الأسطورة اليونانية: كتاب للأب فؤاد بربارة المختص بالفكر الإغريقي

23 آب 2014

.

تعتبر الأسطورة اليونانية من أغنى الميثولوجيات في العالم ما جعلها تؤثر في ثقافات العالم الأوروبي وضفاف البحر الأبيض المتوسط فبنى عليها كبار الكتاب في العالم نصوصا أدبية نفيسة واستوحى مضامينها موسيقيون لامعون في التراث الموسيقي الكلاسيكي وابتكر أفكارها فنانون مهمون في العالم من رسامين ونحاتين وسينمائيين.

وأضاف الدكتور جمال شحيد في مقدمة كتاب من تأليف الأب فؤاد جرجي بربارة أن الأسطورة اليونانية لم تتغلغل في التراث الأدبي والفني في الغرب فحسب بل في البلدان العربية المحيطة بالبحر المتوسط كهيكل جوبيتير دامسكينوس في دمشق الذي يعتبر من الصروح الكبرى في بلاد الشام وكذلك هياكل بعلبك مدينة الشمس وأوابد تدمر وجرش التي تنتشر فيها التماثيل والزخارف وقطع الفسيفساء التي تمثل آلهة اليونان.

ولأهمية الكتاب الذي صدر عام 1966 ونفاد نسخه أعادت الهيئة السورية للكتاب نشره لكون مؤلفه الأب بربارة ضليعا في الإغريقيات وترجم عددا من أعمال أفلاطون وأرسطو مباشرة عن اليونانية ويعتبر من أهم المختصين بالفكر الإغريقي.

ويبدأ الأب بربارة كتابه بالحديث عن مصادر الأسطورة وتطور اعتقاد الأقدمين بها مشيراً إلى أن تاريخ تكون الاسطورة اليونانية مجهول إلا أنها بدت واضحة مكتملة في ملحمة الإلياذة وهي أول ملحمة رائعة عرفها تاريخ الأدب الانساني تليها ملحمة الأوذيسة التي تفوق الأولى روعة وتعود الملحمتان إلى شاعر كبير أعمى هو من أشهر شعراء البشرية يدعى هوميروس.

وتحدث المؤلف عن الشعراء الغنائيين بدءا من هوميروس الذي عاش سنة ألف قبل الميلاد مشيراً إلى أنه في الأسطورتين المنسوبتين إليه نرى الآلهة يخالطون البشر ويتدخلون في شؤونهم تدخلا مباشرا كما أن الآلهة والبشر أسرة واحدة اذ تروى الأحداث الالهية والبشرية على نمط واحد ووتيرة واحدة وتتساوق وتتمازج وتفيض من معين واحد صافية ناصعة بهية.

واعتبر أن الإلياذة والاوذيسة هما مصدر مهم لمعرفة الاسطورة اليونانية تبدو الأسطورة فيهما وقد تكونت وترعرعت وتكاملت في خطوطها الكبرى والجوهرية.. أما أجواء هاتين الملحمتين فهي أجواء حضارة مزدهرة وأجواء بذخ وعظمة واقتدار يتجلى عند عظماء وأمراء الاغريق ذوي العزة والصلف والجبروت وعند كبراء طروادة ووجهائها المتحلين بفضائل انسانية هي ثمرة المدنية الحقيقية والرقي والتقدم.

كما تطرق الأب بربارة إلى شعراء المآسي والمهازل الذي يروي آلام البشر وأطوارهم المضحكة أحيانا والمبكية غالبا وما ينتابهم من صروف الغير وألوان العبر بمشيئة الأرباب أو حتمية القدر وأول أولئك الشعراء هو ايسخلس الشاعر والروائي الكبير الذي لم يبق من رواياته الثمانين سوى سبع روايات فقط ويأتي بعده سوفوكليس الذي يعتبر من ألمع شعراء المآسي عند اليونان إن لم يكن أعظمهم وأشهرهم.

وتحدث الأب بربارة عن الفلسفة عند اليونان والحكماء السبعة الذين كان أولهم الفيلسوف الفيزيائي ثالس مؤسس المدرسة الايونية وآخرهم أرسطو العبقري الشهير وفيلسوف الحقيقة الذي ألف مؤلفات ضخمة رفعته إلى أسمى المنازل الأدبية والفكرية حتى اعتبره فلاسفة العرب ومفكرو المسيحية أمير الفلاسفة والمعلم الأول وكلل دراساته ونظرياته العميقة بكتاب ماوراء الطبيعة أو الفلسفة الأولى.

وتضمنت فصول وأبواب الكتاب الذي يحمل الرقم 6 في سلسلة الخطة الوطنية للترجمة مقاطع من الأساطير اليونانية كظهور العالم ومولد الآلهة الأولين وسلالة أرنوس أو أبناء السماء اضافة الى سلالة اخروتس أو أبناء الزمان وعهد التيطان وهم الأبناء الذين أنجبتهم الأرض غيئا لدى اقترانها بابنها أرنوس ومولد زفس وحداثته وصراع الآلهة في سبيل الملك.

كما تضمنت فصول الكتاب الحديث عن آلهة السماء ومقرات الآلهة ومنهج حياتها ومغامرات زفس ابو الآلهة والبشر مع الإلهات والجنيات والآدميات والتعريف بآلهة الطهر وإله النور والفن والهة الصيد والسحر وإله الحرب وإله الصناعة وآلهة الأنوثة والجمال وإله البحر والخصب وآلهة الأرض والماء والفلك والهواء وآلهة حياة الإنسان وأخيرا الجحيم وآلهتها وأعوانهم.


سلوى صالح

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

mester med:

hada chii ka ysa3dna f dirasa w mrc

maroc