الشرقية والعزف على العود والنوتة، وعملت عنده ورشات عمل مختصة بالإيقاعات الشرقية والغربية والغناء، بمشاركة أساتذة متنوعين منهم سيمون مريش. كما كنت أستغل وجود فرق أجنبية تزور البلد بمناسبات مختلفة وأعمل معها ورشات عمل.
ماذا عن بداياتك الفنية؟
كنت أرافق والدي في جميع حفلاته، ولم تمر حفلة دون أن يكون لي وصلة غنائية فيها، وواظبت على هذا الطقس إلى صف السابع، حينها قرر والدي أنني لن أرافقه بعدها حتى أنهي دراستي الثانوية، وحفاظاً على صوتي لأنني كنت في مرحلة البلوغ.
بعد الثانوية العامة انتقلت إلى حلب عام 1996 لدراسة الأدب الفرنسي، في سنة 1997 كونت فرقة برايد مع مجموعة من أصدقائي، وعندما عدت إلى الشام كونت زودياك وهي فرقة استمرت لمدة خمس سنوات وقد تركت بصمة وسط الموسيقى الشابة في سورية.
لماذا لم تمش على الخط الذي صنعه صباح فخري لنفسه؟
أنا أسير على خط صباح فخري، فكلانا بدأ بالظروف نفسها تقريباً، فقد درس والدي بشكل مستقل مع عدد من الأساتذة، واستفاد من كل أستاذ على حدة وأخذ المميز من كل واحد منهم، وقد كان يدرس عند مشايخ وأساتذة موسيقى شرقية، على حين أنا نوعت فدرست الشرقي والغربي غناءً وموسيقى.
لماذا بقيت على اللقب الأصلي للعائلة «أبو قوس» ولم تتكنَ بلقب والدك «صباح فخري»؟
لسببين الأول أنني أسعى لإثبات وجودي وتحقيق ذاتي فقررت الاعتماد على نفسي.
أما السبب الثاني، أشعر أنني سأغش الناس في حال استعملت لقب فخري، الأمر الذي سيولد عندهم إحساساً مسبقاً بما سأقدم، سيظنون أنني سأغني القدود والموشحات على حين أنا أغني شيئاً مختلفاً، سأغني كل شيء عدا صباح فخري.
ماذا قدم لك اسم صباح فخري لكونك ابنه؟
اسم صباح فخري أفادني وضرّني، لكوني ابنه اختصر علي مسافات كبيرة وأشياء كثيرة ولكن في الوقت نفسه وضع في طريقي عراقيل عديدة، فلم يعطني فرصة أن أكون أنا.
منصبه السابق كنقيب للفنانين ماذا أفادك؟
لم يفدني أبداً بل على العكس سرقه من البيت لفترة طويلة، فقد كان منهمكاً في العمل بالنقابة.
ماذا استفدت من تجربة والدك؟
تعلمت من أبي أشياء كثيرة ومهمة في الحياة، كالقدرة على اتخاذ القرار، حس المبادرة، علمني كيف أكون فناناً حقيقياً صاحب رسالة، وهبني روح الحياة والموسيقى، تعلمت أن أكون فناناً ومديراً فنياً في آن واحد.
ما رسالتك التي تود إرسالها للناس؟
رسالتي هي الموسيقى أود أن أكون فناناً موسيقياً وهي نقطة التقاطع بيني وبين أبي.
إذا ما نقاط الاختلاف بينكما؟
نختلف بأسلوب وكيفية التطبيق، فكل واحد فينا يُصنع الأشياء على طريقته.
بما أنك تربيت في جو من الطرب والأغاني التراثية. من أين استوحيت أدوات ثورتك الأولى؟
تكوّن وعيي للموسيقى مع مرور الزمن من خلال ما سمعت من أغانٍ، ففي بداية الثمانينيات انطلقت موجة جديدة من الأغاني العربية ولاسيما اللبنانية التي يغلب عليها الطابع الغربي والإيقاعات والموسيقى الغربية، مثل أغاني طوني حنا، عزار حبيب، سامي كلارك. كما ظهر في تلك الفترة عدد من الفرق التي جذبتني وشدتني كثيراً كفرقة الآبا، والبكرا، وفرق نمط الديسكو.
ما الفكرة التي تريد إيصالها.. كلمات عربية بموسيقا عربية؟
مشروعي الأساسي هو موسيقى إنسانية واسعة الطيف كبيرة الانتشار.
حدثني عن قصة فرقة أنس وأصدقائه؟
هو مشروع انبثق عن زودياك أسسها عازف الغيتار أنس عبد المؤمن بتشجيع ورعاية مني. إنسانيتي هي فكرة ميشيل أسمر، أصبحتُ بعد ذلك شريكاً في هذه الفرقة، وهي مشروع رائد في الموسيقى السورية المعاصرة لأنها تستخدم موسيقى عالمية بغناءٍ شرقي.
أنا أول من جعل من الفرق السورية كياناً شرعياً، حيث كانت الفرق تغني مجاناً، وجودي في هذه الفرق حولّها إلى عمل مجد «بزنس»، ففي مهرجان سورية شباب 2007 عرفت شريحة كبيرة من الناس هذه الفرق، من خلال التغطية الإعلامية الكبيرة التي أمنتها وزارة الإعلام، والرعاية الكريمة من الرئيس الدكتور بشار الأسد.
مَن جمهورك؟
إلى الآن من الشباب وهواة التجديد وهم يشبهوني كثيراً، والحمد لله أعدادهم تتزايد بشكل ملحوظ.
الروك مستقبل أم محطة؟
الروك محطة من محطاتي في رحلتي الموسيقية والتي مررت فيها بعدة مراحل ومن هذه المحطات، الغناء الكلاسيكي، ودروس المقامات الشرقية وحاليا الروك، ولكن المستقر الأخير هو أنس أبو قوس.
مستقبلاً يمكن أن تُغيّر هذا الخط؟
بشكل طبيعي سيتغير لأنه يتطور والتطور يستدعي التغيير، وهي سنة الحياة، ولكن سأكون دائماً أنس حتى لو غنيت أغاني صباح فخري.
ماذا تعمل حالياً خارج عالم الموسيقا والفن؟
أعمل في شركة نفط، مسؤول عن المكتبة التقنية التي تحتوي على مخططات وتقارير.
ما مشروعاتك المستقبلية؟
حاليا أنا جاهز لإطلاق مشروع موسيقي خاص بي، وقد حان الوقت للاستفادة من كل ما اطلعت عليه وقرأته في حياتي كلها، وبعد رمضان سأبدأ. إن شاء الله.
هل ستكّون فرقة؟
لا بل وحدي، نحن العرب نعشق سياسة القطب الواحد فنياً، لا نؤمن بالفرق.


الوطن

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق