من منبر اليونسكو.. سورية تناشد العالم إنقاذ لؤلؤة الشرق «تدمر»

26 أيار 2015

.

أطلقت المندوبة الدائمة السورية لدى «اليونسكو»، السفيرة لمياء شكور، صرخة تحذير مدوية من فوق منبر المنظمة، مطالبة المجتمع الدولي بممارسة ضغوطه لـ«وضع حد للخطر الداهم والمحدق بمدينة تدمر وموقعها الأثري»، داعية المجتمع الدولي للتحرك لحماية «لؤلؤة الشرق وبصمة الحضارات المتعاقبة في ضمير الإنسانية».

كما دعت شكور، أعضاء المنظمة والمجتمع الدولي بأسره إلى دعم جهود سورية في «تصديها وحربها ضد المد البربري»، حتى تتمكن من إحباط ما وصفته بـ«خطط وأهداف دول مصابة بمرض إشعال النيران (البيرومانيا)».

وناشدت الدول الأعضاء والأطراف في اتفاقية «اليونسكو »1970 «المتعلقة بالتدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة»، بضرورة «دعم دمشق في حربها ضد المد البربري الذي يأتي من الجحيم والذي يقود البشرية جمعاء إلى الجحيم».

وحيَّت السفيرة لمياء شكور جهود الجيش السوري وصمود الشعب السوري ووعيه بقيمة تراثه ومساندته للجهود الوطنية الرسمية في معركة صون وحماية التراث، موضحة أن تقارير وزارة الثقافة السورية والمديرية العامة للآثار والمتاحف تشير إلى منع تهريب 6 آلاف قطعة أثرية كانت معدة للتهريب إلى كل من تركيا ولبنان، كما تمت استعادة العديد من القطع الأثرية المنهوبة، ومنها كنز مؤلف من 1600 مصكوكة برونزية موشاة بالفضة، مكتشفة في جبل الشاعر بين تدمر وحمص.

وأكدت أن بلادها تنسق مع الشركاء الدوليين العاملين في «اليونسكو» و«الإنتربول» ودول الجوار مثل لبنان والعراق، للتصدي لعملية الاتجار غير المشروعة للآثار.

وسلطت السفيرة لمياء شكور الضوء على القيمة الحضارية والإنسانية التي تتمتع بها مدينة تدمر واصفة إياها بـ«لؤلؤة الشرق وبصمة الحضارات المتعاقبة في ضمير الإنسانية»، مشيرة إلى أن المدينة كانت «الشاهد على الحضارات التي ينحدر منها شعب سورية، وتنحدر منها شعوب العالم، حيث تعد «تدمر» أحد مواقع التراث العالمي الست في سورية والمدرجة على لائحة التراث العالمي في خطر منذ عام 2013».

وأكدت شكور أن تدمر وأهلها يقاومون، ويدافع عنها وعن أهلها الجيش العربي السوري والقوى الشعبية وأبناؤها الذين يتصدون لقوى المجموعات الإرهابية «الداعشية» وتفرعاتها من المجموعات المسلحة المرتزقة المتعطشة للغنائم، التي يطيب لبعضهم دعمها وتسليحها تحت عنوان دعم وتدريب وتسليح «المعارضة المعتدلة»، في إشارة إلى الولايات المتحدة وتركيا وبلدان خليجية.

وجددت دعوتها للدول الأعضاء بالتصدي لما وصفته بـ«الوباء الأسود»، الذي يجتاح العالم، قائلة «إنه وباء سقوط السيادات الوطنية وانهيار الدول، الوباء الأسود الذي يعيث الفوضى والخراب، إيذانا بمزيد من الضحايا البشرية ونهب ثروات البلاد وتدمير وسرقة تراثها».

واختتمت مداخلتها في ختام أعمال الاجتماع الثالث للدول الأطراف في اتفاقية اليونسكو 1970، الذي استضافته باريس في الفترة من 18- 20 مايو الجاري، قائلة: «حانت ساعة إعادة إحياء الميثاق التأسيسي لمنظمة اليونسكو، التي ولدت من رحم الحرب العالمية الثانية، الحرب الأكثر تدميرا في تاريخ البشرية، فإحياء الميثاق التأسيسي للمنظمة هو أمانة في أعناقنا نحن الدول الأعضاء».


اكتشف سورية

el-balad.com

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق