حسام الدين بريمو: الشرق أمة الفن الجماعي

25 02

الكورال في سورية عمره أكثر من ستة آلاف عام

أقامت جوقة ورد بقيادة الفنان حسام الدين بريمو حفلة موسيقية في بيت جبري في الخامس والعشرين من شباط 2008 قدمت فيها أربع عشرة أغنية عربية بين قديم وحديث من موشحات وطقطوقات إضافة إلى عدد من الأعمال الغربية التي توائم الذائقة المحلية.
عن هذه الحفلة يقول الفنان بريمو «في جوقة ورد نحاول أن نوجه هؤلاء الشباب، وأعمارهم بين الأربع عشرة والخمس عشرة سنة المتأثرين بالموسيقا الغربية ذات الإيقاع العالي والصاخب التي تحاكي حيوية أجسادهم، إضافة إلى الموسيقا العربية الشائعة التي تقترب في مواضيعها ومقاماتها وإيقاعها من الغرب. ومن هنا نحاول توجيههم بعكس الاتجاه الطبيعي المحتمل لأعمارهم وبيئتهم ومحيطهم، وهذا التوجه يأخذ منحيين: الأول هو باتجاه الموسيقا التراثية الأصيلة التي لها طابع الهوية العربية من مقامات وموشحات متينة ومتزنة ومدروسة، والآخر هو باتجاه أنماط الموسيقا الأخرى التي تنطوي على جماليات أكانت أوروبية أم آسيوية أم من أمريكا اللاتينية، فما يهمنا هنا ونعمل على تكريسه هو التوجه باتجاه أنفسنا من منظور تراثنا وأصالة فننا ومن ثم باتجاه الشعوب الأخرى التي لديها فن تراثي أصيل أيضاً. ومن هنا يمكنني حصر هدفي من جوقة ورد في توجيه هذه الشريحة باتجاه ما هو أعمق تجذراً وأكثر حداثةً».
جوقة ورد حسام الدين بريمو في بيت جبريينظر بعض نقاد الموسيقا إلى الفنان بريمو على أن فضاءاته مفتوحة يصعد في عروضه إلى الأصالة العربية ويهبط إلى ما دون الطقطوقة الغربية، فيشتت المستمع ويجعله يتوه عن الهدف الأساسي من هذا العرض المقدم، ولعل بعضهم يذهب إلى أبعد من ذلك ويصف عروضه بأنها معدومة الهدف، وذلك ما رد عليه الفنان بريمو في إجابة مختصرة، إذ يقول «برأيي إن كان هناك ما يرمز إلى العرب فهي النخلة، وبنظرة سريعة نجدها شامخة ترى البعيد وتُرى من البعيد وتنغرس في العمق وتتوزع جذورها متغلغلة على السطح تشف الندى، فلماذا لا نكون مثلها؟ لماذا لا نتعرف على الفنون الجميلة الأخرى، نبحث فيها ونستفيد من التفصيلة الجمالية وبشكل موازي نقدم للآخر فننا من خلال التعامل والتعاطي مع فنونه ثم نقبله على نحو يتوافق مع رؤيتنا الموسيقية؟».
ويضيف بريمو «إن الموسيقا لغة عالمية تختصر اللغات والحدود والمسافات وهي فوق هذا وذاك، لغة تواصل الإنسان مع الآخر حول شيء مشترك، إذاً لا أجد مغبة في خروجي عن اللحن العربي وتقديم اللحن الآسيوي وهذا أمر ليس غريباً عنّا كأمة منفتحة على ثقافات شعوب العالم عبر التاريخ».
يبحث الفنان بريمو عن الفن الشرقي الأصيل من منظور الغناء الجماعي، ويأخذ على بلاد الشرق أنها بدأت تكرس الفرد والنجم الأوحد والموسيقي الأوحد الذي يقف وراءه أكثر من خمسين عازفاً أقلهم خبرة قد يجاريه فناً وموهبة، ومن هذا المنطلق يجد الفن الشرقي الأصيل غائباً تماماً ويقول «نحن أمة الشرق أمة جوقة، حياتنا جماعية اجتماعية وفننا كذلك، وحقيقة رسالتي هي دعوة للعودة إلى الغناء الجماعي والفن الجماعي الذي له علاقة وثيقة بعاداتنا وبيئتنا، والمطلوب إعادة تجذيره وممارسته وإظهار جمالياته عوضاً عن الوقوف متفرجين بينما الأوروبيون يصنعون كورالاتهم، مع العلم أن الكورال في سورية عمره أكثر من ستة آلاف عام ونحن أولى التجمعات البشرية التي أسست الكورال وتطور ليأخذ أشكالاً عديدة عبر التاريخ أكان في بلاط العباسيين أم في أماكن العبادة (المساجد والكنائس)، إذاً نحن أمة كورال، فلماذا غاب هذا الفن؟».
جوقة ورد حسام الدين بريمو في بيت جبري«ومن جهة ثانية هدفي الأساسي الذي أطرحه دائماًً في جوقاتي الخمسة للغناء الجماعي هو تنمية الروح الجماعية عند الجيل الصاعد من خلال الغناء الجماعي والتكاتف كأفراد ثم كمغنيين، فالكتلة تصنع الجمال. كما أسلفت لدي دعوة للعودة إلى ما هو متأصل فينا ومتروك فينا ولابد من العودة إليه».
يذكر أن الجوقات الخمسة قد شاركت في افتتاح دمشق عاصمة للثقافة العربية، والآن هناك أربعة استحقاقات قادمة لجوقة ورد، وست حفلات لجوقة قوس قزح أقربها هو في السابع من آذار في المتحف الوطني بدمشق.


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق